يرى بعض المراقبين أن تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام "داعش" يقدم "هدية" لإيران فى إطار مفاوضاتها مع الغرب، وإذا كانت طهران لم تكتف بإزالة خطر العراق "الاستراتيجى" عليها كما مثله سابقاً صدام حسين، فهى مصرة اليوم على تدجين العراق تحت سيطرتها، وفى حال يعود الخيار لها بين عراق موحد بلا نفوذ لها عبر رئيس الوزراء نورى المالكى الذى لا تستغنى عنه طوعاً، وبين عراق ممزق، فهى تفضل عراقاً ممزقاً ومقسماً، ويخضع فى جنوبه لهيمنتها الدائمة، ويكون منطلقاً لتطبيق "الهلال الشيعي"، كما سماه المحافظون الجدد فى عهد الرئيس الأمريكى الأسبق جورج دبليو بوش، والممتد من شرق السعودية إلى العراق وإيران وجزء من سوريا ولبنان.
ويتوقع المراقبون أن يكون للمناطق المفرزة بنتيجة التقسيم قدرات نفطية واقتصادية وتمويلية، تكفيها للصمود أمام التحديات التى ستواجهها الكيانات الجديدة.
أما إذا كان هذا المشروع قد أصبح من الماضى ويرتكز إلى سلسلة أوهام، وهو أقرب إلى "حلم لا يتحقق" كما يرى بعض المراقبين المعارضين، فإن إيران ستحصل على "هدية" اقتصادية جراء استمرار الاضطرابات الأمنية فى العراق وتدمير بنيته التحتية بشكل يؤدى إلى شل قدرته النفطية وتوسيع قدرة المناطق على ممارسة استقلالية الإنتاج والاستثمار.
بحيث تتكرر تجربة "أربيل" فى البصرة وغيرها، على حساب تراجع سيطرة الإدارة المركزية فى بغداد، الأمر الذى يفسح المجال واسعا أمام طهران لمضاعفة إنتاجها من النفط وزيادة صادراتها، من أجل تمويل مشاريعها الاقتصادية والاستثمارية فضلاً عن نفقاتها النووية والعسكرية والتسليحية.
أحداث العراق تقدم "هدية" اقتصادية لإيران بإنتاج 4 ملايين برميل يوميا
الأحد، 15 يونيو 2014 08:10 ص
أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة