يعزفان موسيقى تبدو للوهلة الأولى لمن يسمعها - بغض النظر عن جنسيته - مألوفة للغاية، موسيقى تلمس بنعومتها ودفئها الروح الإنسانية، وتعكس حالتها دائمة التغير، تلك التى لا تثبت أبدا على وتيرة واحدة، فموسيقاهما حزينة لكنها تترك من يسمعها بابتسامة وأمل، ورغم أنهما من السويد، إلا أن فنهما عابر للحدود وبلا جنسية. هما كارولين ليندر وبيتر تجنر.
يقول بيتر تجنر، الذى تخلى عن عمله على متن السفن كمسئول اتصالات يجوب العالم ليجعل من الموسيقى مهنته، موضحاً أنه أراد أن يفنى حياته فى شىء يحبه، قائلاً: "الموسيقى يمكن أن تغير العالم، فأغنية واحدة يمكن أن توحد العالم لأن الموسيقى تستطيع أن تنجح فيما يفشل فى تحقيقه العالم، لأنها ليست سياسية وليس لها توجه".
وأضاف فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" بعد حفلته الموسيقية مع كارولين فى ساقية الصاوى قبل عدة أيام: "هذه المرة الأولى التى يأتى فيها إلى مصر، ورغم عملى على متن السفن، إلا أننى لم أزر القاهرة وزرت قناة السويس"، معربا عن سعادته البالغة لوجوده فى هذه البلاد "المثيرة" حيث تأثر بدفء المصريين منذ لحظة وصوله، ومؤكدا أنه لم يخش المجىء، بل شعر بأنها تجربة مميزة.
وتحدث تجنر، أنه استغرق الكثير من الوقت لكى يقرر أن يعمل فى الموسيقى، فرغم أنه كان يعزف على جيتاره طوال الوقت، إلا أنه عمل فى وظائف أخرى، وكان يذهب للاستماع إلى كارولين وهى تغنى وتعزف، حتى اتخذ قراره فى يوم من الأيام عندما كان فى المكتبة يدرس لتغيير مهنته لمهندس كمبيوتر، وتساءل "ما الذى تفعله بيتر، هذا ليس ما تحب أن تفعله، وفى هذه اللحظة، خرجت وقررت أن أعمل ما أحبه وهو الموسيقى". وأشار إلى أنه كان يذهب للاستماع إلى كارولين قبل أن يصبح هو نفسه موسيقى، وبعدما أصبح مشهورا وبات له مهرجان خاص به يسمى "موسيقى الغروب" يعزف فيه كل عام فى شهر يوليو، طلب منها أن تشاركه الغناء والعزف. وتعاونا معا منذ خمسة أعوام.
أما كارولين، فأكدت لليوم السابع أنها أحبت "روح القاهرة الحية والنشيطة والمتحركة والمليئة بالطاقة، وأشعر بالترحيب والإلهام"، لافتة إلى أنها كانت متحمسة للغاية لزيارة مصر للمرة الأولى تلبية لدعوة من سفارة السويد للمشاركة فى حفل العيد الوطنى للبلاد وللغناء مع فرق مصرية، "ورغم أن بعض أصدقائى لم يحبذون فكرة سفرى إلى القاهرة نظرا لما يرونه فى وسائل الإعلام، إلا أننى سعيدة للغاية بوجودى فى هذا المكان الغنى بالحضارة والثقافة".
وعن تأليفها للأغانى، وعما إذا كانت تؤلفها وفقا لتجارب شخصية مرت بها، قالت كارولين، رغم أنى غنيت لابنتى أغنية "تحت قلبى"، وأنى أغنى أغانى شخصية، إلا أن التجارب الشخصية ليست بالضرورة المحفز لتأليفى، فمن الممكن أن تلهمنى حركة أو مكان أو شخص.
وعن الرسالة التى يمكن أن يقدمانها لمصر، قالت كارولين "استمروا فى دفئكم والتواصل مثلما أنتم الآن، فأنا أرى الكثير من الابتكار هنا، فالمصريون يجدون حلولا بطريقتهم، وهذا أمر قوى وجميل، وأرى أنكم تستمتعون بأوقاتكم مهما كانت الظروف".
بينما قال بيتر "استمروا فى فخركم ببلدكم، فبلدكم غنية للغاية، انظروا لتاريخكم، حتى فى أحلك الأوقات، يمكنكم أن تكونوا فخورين ببلدكم".
بالصور..فنانان سويديان: القاهرة حية ومليئة بالطاقة ونشعر بالإلهام بمجرد وجودنا بها.."بيتر تجنر" لـ"المصريين": استمروا فى فخركم ببلدكم الغنى..وكارولين ليندر: ترحابكم وودكم أشعرنى بالدفء
الجمعة، 20 يونيو 2014 08:51 م
الفنانان بيتر تجنر و كارولين ليندر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة