كانت الساعة الثامنة صباحا فى مثل هذا اليوم " 5 يونيه 1967" حين قامت أول موجة من الطائرات الإسرائيلية وعددها 174 طائرة بغارات على القواعد الجوية فى العمق المصرى، ابتداء من "أبو صوير" على الضفة الغربية لقناة السويس وحتى مطار الأقصر فى جنوب الوادى، ثم لحقتها موجة ثانية من 161 طائرة ركزت على المطارات المتقدمة فى سيناء، بعدها كانت الموجة الثالثة من 157 طائرة لإنهاء كل ما تبقى من حطام على المطارات والقواعد الجوية المصرية.
انتهى كل شىء تماما فى الساعة الحادية عشر والنصف فى واحدة من الحروب الخاطفة الحافلة بزلزال من المفاجآت، وحسب كتاب "الانفجار " للكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل: "بجهد 492 طائرة مركزة فى ثلاث موجات، كان مصير معركة سنة 1967 تقرر فعلا، وأصبح ما تلا ذلك كله حتى توقف القتال رسميا يوم 9 يونيو مجرد تفاصيل لا تغير فى الصورة النهائية للمعركة شيئا، ولا تنقص فيها أو تزيد، ذلك أن ضربة الطيران الإسرائيلى أدت مباشرة لنتيجتين، الأولى، أن القيادة العسكرية المصرية فقدت أعصابها وتوازنها، وهذا هو الهدف الأكبر لفكرة الحرب الخاطفة، أما النتيجة الثانية فكانت، أن الجيش المصرى أصبح فى وضع عسكرى لا يطاق، فبدون غطاء من طائراته فوقه، ومن سيطرة كاملة على الأجواء للعدو".
سيطرت إسرائيل على الأجواء، وقرر عبد الحكيم عامر القائد العام للقوات المسلحة الانسحاب فجر يوم 6 يونيه، ويصف هيكل، هذا القرار بـ"المنطقى" من ناحية المبدأ، لكن مصيبته فى طريقة تنفيذه وأسلوبه، ذلك أن نظرية الحرب الخاطفة حققت أثرها على "القائد العام وأفقدته أعصابه وتوازنه".
بلغت الخسائر فى اليوم الأول من القتال نحو 294 شهيدا، ارتفعت إلى 6811 شهيدا بعد قرار الانسحاب يوم 6 يونيو ومع طريقة تنفيذه حتى مساء يوم 8 يونيو، هذا بخلاف عدد الأسرى.
كانت خطة إسرائيل وكما يقول هيكل: "إعادة بالنص للعدوان الثلاثى على مصر عام 1956، بعد أن تمكنت من الحصول على ملف عمليات الطيران البريطانى أثناء العدوان الثلاثى، واستلم "عزرا وايزمان قائد الطيران الإسرائيلى الذى انتقل ليصبح مدير للعمليات سنة 1967 الخطة البريطانية، وقال فى مذكراته أنه كان يعيش مع الخطة، ويحلم بها ويتمثل تفاصيلها ويدرب رجاله عليها، وتولى مع عدد من مساعديه مهمة ترتيبها لملاءمة الأوضاع المستجدة، ثم تسلم الخطة منه نائبه وخليفته فى قيادة الطيران الجنرال "موردخاى هود".
كان الرئيس الأمريكى "جونسون" يتابع الموقف على طريقته الخاصة، وفى تسجيل شهادته للتاريخ الشفهى لعصر رئاسة جونسون تقول "ماتيلدا كريم عشيقة جونسون": "جاء الرئيس مبكرا صباح يوم 5 يونيه إلى البيت الأبيض الذى كنا نقيم فيه فى واشنطن بعد عودتنا معه من تكساس، وكنت لا أزال فى فراشى حينما دخل غرف نومى ومعه اثنان من المرافقين، ووقف أمام سريرى وقد اعتدلت جالسة فيه، وقال لى :" لقد نشبت الحرب فى الشرق الأوسط وهناك من يتساءلون عمن بدأها أما أنا وأنت فنعرف تماما من بدأها".
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 5 يونيه 1967.. 492 طائرة لإسرائيل أنهت القواعد الجوية المصرية فى ثلاث ساعات ونصف
الخميس، 05 يونيو 2014 08:14 ص
نكسة 1967
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة