النفحات ودعاء المبتهلين يملأون الساحة والقبة العملاقة مع الأحلام متناثرة فى الجوابات المرسلة إليه من زخم دنيانا، "هنا مقام الإمام الشافعي" ثالث الأئمة الأربعة، وصاحب المذهب الشافعى، وإمام علم التفسير وعلم الحديث، والقاضى، والشاعر، ورامى السهام، والرحال المسافر، هنا مقام يحكى قصة دولة كبيرة كان الشافعى جزء من بنائها الكبير.
قبة خشبية ضخمة مزخرفة بالرصاص والفضة ترسم واحدًا من أهم المبانى الإسلامية عبر التاريخ، أسفلها يستقر مقام الإمام الشافعى وبجواره مقام السلطان "العادل" وإلى جواره الملكة "شمس" اللذان عهد إليهما صلاح الدين الأيوبى بنفسه لبناء هذا المقام ليخلد ذكرى إمام المسلمين "الشافعى" فترك جميع رجال الدولة واختار الملكة شمس مع السلطان "العادل" ليقيما الصرح معا دون أن يعترض أحد، وأثناء البناء وقعا فى عشق الشافعى معًا، وطلبا أن يدفنا بعد رحيلهما إلى جواره.
وفى نقطة ملاصقة للإمام وأقرب من نقطة الملوك يستقر مقام آخر هو مقام "عبد الله بن الحكم"، حكاية واحد من أهل الكرم فى المحروسة، وهو الرجل الذى استضاف الشافعى حين نزل للمحروسة بداخل منزله البسيط، حيث عاش الشافعى حتى توفى، وبنى المقام فى مكان منزل الرجل الذى يجلس الآن بجوار صديقه الذى ولد فى بلاد الحجاز وطاف الوطن العربى طلبا للعلم قبل أن يستقر به المطاف فى مصر ليعيش فيها حتى النهاية.
لافتة إلى جوار الضريح تحكى نسبة الممتد إلى نسب آل بيت النبى محمد عليه الصلاة والسلام فى عبد مناف بن قصى، ويقول عم سعيد أحد حراس الضريح: إضافة إلى تاريخه العظيم يقال إنه ابن عم النبى محمد وهو من ذوى القربى الذين لهم سهم مفروض فى الخُمس.
مقام الإمام الشافعى.. شاهد على عظمة الإمام والدولة الأيوبية الحديثة
الأربعاء، 23 يوليو 2014 09:43 م
مقام الإمام الشافعى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة