الصحف الأمريكية: السيسى يعزز مكانته بزيارة العاهل السعودى وكيرى للقاهرة.. وزير الخارجية الأمريكى يعرب عن دعمه القوى لمصر.. محللون أمريكيون: الجيش العراقى يعانى من انهيار نفسى
الإثنين، 23 يونيو 2014 12:34 م
إعداد ريم عبد الحميد و إنجى مجدى
نيويورك تايمز:كلمات كيرى للسيسى كانت "دافئة" وواشنطن تصر على عدم علاقة الإخوان بالإرهاب
قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن كلمات وزير الخارجية جون كيرى للرئيس عبد الفتاح السيسى، خلال لقائهما فى القاهرة، كانت دافئة، وتشكل المَعلم الذى طالما انتظره المسئولون المصريون مع تزايد نفاذ الصبر منذ الإطاحة بحكم جماعة الإخوان المسلمين.
وحسب الصحيفة الأمريكية، قال مسئولون مصريون كبار إنهم توقعوا من إدارة أوباما أن تتراجع عن موقفها السابق وتستأنف المساعدات كاملة. وأشارت إلى تصريحات سابقة للسيسى معترفا أن القوانين الأمريكية عقدت من مسألة المساعدات بعد تدخل الجيش لعزل مرسى.
ورغم إعلان كيرى استئناف المساعدات العسكرية، خلال زيارته للقاهرة، الأحد، فإن أعضاء ذو نفوذ داخل مجلس الشيوخ لا يزالوا يهددون بمنع استعادة المساعدات كاملة ما لم تظهر مصر خطوات نحو الديمقراطية المفتوحة.
وتقول الصحيفة إن مسئولى الولايات المتحدة لا يزالون معترضون على تأكيدات الحكومة المصرية بأن أنصار جماعة الإخوان إرهابيون عنفاء يقفون وراء موجة الهجمات الانتقامية ضد الجنود وضباط الشرطة.
ونقلت عن مسئول أمريكى رفيع رافق كيرى رحلته، قوله: "نحن لا نشارك وجهة نظر الحكومة المصرية حول العلاقة بين الإخوان والجماعات الإرهابية.. ليس لدينا معلومات تثبت هذه الصلة".
وأضاف أن الحكومة المصرية بحاجة إلى نهج شامل جدا سياسيا، الأمر الذى يعنى أنها بحاجة إلى تضمين وإيجاد سبل للوصول إلى الإخوان المسلمين.
وول ستريت جورنال:كيرى يعرب عن دعمه القوى للسيسى
قالت صحيفة وول ستريت جورنال، إن وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى أعرب عن دعمه القوى للرئيس المصرى المنتخب حديثا وأشار إلى أن واشنطن ستواصل تدفق المساعدات العسكرية الأمريكية، فى ترحيب من قبل البيت الأبيض لحكومة ما بعد الإخوان المسلمين.
وأشارت الصحيفة فى تعليق على زيارة وزير الخارجية للقاهرة ولقائه بالرئيس عبد الفتاح السيسى، الأحد، إن كيرى هو أرفع مسئول فى إدارة الرئيس باراك أوباما يلتقى بالسيسى، منذ حلفه اليمين رئيسا لمصر. حيث أكد الدبلوماسى الأمريكى الرفيع على أن واشنطن حريصة لبدء علاقاتها الإستراتيجية مع القاهرة من جديد.
وأعلنت الولايات المتحدة، هذا الأسبوع، عن الإفراج عن 575 مليون دولار من المساعدات العسكرية لمصر، فيما يبدو أن كيرى على ثقة من تسليم طائرات الآباتشى الـ10 الذين كان من المقرر إرسالهم لمصر أبريل الماضى. وكانت الولايات المتحدة قد جمدت معظم المساعدات العسكرية التى تبلغ 1.3 مليار دولار سنويا، بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسى من السلطة، فى أعقاب احتاجاجات شعبية عارمة طالبت برحيله.
وقال كيرى خلال زيارته للقاهرة: "أثق إننا سوف نكون قادرين على الحصول على كامل مبلغ المساعدات. إننى واثقا.. سوف يتم تسليم الآباتشى قريبا جدا جدا". وخلال لقائهما الذى استمر ساعتين داخل القصر الجمهورى، ناقش الوزير الأمريكى مع السيسى قضية حبس الصحفيين وأحكام الإعدام الجماعية الصادرة بحق قيادات وأنصار جماعة الإخوان المسلمين.
وأكد الدبلوماسى الأمريكى على أن السيسى بحاجة إلى وقت لمعالجة المخاوف الأمريكية والدولية حول هذه القضايا. وأشار: "لقد أعطانى الرئيس المصرى شعورا قويا جدا بالتزامه بالعملية التى وضع من أجلها فى منصبه وإعادة تقييم تشريعات حقوق الإنسان والعملية القضائية، فالخيارات الأخرى المتوفرة حاضرة جدا فى عقله".
وخلص كيرى بالقول: "نعتقد أنه من المهم للرئيس، الذى لم يفت على توليه منصبه 10 أيام، أن نعطيه فرصة ليبدأ فى دفع حكومته نحو التحرك والبدء فى التركيز على هذه القضايا".
واشنطن بوست:زيارة كيرى لمصر تمثل تأييدا ضمنيا لحكومتها
اهتمت الصحيفة بزيارة وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى إلى مصر، وقالت إن تلك الزيارة تمثل تأييدا ضمنيا للحكومة الجديدة فيها. وأوضحت الصحيفة أن الزيارة تمثل تأكيدا على إصلاح العلاقات مع أحد الأعمدة الرئيسية الهامة فى الشرق الأوسط وعودة الشراكة الأمريكية مع النظام المصرى بعد اضطرابات الربيع العربى.
وأضافت الصحيفة قائلة إن الولايات المتحدة وطدت علاقتها مع السلطات المصرية وتتحرك نحو استعادة المساعدات العسكرية التى تم تعليقها على الرغم من اعتراضات من جانب الكونجرس بشأن حقوق الإنسان. فتم إعادة كل المساعدات التى تم التعهد بتقديمها بقيمة أكثر من 600 مليون دولار، باستثناء 78 مليون دولار.
وتحدثت الصحيفة عن تعهد كيرى بأن يوافق الكونجرس قريبا على تسليم طائرات الآباتشى التى تحتاجها مصر بشدة فى محاربة الإرهاب، وقالت إن هذا يسلط الضوء على عودة جزئية على الأقل للأسلوب القديم الذى كانت المخاوف الأمنية الإقليمية تحدد العلاقة بين القاهرة وواشنطن إلى حد كبير.
وقال كيرى خلال لقائه مع المسئولين أمس، إن الآباشى ستستخدم فى مواجهة المسلحين التابعين أو المتأثرين بتنظيم داعش.
وترى الصحيفة أن المكاسب العسكرية السريعة التى حققها التنظيم فى الأسابيع الأخيرة والتفكك المحتمل للعراق قد ألقى بظلاله على زيارة كيرى لمصر، الدولة العربية السنية التى طالما كانت شريكا أمنيا وسياسيا للولايات المتحدة، وتسعى واشنطن لمساعدة سنية لوقف الدعم وقطع التمويل غير المشروع لداعش.
وفى سياق التقرير، قالت واشنطن بوست إن المسئولين المصريين فى واشنطن قد قاموا بجهود فى الكونجرس وبين المسئولين وقادة الرأى للتأكيد على أن مصر أصبحت أفضل، وأنها شريك أفضل للولايات المتحدة.
ونقلت الصحيفة عن مسئول رفيع بالخارجية المصرية، رفض الكشف عن هويته، قوله إنه يعتقد أن هناك بعض التغيير فى الرؤية الأمريكية لما يحدث فى مصر. وأضاف أن المشرعين الأمريكيين ربما لا يعجبهم المسار السياسى فى مصر الذى تتقدم فيه الاعتبارات الأمنية على الديمقراطية، لكن ليس أمامهم خيار سوى قبول السيسى كشريك. وأصبحت واشنطن تدرك أن الطريق الوحيد للحفاظ على المصالح والاستماع إلى الشعب المصرى وليس تجاهله أو إذلاله وتجاهل خياراته بالقول بأن مرسى كان منتخبا.
محللون أمريكيون: الجيش العراقى يعانى من انهيار نفسى
فى الشأن العراقى، نقلت الصحيفة عن محللين ومسئولين أمريكيين قولهم إن المستشارين الذين أرسلتهم الولايات المتحدة لمساعدة قوات الأمن العراقية سيجدون جيشا فى أزمة، يفتر بشدة للعتاد وفى حالة اهتزاز بسبب الانشقاقات لدرجة ربما تجعله غير قادر على استعادة الأراضى التى استولت عليها التنظيمات المتشددة لأشهر أو حتى سنوات.
ويقول مسئول أمريكى إن الجيش العراقى، وبعد فرار عشرات الآلاف من عناصره، يعانى من انهيار نفسى فى وجه هجومى مسلحى داعش.
وقد بلغ اليأس درجة بالغة حتى أن رئيس الحكومة العراقى نورى المالكى يعتمد على المتطوعين الذين لا يتمتعون فى كثير من الأحيان بتدريب عسكرى، وذلك من أجل حماية نطاق سلطته الذى يتقلص بشكل لم يسبق له مثيل.
ويقول ريك برينان، المحلل والمستشار السابق للقوات الأمريكية فى العراق إن ما حدث هو أن الجيش العراقى ليس لديه قدرة للدفاع عن نفسه، ولو لم نتمكن من إيجاد سبل لأحداث فارق كبير فى القوات فى ظل تلك المعركة، فإننا نشهد بداية لتفكك الدولة العراقية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الأمريكية قد أسرعت بتقديم معدات استطلاع منذ هزيمة الجيش العراقى فى الموصل هذا الشهر، إلا أن الحكومة العراقية الشيعية قد أعربت عن خيبة أملها من وتيرة ونطاق المساعدات.
كريستيان ساينس مونيتور:السيسى يعزز مكانته بزيارة العاهل السعودى وكيرى للقاهرة
تابعت الصحيفة بدورها زيارة وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى للقاهرة، وقالت إنه بعد أسبوعين من تنصيب عبد الفتاح السيسى رئيسا لمصر، فإنه يعزز مكانته بتأييد من الداعمين الأساسيين، الولايات المتحدة والسعودية.
وأشارت الصحيفة إلى أن كيرى أرفع مسئول أمريكى يزور مصر منذ انتخاب السيسى، وقالت إن العلاقات الوثيقة لواشنطن مع القاهرة توطدت بفضل المساعدات العسكرية السنوية، والتى تم تعليق جزء منها العام الماضى بعد عزل مرسى وفض اعتصام الإخوان المسلمين.
ونقلت الصحيفة عن محلليسن قولهم إنه على الرغم من الانتقادات الصامتة، فإن الزيارة الدبلوماسية لكيرى والإفراج عن جزء من المساعدات يدل على أن الولايات المتحدة حريصة على عودة العلاقة الثنائية الثابتة بين البلدين مثلما كانت فى العقود التى سبقت ثورة يناير.
وأوضحت ساينس مونيتور أن الولايات المتحدة تهدف كما كانت فى الماضى إلى تخفيض التوتر بالتخفيف من انتقاداتها لقضايا حقوق الإنسان، كما تقول أمى هاوثورن، الخبيرة بالمجلس الطلنطى، والتى كانت تعمل فى وزارة الخارجية فى السياسة الخاصة بمصر.
وتشير الصحيفة إلى ان النفوذ الأمريكى فى مصر تلاشى منذ الإطاحة بمبارك بينما زاد نفوذ الخليج. وقد أكد العاهل السعودى الملك عبد الله دعمه القوى للسيسى بالزيارة القصيرة التى قام بها للقاهرة يوم الجمعة على الرغم من حالت الصحية.
ورأت ساينس مونيتور أن الولايات المتحدة، القلقة من كيفية تحول ميزان التأثير بقوة لصالح دول الخليج، تسارع الآن من أجل الاحتفاظ بمكان على الطاولة، وتبدو زيارة كيرى كخطوة أولى فى هذا الطريق. وتحولت الأمريكى من خطاب تعزيز الديمقراطية إلى التأكيد على المصلحة فى القضايا الأمنية فى البلاد.
ويقول زاك جولد، المحلل الأمريكى المتخصص فى العلاقات المصرية الأمريكية، إن إدارة أوباما تعترف بمخاطر المناطق غير المحكومة، كسيناء فلو تم تركها يمكن أن تهدد المصالح الغربية، بما فى ذلك الهجوم على التجارة الدولية أو استهداف السفارات أو المواطنين الغربيين وربما حتى التخطيط ضد الأراضى الأمريكية أو الأوروبية.
وتقول مصر إن طائرات الآباتشى الأمريكية ستكون حاسمة فى المعركة ضد الإرهاب فى سيناء، إلا أن الصحيفة تقول إن عودة المساعدات لن يصحبها على الأرجح زيادة فى النفوذ الأمريكى فى مجال حقوق الإنسان والحرية السياسية. وتقول هاوثورن إنه لا يوجد كثير من المؤشرات بأن هذا النهج سيكون له تأثير إيجابى على الوضع السياسى فى مصر، مثلما لم يكن لهذا النهج تأثير على مبارك.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نيويورك تايمز:كلمات كيرى للسيسى كانت "دافئة" وواشنطن تصر على عدم علاقة الإخوان بالإرهاب
قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن كلمات وزير الخارجية جون كيرى للرئيس عبد الفتاح السيسى، خلال لقائهما فى القاهرة، كانت دافئة، وتشكل المَعلم الذى طالما انتظره المسئولون المصريون مع تزايد نفاذ الصبر منذ الإطاحة بحكم جماعة الإخوان المسلمين.
وحسب الصحيفة الأمريكية، قال مسئولون مصريون كبار إنهم توقعوا من إدارة أوباما أن تتراجع عن موقفها السابق وتستأنف المساعدات كاملة. وأشارت إلى تصريحات سابقة للسيسى معترفا أن القوانين الأمريكية عقدت من مسألة المساعدات بعد تدخل الجيش لعزل مرسى.
ورغم إعلان كيرى استئناف المساعدات العسكرية، خلال زيارته للقاهرة، الأحد، فإن أعضاء ذو نفوذ داخل مجلس الشيوخ لا يزالوا يهددون بمنع استعادة المساعدات كاملة ما لم تظهر مصر خطوات نحو الديمقراطية المفتوحة.
وتقول الصحيفة إن مسئولى الولايات المتحدة لا يزالون معترضون على تأكيدات الحكومة المصرية بأن أنصار جماعة الإخوان إرهابيون عنفاء يقفون وراء موجة الهجمات الانتقامية ضد الجنود وضباط الشرطة.
ونقلت عن مسئول أمريكى رفيع رافق كيرى رحلته، قوله: "نحن لا نشارك وجهة نظر الحكومة المصرية حول العلاقة بين الإخوان والجماعات الإرهابية.. ليس لدينا معلومات تثبت هذه الصلة".
وأضاف أن الحكومة المصرية بحاجة إلى نهج شامل جدا سياسيا، الأمر الذى يعنى أنها بحاجة إلى تضمين وإيجاد سبل للوصول إلى الإخوان المسلمين.
وول ستريت جورنال:كيرى يعرب عن دعمه القوى للسيسى
قالت صحيفة وول ستريت جورنال، إن وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى أعرب عن دعمه القوى للرئيس المصرى المنتخب حديثا وأشار إلى أن واشنطن ستواصل تدفق المساعدات العسكرية الأمريكية، فى ترحيب من قبل البيت الأبيض لحكومة ما بعد الإخوان المسلمين.
وأشارت الصحيفة فى تعليق على زيارة وزير الخارجية للقاهرة ولقائه بالرئيس عبد الفتاح السيسى، الأحد، إن كيرى هو أرفع مسئول فى إدارة الرئيس باراك أوباما يلتقى بالسيسى، منذ حلفه اليمين رئيسا لمصر. حيث أكد الدبلوماسى الأمريكى الرفيع على أن واشنطن حريصة لبدء علاقاتها الإستراتيجية مع القاهرة من جديد.
وأعلنت الولايات المتحدة، هذا الأسبوع، عن الإفراج عن 575 مليون دولار من المساعدات العسكرية لمصر، فيما يبدو أن كيرى على ثقة من تسليم طائرات الآباتشى الـ10 الذين كان من المقرر إرسالهم لمصر أبريل الماضى. وكانت الولايات المتحدة قد جمدت معظم المساعدات العسكرية التى تبلغ 1.3 مليار دولار سنويا، بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسى من السلطة، فى أعقاب احتاجاجات شعبية عارمة طالبت برحيله.
وقال كيرى خلال زيارته للقاهرة: "أثق إننا سوف نكون قادرين على الحصول على كامل مبلغ المساعدات. إننى واثقا.. سوف يتم تسليم الآباتشى قريبا جدا جدا". وخلال لقائهما الذى استمر ساعتين داخل القصر الجمهورى، ناقش الوزير الأمريكى مع السيسى قضية حبس الصحفيين وأحكام الإعدام الجماعية الصادرة بحق قيادات وأنصار جماعة الإخوان المسلمين.
وأكد الدبلوماسى الأمريكى على أن السيسى بحاجة إلى وقت لمعالجة المخاوف الأمريكية والدولية حول هذه القضايا. وأشار: "لقد أعطانى الرئيس المصرى شعورا قويا جدا بالتزامه بالعملية التى وضع من أجلها فى منصبه وإعادة تقييم تشريعات حقوق الإنسان والعملية القضائية، فالخيارات الأخرى المتوفرة حاضرة جدا فى عقله".
وخلص كيرى بالقول: "نعتقد أنه من المهم للرئيس، الذى لم يفت على توليه منصبه 10 أيام، أن نعطيه فرصة ليبدأ فى دفع حكومته نحو التحرك والبدء فى التركيز على هذه القضايا".
واشنطن بوست:زيارة كيرى لمصر تمثل تأييدا ضمنيا لحكومتها
اهتمت الصحيفة بزيارة وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى إلى مصر، وقالت إن تلك الزيارة تمثل تأييدا ضمنيا للحكومة الجديدة فيها. وأوضحت الصحيفة أن الزيارة تمثل تأكيدا على إصلاح العلاقات مع أحد الأعمدة الرئيسية الهامة فى الشرق الأوسط وعودة الشراكة الأمريكية مع النظام المصرى بعد اضطرابات الربيع العربى.
وأضافت الصحيفة قائلة إن الولايات المتحدة وطدت علاقتها مع السلطات المصرية وتتحرك نحو استعادة المساعدات العسكرية التى تم تعليقها على الرغم من اعتراضات من جانب الكونجرس بشأن حقوق الإنسان. فتم إعادة كل المساعدات التى تم التعهد بتقديمها بقيمة أكثر من 600 مليون دولار، باستثناء 78 مليون دولار.
وتحدثت الصحيفة عن تعهد كيرى بأن يوافق الكونجرس قريبا على تسليم طائرات الآباتشى التى تحتاجها مصر بشدة فى محاربة الإرهاب، وقالت إن هذا يسلط الضوء على عودة جزئية على الأقل للأسلوب القديم الذى كانت المخاوف الأمنية الإقليمية تحدد العلاقة بين القاهرة وواشنطن إلى حد كبير.
وقال كيرى خلال لقائه مع المسئولين أمس، إن الآباشى ستستخدم فى مواجهة المسلحين التابعين أو المتأثرين بتنظيم داعش.
وترى الصحيفة أن المكاسب العسكرية السريعة التى حققها التنظيم فى الأسابيع الأخيرة والتفكك المحتمل للعراق قد ألقى بظلاله على زيارة كيرى لمصر، الدولة العربية السنية التى طالما كانت شريكا أمنيا وسياسيا للولايات المتحدة، وتسعى واشنطن لمساعدة سنية لوقف الدعم وقطع التمويل غير المشروع لداعش.
وفى سياق التقرير، قالت واشنطن بوست إن المسئولين المصريين فى واشنطن قد قاموا بجهود فى الكونجرس وبين المسئولين وقادة الرأى للتأكيد على أن مصر أصبحت أفضل، وأنها شريك أفضل للولايات المتحدة.
ونقلت الصحيفة عن مسئول رفيع بالخارجية المصرية، رفض الكشف عن هويته، قوله إنه يعتقد أن هناك بعض التغيير فى الرؤية الأمريكية لما يحدث فى مصر. وأضاف أن المشرعين الأمريكيين ربما لا يعجبهم المسار السياسى فى مصر الذى تتقدم فيه الاعتبارات الأمنية على الديمقراطية، لكن ليس أمامهم خيار سوى قبول السيسى كشريك. وأصبحت واشنطن تدرك أن الطريق الوحيد للحفاظ على المصالح والاستماع إلى الشعب المصرى وليس تجاهله أو إذلاله وتجاهل خياراته بالقول بأن مرسى كان منتخبا.
محللون أمريكيون: الجيش العراقى يعانى من انهيار نفسى
فى الشأن العراقى، نقلت الصحيفة عن محللين ومسئولين أمريكيين قولهم إن المستشارين الذين أرسلتهم الولايات المتحدة لمساعدة قوات الأمن العراقية سيجدون جيشا فى أزمة، يفتر بشدة للعتاد وفى حالة اهتزاز بسبب الانشقاقات لدرجة ربما تجعله غير قادر على استعادة الأراضى التى استولت عليها التنظيمات المتشددة لأشهر أو حتى سنوات.
ويقول مسئول أمريكى إن الجيش العراقى، وبعد فرار عشرات الآلاف من عناصره، يعانى من انهيار نفسى فى وجه هجومى مسلحى داعش.
وقد بلغ اليأس درجة بالغة حتى أن رئيس الحكومة العراقى نورى المالكى يعتمد على المتطوعين الذين لا يتمتعون فى كثير من الأحيان بتدريب عسكرى، وذلك من أجل حماية نطاق سلطته الذى يتقلص بشكل لم يسبق له مثيل.
ويقول ريك برينان، المحلل والمستشار السابق للقوات الأمريكية فى العراق إن ما حدث هو أن الجيش العراقى ليس لديه قدرة للدفاع عن نفسه، ولو لم نتمكن من إيجاد سبل لأحداث فارق كبير فى القوات فى ظل تلك المعركة، فإننا نشهد بداية لتفكك الدولة العراقية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الأمريكية قد أسرعت بتقديم معدات استطلاع منذ هزيمة الجيش العراقى فى الموصل هذا الشهر، إلا أن الحكومة العراقية الشيعية قد أعربت عن خيبة أملها من وتيرة ونطاق المساعدات.
كريستيان ساينس مونيتور:السيسى يعزز مكانته بزيارة العاهل السعودى وكيرى للقاهرة
تابعت الصحيفة بدورها زيارة وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى للقاهرة، وقالت إنه بعد أسبوعين من تنصيب عبد الفتاح السيسى رئيسا لمصر، فإنه يعزز مكانته بتأييد من الداعمين الأساسيين، الولايات المتحدة والسعودية.
وأشارت الصحيفة إلى أن كيرى أرفع مسئول أمريكى يزور مصر منذ انتخاب السيسى، وقالت إن العلاقات الوثيقة لواشنطن مع القاهرة توطدت بفضل المساعدات العسكرية السنوية، والتى تم تعليق جزء منها العام الماضى بعد عزل مرسى وفض اعتصام الإخوان المسلمين.
ونقلت الصحيفة عن محلليسن قولهم إنه على الرغم من الانتقادات الصامتة، فإن الزيارة الدبلوماسية لكيرى والإفراج عن جزء من المساعدات يدل على أن الولايات المتحدة حريصة على عودة العلاقة الثنائية الثابتة بين البلدين مثلما كانت فى العقود التى سبقت ثورة يناير.
وأوضحت ساينس مونيتور أن الولايات المتحدة تهدف كما كانت فى الماضى إلى تخفيض التوتر بالتخفيف من انتقاداتها لقضايا حقوق الإنسان، كما تقول أمى هاوثورن، الخبيرة بالمجلس الطلنطى، والتى كانت تعمل فى وزارة الخارجية فى السياسة الخاصة بمصر.
وتشير الصحيفة إلى ان النفوذ الأمريكى فى مصر تلاشى منذ الإطاحة بمبارك بينما زاد نفوذ الخليج. وقد أكد العاهل السعودى الملك عبد الله دعمه القوى للسيسى بالزيارة القصيرة التى قام بها للقاهرة يوم الجمعة على الرغم من حالت الصحية.
ورأت ساينس مونيتور أن الولايات المتحدة، القلقة من كيفية تحول ميزان التأثير بقوة لصالح دول الخليج، تسارع الآن من أجل الاحتفاظ بمكان على الطاولة، وتبدو زيارة كيرى كخطوة أولى فى هذا الطريق. وتحولت الأمريكى من خطاب تعزيز الديمقراطية إلى التأكيد على المصلحة فى القضايا الأمنية فى البلاد.
ويقول زاك جولد، المحلل الأمريكى المتخصص فى العلاقات المصرية الأمريكية، إن إدارة أوباما تعترف بمخاطر المناطق غير المحكومة، كسيناء فلو تم تركها يمكن أن تهدد المصالح الغربية، بما فى ذلك الهجوم على التجارة الدولية أو استهداف السفارات أو المواطنين الغربيين وربما حتى التخطيط ضد الأراضى الأمريكية أو الأوروبية.
وتقول مصر إن طائرات الآباتشى الأمريكية ستكون حاسمة فى المعركة ضد الإرهاب فى سيناء، إلا أن الصحيفة تقول إن عودة المساعدات لن يصحبها على الأرجح زيادة فى النفوذ الأمريكى فى مجال حقوق الإنسان والحرية السياسية. وتقول هاوثورن إنه لا يوجد كثير من المؤشرات بأن هذا النهج سيكون له تأثير إيجابى على الوضع السياسى فى مصر، مثلما لم يكن لهذا النهج تأثير على مبارك.
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة