احتفت الحديقة الثقافية، مساء أمس الأربعاء، بالحائزين على جوائز الدولة هذا العام بحضور الدكتور محمد أبو دومة الحاصل على جائزة الدولة التقديرية فى الآداب، حاوره الشاعر عبد الحافظ نجيب، الذى قدم سيرة ذاتية لدومة الحاصل على الماجيستير والدكتوراه من دولة المجر، وعمل مديراً لتحرير مجلة القاهرة، وعضو اتحاد كتاب مصر واتحاد كتاب آسيا وإفريقيا.
وتحدث الدكتور محمد أبو دومة، عن تجربته القائمة على الموروث البيئى، تلك البيئة الصعيدية الصعبة التى كانت تفتقر لأبسط الاحتياجات الإنسانية، مؤكداً أن أبناء القرية مثقفين بالطبيعة إضافة إلى أن هذه الثقافة تأسست على حكايات ربابة الشاعر بجانب أن كل الموروثات الشعبية حفظها الصغار، ولذلك ترسبت داخل الأطفال تراث الإنسان الجنوبى، وسأل الشاعر عبد الحافظ نجيب هل هناك ثمة حالة فى كتابة القصيدة؟ وأجاب د. محمد أبو دومة، أننى كنت أكتب القصيدة كأنى أحضر رسالة ماجيستر، فمثلاً عند كتابة قصيدة عن قيس ابن الملوح أقرأ كثيراً عن هذه الشخصية ثم قرأ قصيدة "المجذوب" وقرأ أيضاً قصيدة بعنوان "القدس".
أعقب ذلك ندوة للدكتور أشرف حسن، الحاصل على جائزة الطيب صالح عن المجموعة القصصية "الوفاة السعيدة لعبده الحلاق" وهو أول مصرى يحصل على هذه الجائزة، قدم الندوة الناقد محمود ذكرى، الذى أكد أن الشهادة الأدبية جديرة بالاهتمام وبالدراسات النقدية وبالدراسات النفسية مثل "حياتى فى الشعر" لصلاح عبد الصبور وشهادة أبو حيان التوحيدى.
تطرق الدكتور أشرف حسن، لتجربته الإبداعية والحياتية وتأثير جدته على طفولته التى جعلتها مختلفة من خلال الحب والرعاية التى أحاطته بها ومن خلال حكايات جدته فى صغره وقدر إرتبطت هذه الحكايات بفكرة الموت، إضافة إلى أن الشهادة الأدبية تعتبر سيرة ذاتية، فالكاتب من خلالها يكتب ذكرياته النفسية، مشيراً أنه عند تقدمه لجائزة الطيب صالح كان متوقف عن الكتابة لمدة عشر سنوات، وكان يؤسفه أنه لم يسبق أن فاز مصرى بالمركز الأول فى هذه الجائزة وتمنى أن ينشر العمل الفائز بهذه الجائزة من خلال مؤسسة مصرية، مشيراً إلى أنه تخرج من كلية التربية ثم كلية الآداب وحصل على الماجيستير عن الكاتب الفرنسى فلوبير، والدكتوراة عن الأدب الفرنسى، وفُتح باب التواصل مع الجمهور حول تساؤل عن استخلاصه من الترجمات الغربية التى قام بترجمتها للطفل، وأجاب د. أشرف أن الترجمة لأدب الطفل لم يقدم عليها الكثيرون بالرغم أن لدينا كما كبيرا من الكُتاب للطفل، ولكنها كتابة عن الطفل لا للطفل، كما أن هذه الكتابات تركز على الرسالة الأخلاقية فقط وأن هذه الكتابات تمول من دول الخليج، أما فى العالم الغربى يكتبون للطفل باعتباره أملا واعدا بجعله يكتشف العالم ويطلق العنان لخياله، ولذلك فقد تعلمت من الترجمة للأطفال أنه لابد من احترام عقلية الطفل ومخيلته وفى نفس الوقت لا أقوم بدور الواعظ له.
وسأل الناقد محمود ذكرى، هل الترجمة عن الفرنسية فى أزمة بالنسبة للترجمة عن الإنجليزية، وأجاب د.أشرف، أن المجتمعات تتبدل مواقفها، ولذلك كانت اللغة الفرنسية ضمن آليات مقاومة الاحتلال الإنجليزى للدول، ولكن بعد الحرب العالمية الثانية حدثت أمركة للعالم، متطرقاً لصعوبات الترجمة عن اللغة الفرنسية ومنها قلة عدد المترجمين عن الفرنسية لانسحابنا من الساحة، بالإضافة أنه فى الترجمة عن الفرنسة نجد أن بنية الجملة أصعب، بالإضافة لقلة القواميس المصرية للترجمة من الفرنسية للعربية أو العكس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة