ركزت الصحف الفرنسية اليوم الجمعة على تطورات الوضع بالعراق واستيلاء منظمة " الدولة الإسلامية فى العراق وبلاد الشام" (داعش) على عدة مناطق واقعة بشمالى البلاد.
وبعنوان "الشمال العراقى السنى فى قبضة داعش".. كتبت يومية "لوموند" أن "داعش" نجحت فى الاستيلاء على كامل المنطقة الواقعة فى شمالى البلاد وتزحف حاليا صوب العاصمة بغداد، مشيرة إلى أن عناصر الجيش والشرطة العراقية ( النظامية) فرت بدون مقاومة من المناطق التى اجتاحها الجهاديون على الرغم من أن عدد القوات النظامية يفوق بحوالى 10 مرات عناصر داعش.
وأضافت أن عناصر الجيش والشرطة تحصنت فى العاصمة بغداد التى يتواجد مقاتلو المنظمة الجهادية على بعد ١٠٠ كيلومتر فقط منها.. مذكرة بأن "داعش" تلك المنظمة التى تشكلت فى عام ٢٠٠٧ يبدو أنها بصدد النجاح فى رهانها المتمثل فى السيطرة على المناطق السنية بالعراق وإقامة "خلافة إسلامية" فى قلب العالم العربى.
وأوضحت "لوموند" أن "داعش" التى ترسخ حاليا بكل من سوريا والعراق تعمل حاليا على إقامة " السنة ستان" التى تمتد من الشمال الكردى وحتى الجنوب الشعيى من العراق.
ومن ناحيتها ركزت صحيفة "لو مانيتيه" على المشهد العراقى وزحف عناصر داعش صوب العاصمة بغداد وكتبت "الفوضى الجهادية.. الارث المروع لحرب بوش" أن الجهاديين أصبحوا على مشارف بغداد وأن الساعات المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة للعراق والمنطقة بأسرها.. لافتة إلى التدخل العسكرى الأمريكى فى العراق فى عام ٢٠٠٣ إبان حكم الرئيس جورج بوش.
ومن جانبها أفردت مجلة " لوبوان" الاسبوعية ملفا حول التطورات المؤسفة التى يشهدها بلاد الرافدين لتسلط الضوء على الموقف الأمريكى وفشل سياسة واشنطن فى العراق وغياب استراتيجها فى الشرق الأوسط.
وبعنوان "الولايات المتحدة مضطرة لوضع يدها مجددا فى العراق" أشارت " لوبوان" إلى أن واشنطن مضطرة أمام تلك التطورات إلى التصرف بشكل أو بأخر فى العراق بعد عامين ونصف العام من انسحاب قواتها من البلاد.
وأضافت أن الولايات المتحدة التى تواجه اتهامات بعدم وجود استراتيجية لها فى سوريا التى باتت قاعدة انطلاق (سوريا) للجهاديين المتشددين الذين يزحفون حاليا نحو بغداد عليها أن تتحرك حاليا أمام تلك التطورات وأمام الوتيرة السريعة والتحرك المكثف لمقاتلى "داعش" بالعراق، ولكن ليس أمام واشنطن خيارات سوى تعزيز دعم الجيش العراقى "المهزوم" على الرغم من أن تكلفة تطويره بلغت كما يقرب من ٢٥ مليار دولار على 10 سنوات.
وأوضحت " لوبوان" أنه على الرغم من أن الرئيس الأمريكى باراك اوباما يتحفظ بشكل كبير على التدخل عسكريا على المسارح الخارجية إلا أنه أكد أنه سيدرس كافة الخيارات فى مواجهة للوضع الحالى بالعراق معلقة على ذلك بالقول إن هذه العبارة استخدمها أوباما مرات عدة سواء بالنسبة لسوريا أو إيران.
ونقلت عن عدد من المحللين قولهم إن واشنطن لديها خيارات أخرى وتشمل توجيه ضربات عسكرية جوية محتملة ضد عناصر داعش، أو تقديم المزيد من المعدات والأسلحة وتدريب القوات العراقية.
وذكرت "لوبوان" أن الولايات المتحدة قامت فى يناير الماضى ببيع ٤٢ مروحية من طراز "اباتشى" ومئات الصواريخ إلى جانب معدات وأسلحة أخرى بقيمة ١٤ مليار دولار إلى العراق وأنه من المتوقع أن يتم تسليم اثنين من المقاتلات "اف ١٦" من بينهم ٣٦ اشترتهم العراق وذلك خلال فصل الخريف القادم.
ونقلت المجلة عن الجنرال الأمريكى بول أواتون الذى خدم بالعراق فى بداية التدخل العسكرى الأمريكى للعراق فى عام ٢٠٠٣ قوله إن الخيار الثانى أمام واشنطن يتمثل فى دعم جوى من خلال طائرات بدون طيار ومقاتلات "ولكن هذا الأمر له ثمن سياسى وهو الصورة السيئة للولايات المتحدة التى تقصف العرب".
وقال اواتوان إن واشنطن ليس لديها استراتيجية إقليمية للأمن القومى للتعامل مع ما يحدث بسوريا أو العراق أو الأردن مستنكرا ما وصفه بفشل الولايات المتحدة فى سوريا والذى أسهم فى نجاح "داعش" بالعراق.
وذكرت " لوبوان" أن الإدارة الأمريكية رفضت التعليق على ما يتردد من مزاعم بأن بغداد أعطت واشنطن الضوء الأخضر لشن ضربات جوية ضد جهاديى داعش وغالبيتهم تدربوا فى سوريا.. مشيرة إلى أن عدم وجود استراتيجية أمريكية فى سوريا والمنطقة تتسبب فى الانتقادات التى يوجهها الجمهوريون لأوباما.
ونقلت المجلة الفرنسية عن جون بوهنر رئيس مجلس النواب الأمريكى قوله إن فشل السياسة الأمريكية فى كل من سوريا وليبيا ومصر وغيات الاستراتيجية الأمريكية فى المنطقة بأسرها له تأثير مباشر على الوضع بالعراق.
الصحافة الفرنسية: العراق فى قبضة داعش وواشنطن مضطرة للتدخل من جديد
الجمعة، 13 يونيو 2014 12:17 م
تحركات تنظيم داعش فى العراق
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة