سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 16 يوليو 1212.. هزيمة المسلمين فى الأندلس فى معركة "العقاب" بعد نداء البابا بجعلها "حرب صليبية"

الأربعاء، 16 يوليو 2014 08:06 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 16 يوليو 1212.. هزيمة المسلمين فى الأندلس فى معركة "العقاب" بعد نداء البابا بجعلها "حرب صليبية" سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعث البابا "أنوسنت الثالث" بنداء إلى كل أوروبا: "هى حرب صليبية لا يحل الغفران على من لا يساعد أو لا يشارك فيها"، كان هذا النداء دفعة كبيرة فى إحدى الحروب ضد دولة الأندلس التى ساهمت فى زوالها عام 1492، وكان إعلانها عام 711 ميلادية.

كان النداء فى المعركة المشهورة تاريخيا بـ"العقاب" والتى وقعت فى مثل هذا اليوم "16 يوليو 1212"، ضد دولة الموحدين بقيادة السلطان محمد الناصر، وشكلت نقطة تحول فى تاريخ دولة المسلمين فى الأندلس.

فى وقائع المعركة تفاصيل تبدأ قبل 16 يوليو 1212، حيث قام "الفونسو الثامن" بتأليب مسيحى أوروبا ضد المسلمين فى الأندلس، ونجح فى ذلك مما شجعه فى عام 1209 على نقض هدنة كان وقعها عام 1195 مع "الفونسو" بعد هزيمته فى معركة "الأرك" عام 1195، وكان نتيجة هذا النصر توطيد حكم المسلمين فى الأندلس وتوسعة أراضيهم، لكن ذلك لم يروق أبدا لـ"الفونس الثامن" فتحين الفرصة للانتقام.

تجسد نقض الهدنة من: ألفونس الثامن "فى اقتحمه لـ"حصن رباح" فى وسط الأندلس، فأعلن السلطان محمد الناصر الجهاد وأمر بتجهيز الجيوش لإيقاف المد الصليبى، وكان قوام جيش "محمد الناصر نحو 300 ألف مقاتل وقدره آخرون بنحو نصف مليون لكثرة عدد المتطوعين.

سارع "الناصر" بجيشه واستقر فى إشبيلية وأرسل جزءا من جيشه لتحرير قلعة رباح، وبعد حصار دام 8 أشهر استطاع المسلمون أن يعيدوا ذلك الحصن، واستغل الفونسو الثامن هذا الوضع بعث إلى البابا "أنوسنت الثالث" يدعوه إلى الإعلان عن حرب صليبية فى أوروبا، واستجاب له البابا، فأمر بمساعدته وأعلنها حربا صليبية لا يحل الغفران على من لا يساعد ولا يشارك فيها، فأرسلت إيطاليا وفرنسا الجنود لدعم هذا التحالف المسيحى الذى يدير معركته باسم الدين.

كانت شرارة القتال بين الطرفين على أطراف جبال "الشارات" يوم 16 يوليو 1212، وبالرغم من البداية القوية لجيش "محمد الناصر" إلا أنه لم يواصل بنفس درجة قوة البداية، مما أدى إلى هزيمته ومقتل الكثير من المقاتلين وانسحب الباقى إلى بلاد المغرب ، وبالغت الروايات الأسبانية فى قولها أن عدد القتلى المسلمين فى هذه المعركة بلغ 100 ألف " ، أما " محمد الناصر " ففر من ميدان المعركة بعد أن رأى هزيمة جيشه ومقتل ابنه فى القتال، وجلس فى خيمة منتظرا الموت أو الأسر، إلا أن جموع المسلمين المنسحبة أجبرته على الفرار معها، فانطلق حتى وصل إلى إشبيلية ومنها إلى مراكش وتوفى يعدها بفترة قصيرة.

عجلت هزيمة "عقاب" بسقوط دولة الموحدين فى المغرب وجنوب أسبانيا والتى زالت نهائيا عام 1252، ويرى الدكتور محمد عبد الله عنان فى موسوعته "تاريخ الأندلس" الصادرة عن مكتبة الأسرة، أن معركة العقاب لم تكن خسارة معركة، وإنما نهاية دولة الأندلس فبعد 30 عاما منها، استولى الأسبان على أكثر من 90% من أراضى الأندلس".





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة