لقد حل علينا ضيف عزيز يأخذ بأيدينا وبأنفسنا وبأرواحنا فى تحركاتنا وسكناتنا ليلا ونهارا قياما وقعودا وسلوكا إلى التصالح مع النفس بالتعامل بتلقائية مع حسن الظن بالغير يسبقها حسن الظن بالله سبحانه وتعالى.. ودون تلكف مع الآخرين ولا تصنع ولا مغالاة.. إنه الرضا والقناعة بما نحن عليه.. هو تقوى الله عز وجل فى السر والعلن.. ولقد قال سيدنا على بن أبى طالب رضى الله عنه (التقوى هى الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والقتاعة بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل).. ومع صحبة الشهر الفضيل يبذل المسلم قصارى جهده للتصالح مع نفسه لينعم بالرضا عنها، وذلك بالأخذ بالأسباب التى حثنا الله عليها ومنها:
الاستيقاظ مبكرا: إنه الخلطة السحرية للنجاح بعد أداء فريضة صلاة الفجر.. ولكى يتم جنى ثمار تلك الخلطة السحرية لابد من (الذهاب إلى فراش النوم مبكرا ليساعد الإنسان على الاستيقاظ مبكرا وتكتسب هذه العادة من خلال التكرار لها ثم الاستيقاظ فى نفس الوقت يوميا، والتمسك والالتزام بهذه العادة التى تساعد المرء على طاعة الله والتمتع برضا الإنسان عن نفسه.. أيضا الابتعاد عن لوم الآخرين واليقين بأن الإنسان هو الذى يحقق أهدافه وطموحاته بنفسه دون الاعتماد على الآخرين.. وأن التصالح مع النفس يؤدى بالإنسان إلى راحة البال والهدوء النفسى.. كما لا يجب على المسلم أن يكون منعزلا عن غيره فعليه النصح والإرشاد وليس التعنيف.. وعلى الإنسان أن يقبل ذاته كما هى بكل عيوبها وضعفها أيضا يقبل الآخر بكل اختلافاته وتناقضاته ليس لأنه يحبه، ولكن فقط لأنه لا يكرهه.. وفى شهر رمضان يعتاد المسلم على كل ما جاء بأسلوب التصالح مع النفس وليت تلك العادة تتحول معنا جميعا إلى ما بعد رمضان إلى عبادة روحية يرقى بها المجتمع إلى غد أفضل تحت مظلة التصالح مع النفس.. الله اجعل لنا فى أول رمضان رحمة وفى أوسطه مغفرة وفى آخره عتق من النار ... آمين .
***
نصر فتحى اللوزى يكتب: شهر رمضان والتصالح مع النفس
الثلاثاء، 01 يوليو 2014 02:11 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة