تمر علينا لحظات من العمر، وكأنها فاصل من خيال كاتب، نتوقف عندها كأننا غرباء ننتظر بتشوق لنهاية سعيدة أو حتى أليمة، ولا نعرف أن القلم الذى يكتب به الكاتب يملأ من حبر أفعالنا، ولكن علينا أن ندرك أن الأيام لا تعترف الا بواقع ما يحدث، وأن الأحلام هى التى دائما تعترف بواقع ما نتمنى، فصاحب فى أيامك أحلامك، ولازم أحلامك على مر أيامك، ولا تفصل بينهم حتى لا تنغمس فى واقع لا تقبله، وتحيا أحلام تستطيع أن تحولها إلى واقع، "فافعل ما يجب عليك، يجب القدر عليك، بنجاح ما فعلت.
ولكن فى بعض الأحيان عندما ينتظر الإنسان يحاط بشوائب، الخسارة، وفى أحيان أخرى عندما يبادر يجابه سلبيات المخاطر، وما بين الانتظار والمبادرة يتأرجح الكثيرون بلا حراك فتتشبع نفوسهم بمحبطات، ولكن القليل من يستطيع ربط المبادرة بالحذر وإشعال المحفزات الذاتية وأخذ القرار بالتحرك المستمر، فيتجنب الخسارة ويقلل المخاطر وينهى الإحباطات ليتبقى له طريق واحد لا خيار فيه سوى النجاح.
فالحياة سلسلة من خطوات فى اتجاهات مختلفة إما إلى الأمام أو إلى الخلف، أو بالعرض يمينا ويسارا، وفى بعض الأحيان خطوات محلك سر، فمجهودك هو الخطوات أما اختيارك هو الاتجاه، فأجعل ما بين المجهود والاختيار اندماج وترابط دائم إلى حد الانصهار والتوحد حتى تصبح خطواتك دائما إلى الأمام.
لأنك إذا لم تستطع أن تتجاوب مع حركة الحياة من حولك فأنت الخاسر بسكونك، فعدم التجاوب لن يوقف حركة الحياة وحركة الحياة لن تتوقف لسكونك، فالتغيير والتطور سمة الحياة فإن لم تجعلهما من سماتك ستخسر فى الحياة، وإن سكنت من حولك متغيرات الحياة فى فترة من فترات حياتك تستطيع ان تحركها بتحركك، فأنت تستطيع أن تغير عندما تتغير وتستطيع أن تحرك عندما تتحرك، فاختار التغيير الأفضل وتحرك إلى الأمام، واستوعب الحياة فى الحركة والسكون حتى تستطيع أن تتجاوب معها لتربح.
فلنتعلم خطوات الرقص مع الحياة ونواكب سرعتها حتى لا نتعثر أو تخطو الحياة على أقدامنا فنتألم، أو نخطو الخطوات الخاطئة فنعيب الرقصة، أو نسبق خطوات الحياة فتصبح الرقصة بلا تجانس، دعونا نتقن مراقصة الحياة ونستمتع بالسعادة التى هى الهدف الذى يسعى إليه الجميع.
فالسعادة هى إحساس يجعلك فى حالة أفضل مما كنت عليها من قبل دخولها على قلبك، وشعور بالهدوء النفسى الذى يجعلك فى حال من السكون بعد حال الفوران التى ينتابنا بسبب الضغوط التى تقابلنا فى الحياة، وفى نفس الوقت هى طاقة كامنة تجعلك تريد أن تجوب الأرض عدوا أو رقصا، وبسمة لا تفارق القلب قبل الشفاة، وفرحة تستقبل بها كل من يقابلك وكل ما تلقاه فى طريقك، فما دامت السعادة تنبع من القلب ومن أحاسيس داخلية فهى شىء داخلك وليس خارج نطاقك، والظروف الخارجية ما هى إلا عوامل مساعدة، ولكن الأساس أنت واستعدادك لتقبل واستقبال السعادة، فمن باب أولى ألا تنتظر العوامل المساعدة كى تحصل على هذا الشعور الرائع، ولكن اجعله دائما متواجد بداخلك بقرار منك حتى وإن قابلت عوامل معاكسة، تستطيع بشعورك الداخلى أن تتحكم فيها وتضعفها حتى تتلاشى، فلا تبخل على نفسك بهذا القرار وكن سعيد.
خبيرة التنمية البشرية رانيا المارية تكتب: خطوات نحو السعادة
الجمعة، 27 يونيو 2014 12:05 ص
خبيرة التنمية البشرية رانيا المارية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة