أكرم القصاص - علا الشافعي

"جنة آدم وحواء" فى الأرض أم السماء؟.. أزهرى يؤكد: المقصود بها إحدى الحدائق فى الأرض وليست جنة المأوى التى أعدها الله للمؤمنين.. والشعراوى يصفها بـ"جنة التجربة العملية" نزل آدم بالهند وحواء بمكة

الجمعة، 25 يوليو 2014 03:21 ص
"جنة آدم وحواء" فى الأرض أم السماء؟.. أزهرى يؤكد: المقصود بها إحدى الحدائق فى الأرض وليست جنة المأوى التى أعدها الله للمؤمنين.. والشعراوى يصفها بـ"جنة التجربة العملية" نزل آدم بالهند وحواء بمكة صورة أرشيفية
كتبت سارة عبد المحسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لو سألت أى مسلم أين تقع الجنة فسيقول لك فى سماء الله وبالقرب من العرش، ولو سألته أين عاش آدم قبل أن يهبط إلى الأرض فسيقول لك فى الجنة، وبناء على ما سبق فقد آمن الناس أن نبى الله آدم كان يحيا فى السماوات العلى، وحينما أكل من الشجرة المحرمة نزل الأرض، وبناء على هذا فإن كثيرين يتساءلون: أين كانت جنة آدم؟

الدكتور محمد وهدان الأستاذ بجامعة الأزهر يؤكد لـ"اليوم السابع" أن الجنة التى عاش بها آدم عليه السلام تتلخص فيما ذكره الإمام ابن القيم فى 70 صفحة بكتابه "مفتاح دار السعادة"، ملخصا ما جاء فى تفسير ابن القيم إنما كانت جنة فى الأرض أى أحد الحدائق أو البساتين، وليست جنة المأوى التى أعدها الله لعباده المؤمنين يوم القيامة، مشيرا إلى أنه جاء بصفات الجنة التى أعدت للمؤمنين بصفات عدة منها أنها دار السلام، وقد جاء فى بعض الأخبار أن جنة آدم كانت بأرض الهند قالوا وهذا وإن كان لا يصححه رواة الأخبار ونقلة الآثار فالذى تقبله الألباب ويشهد له ظاهر الكتاب أن جنة آدم ليست جنة الخلد ولا دار البقاء، قائلا: "وكيف يجوز أن يكون الله أسكن آدم جنة الخلد ليكون فيها من الخالدين وهو قائل للملائكة إنى جاعل فى الأرض خليفة، وكيف أخبر الملائكة أنه يريد أن يجعل فى الأرض خليفة ثم يسكنه دار الخلود ودار الخلود لا يدخلها إلا من يخلد فيها.

وأكد وهدان أن من يدخل الجنة لا يطرد منها أبدا، مشيرا إلى أن الشجرة التى أمر الله آدم ألا يأكل منها هى شجرة "المحنة" التى امتحن الله بها آدم ولم تحدد ثمارها سواء كانت تفاحا أم ثمارا أخرى، لافتا إلى أن هناك خطأ متداولا حول أن السبب فى إخراج آدم من الجنة هى حواء، مستشهدا بالآية الكريمة "فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى" ولو أراد أن يعاقب آدم وحواء لقال: "فلا يخرجنكما من الجنة لتشقيا"، مؤكدا أن كتب الإسرائيليات وصحف اليهود هى من ذكرت مثل هذه الأخطاء وتداولتها البشرية بدون علم، مطالبا بتنقيح كتب التراث من هذه المعلومات.

وعن الاستشهاد بكون أدم كان فى جنة الخلد بالسماء استشهد البعض بأمر الهبوط من الجنة الذى قال فيه المولى جل وعلى "اهبطوا منها بعضكم لبعض عدو" أنه هبوط من السماء للأرض وبالتالى هذا يؤكد أنه كان بجنة الخلد لأنه لا جنة على الأرض، مشيرا إلى أن تفسيرها أن ينتقلا من مكان إلى آخر.

وأشار وهدان إلى أن القرآن سكت عن مكانها واختلف المفسرون فيها بعدة وجوه، قال بعضهم: إنها جنة المأوى، وأن مكانها السماء، ونفى بعضهم ذلك لأنها لو كانت جنة المأوى لحرم دخولها على إبليس ولما جاز فيها وقوع عصيان، وقال آخرون: إنها جنة المأوى خلقها الله لآدم وحواء، وقال أكثرهم: إنها جنة من جنات الأرض تقع فى مكان مرتفع.

وجاء فى الأثر أن الرأى الراجح حسبما رآه ابن عباس -رضى الله عنه- قال نزل آدم بالهند ونزلت حواء بجدة فجاء فى طلبها بدأ يبحث عنها فى الأرض حتى اجتمعا وتعارفا بعرفات وبذلك سُمى عرفات تعارفا فيه آدم وحواء ثم بث الله سبحانه وتعالى البشر وبث منهما رجالا كثيرا ونساء يروى الطبرى أن حواء ولدت لآدم أربعين ولدا فى عشرين بطن عشرين مرة ولدت كل مرة تلد توأم فى كل واحد ذكر وأنثى أولهم قابيل وأخته كليمه وآخرهم عبد المغيث وأخته أم المغيث وبدأ البشر يكثرون ويتناسلون، وفى كتاب الأصنام لابن الكلبى المتوفى سنة 204 هجرياً أن آدم نزل على جبل يقال له نوذ وهو أخصب جبل بالهند وأنه مدفون هناك.

وتابع: "يتصور بعض الناس أن خطيئة آدم بعصيانه هى التى أخرجتنا من الجنة، ولولا هذه الخطيئة لكنا اليوم هناك، مشيرا إلى أن هذا التصور غير منطقى لأن الله تعالى حين شاء أن يخلق آدم قال للملائكة: "إِنِّى جَاعِلٌ فِى الأَرْضِ خَلِيفَةً" ولم يقل لهما إنى جاعل فى الجنة خليفة، أى أن هبوط آدم لم يكن هبوط إهانة، وإنما كان هبوط كرامة كما يقول العارفون بالله، كان الله تعالى يعلم أن آدم وحواء سيأكلان من الشجرة، ويهبطان إلى الأرض، أما تجربة السكن فى الجنة فكانت ركنا من أركان الخلافة فى الأرض، ليعلم آدم وحواء ويعلم جنسهما من بعدهما أن الشيطان طرد الأبوين من الجنة، وأن الطريق إلى الجنة يمر بطاعة الله وعداء الشيطان".

وفى كتاب البيان والتبيين يذكر الجاحظ (159-255 هجرى) أن آدم نزل بسيلان بالهند ونزل إبليس فى بيسان بالبصرة، ولم يذكر الجاحظ المصدر الذى أخذ منه هذا الحديث، ولعل البرتغاليون اعتمدوا عليه حين سموا أعلى جبل فى جزيرة سيلان (سيرى لانكا اليوم)، التى هيمنوا عليها زمن الرحلات الكبرى بجبل آدم وأصبح هذا الجبل اليوم مزارا لطوائف كثيرة مسلمين ومسيحيين ويهود وبوذيين ويظن أن به أثر وطأة آدم عليه السلام.

فيما قال الشيخ محمد متولى الشعراوى بعد أن خلق الله آدم أراد أن يبدأ مهامه فى الأرض بتجربة عملية عن المنهج الذى سيتبعه الإنسان فى الأرض، فأراد له الغواية من إبليس، مؤكدا فى تفسيره لسورة البقرة أن جنة الآخرة هى للآخرة ولا يعيش فيها إنسان فترة من الوقت ثم بعد ذلك يطرد منها بل هى كما أخبرنا الله تعالى جنة الخلد، كل من دخلها عاش فى نعيم أبدى.

إذن فما الجنة التى عاش فيها آدم وحواء؟ يجيب الشعراوى رحمه الله فى تفسيره أن هذه الجنة هى التجربة أو المكان الذى تمت فيه تجربة تطبيق المنهج، مؤكدا (ليست جنة الخلد وإنما هى جنة سيمارس فيها تجربة تطبيق المنهج، ولذلك لا يقال: كيف دخل إبليس الجنة بعد أن عصى وكفر، لأن هذه ليست جنة الخلد ولابد أن تنتبه إلى ذلك جيدا حتى لا يقال إن معصية آدم هى التى أخرجت البشر من الجنة، لأن الله تعالى قبل أن يخلق آدم حدد مهمته فقال: وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّى جَاعِلٌ فِى الأرض خَلِيفَةً "البقرة:30".

وأكد الشعراوى فى تفسيره أن آدم مخلوق للخلافة فى الأرض ومن صلح من ذريته يدخل جنة الخلد فى الآخرة، ومن دخل جنة الخلد عاش فى النعيم خالدا) إلى أن قال: (جعلهما الله يمران بتجربة عملية بالنسبة لتطبيق المنهج وبالنسبة لإغواء الشيطان، وحذرهما بأن الشيطان عدو لهما).

فيما قال الدكتور أشرف الشريف الباحث فى علوم السنة إن الله قدر المقادير قبل الخلق بـ50 عاما ولم يخلقها عبثا، وعندما خلق آدم عليه السلام وعرض الأمر على الملائكة من باب الإخبار وليست الاستشارة، وقال إنى جاعل فى الأرض خليفة، مشيرا إلى أن الله عز وجل عندما خلق آدم الأرض بكت قائلا "إن هذه الرواية عن ابن عباس وهو أكثر من نقل عن أهل الكتاب قال فيها إن الله كلما أرسل ملكا لأخذ جزء من الأرض لتشكيل آدم استعاذت بالله منه فأعاذها إلى أن أرسل ملك الموت وقال للأرض هذا أمر الله"، مشيرا إلى أن العبرة من هذه القصة تؤكد أن الله خلق آدم فى السماء وبعدها خلق حواء من ضلعه الأيسر وهو نائم ولما استيقظ وجدها فوق رأسه تقول له إن الله خلقنى لتسكن إلى، لافتا إلى أنه بعدما قالت له ذلك لم يدخل بها إلا بعد أن نزل إلى الأرض، مضيفا أن الدليل الثانى أن جنة آدم كانت فى السماء عندما قال المولى جل وعلا "قلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم فى الأرض مستقر ومتاع إلى حين "36" سورة البقرة، مشيرا إلى أن جملة "لكم فى الأرض" تؤكد أنه كان فى مكان غير الأرض، كما أن أمر الله "اهبطوا" يؤكد أنه كان فى السماء.

ونصح الشريف أن يتبع الناس فى قصص الأنبياء تحديدا ما جاء فى القرآن الكريم مستندا لما جاء فى الآية الثالثة من سورة يوسف "نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ"، مشيرا إلى أن العلامة الإمام عبد الرحمن السعدى قال فى تفسيره إن الله عز وجل ذكر فى القرآن قصص وأعرض عن ذكر أخرى لحكمة يعلمها هو، قائلا "ومن أعرض عن ذكر أشياء لم يأت الله بها فهو بذلك يستدرك على الله"، لافتا إلى أن الإسرائيليات جاءت ببعض القول الذى لا يمكن أن يصدق ولا يكذب نقله بعض الصحابة عن بعض أهل الكتاب ولكن له شروط ألا يعارض ما ثبت فى القرآن والسنة.



موضوعات متعلقة..


حمدى رسلان يكتب: لماذا كان يعيش السابقون مئات الأعوام ونحنُ نعيش بضعها؟

وقرت أعين الشياطين!

الكهف المظلم










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

عبد الحميد

رجاء

عدد الردود 0

بواسطة:

mohamed ahmed

الهبوط للأرض

عدد الردود 0

بواسطة:

مش مهم

في اللغة العربية كلمة جنة بمعني حديقة مثمرة جنينة يعني

أعلاه

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

القصة رمزية

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد جمعه اسوان

تفسير احر جديد

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد جمعه اسوان

تفسير احر جديد

عدد الردود 0

بواسطة:

م / مجدى

كفاكم تطاول

عدد الردود 0

بواسطة:

م / مجدى

كفاكم تطاول

عدد الردود 0

بواسطة:

رياض

الفرق بين جنة الماوى وجنات الخلد في الاخرة

جنة الماوى في السماء السابعه وجاء ذكرها بسورة النجم حين معراج الرسول وسوف تطوى هذه الجنة حين يطوي الله سبحانه السماء اما جنات الاخرة فهي عرضها السموات والارض هذا هو الفرق بين جنة الماوى وجنات الاخرة

عدد الردود 0

بواسطة:

منار الكاتب

شكرا

شكرا بجد المقالة دي فادتني جدا وعرفتني حاجات مكنتش اعرفها

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة