فى امتحانات اللغة الإنجليزية للثانوية العامة.. فتش عن الطبقية.. طلاب المدارس الخاصة يشيدون بسهولة الامتحان.. وأبناء الفقراء يبكون من صعوبته..و"التعليم"تصنع الفارق بالقانون وتوزع الدرجات لترضى الأغلبية

الخميس، 12 يونيو 2014 09:25 م
فى امتحانات اللغة الإنجليزية للثانوية العامة.. فتش عن الطبقية.. طلاب المدارس الخاصة يشيدون بسهولة الامتحان.. وأبناء الفقراء يبكون من صعوبته..و"التعليم"تصنع الفارق بالقانون وتوزع الدرجات لترضى الأغلبية صورة أرشيفية
تحليل تكتبه سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فتش عن التعليم الطبقى فى امتحانات اللغة الإنجليزية.. "الامتحان سهل وخرجنا قبل نهاية الوقت المقرر" يقول طلاب المدارس الخاصة.. ى"الامتحان صعب جداً وحسبى الله ونعم الوكيل" يصرخ طلاب المدارس الحكومية، الامتحان به الكثير من النقاط الغامضة يقول طلاب المدارس التجريبية بعد أن حصلوا على تعليم يليق بأبناء الطبقة المتوسطة، أما طلاب المدارس الدولية فامتحاناتهم تأتى من الخارج ويشرف عليها المركز الثقافى البريطانى فى حالة الآى جى، وتشرف عليها مراكز معتمدة فى حالة الأمريكان دبلومة.

أزمة تتجدد سنويا بعد امتحانات اللغة الإنجليزية للثانوية العامة، تسمع عقب كل امتحان ثلاثة آراء متباينة عن امتحان واحد، فطلاب المدارس الحكومية الفقراء الذين بدءوا دراسة اللغة الإنجليزية فى الابتدائى بكتب hello التى لا تسمن ولا تغنى من علم، ثم واصلوا مشكلاتهم مع اللغة فى الشهادات المختلفة الابتدائية والإعدادية، حتى اصطدموا بواضع امتحان الثانوية العامة يطلب منهم فى امتحانه أن يتعاملوا مع الإنجليزية كلغة وثقافة وليس مادة للحفظ والتلقين كما اعتادوا، فتركوا أوراق الإجابات فارغة إلا من بعض ما حفظوا واتجهوا لوزارة التعليم يتظاهرون ويبكون.

طلاب المدارس التجريبية أبناء الطبقة المتوسطة تمرسوا على اللغة الانجليزية مبكرا ودرسوا الرياضيات والعلوم باللغة نفسها أيضا، وحصلوا على مادة لغة إنجليزية إضافية لتلاميذ المدارس التجريبية، ثم وقف بعضهم صامتا أمام امتحان الثانوية العامة، وشكا من جزئيات صعبة فيه، بينما قال البعض الآخر أن الامتحان متوسط وهو يهز يده علامة بين البين.

أما طلاب المدارس الخاصة واللغات فغادروا الامتحان قبل الزمن المخصص للإجابة وقاله إنه امتحان جيد، وعندما سمعوا برغبة الوزارة فى إعادة توزيع درجات الأسئلة الصعبة غضبوا لأن القرار يلغى الفروق الفردية بينهم وبين أبناء المدارس الحكومية الذين يصفونهم دائما بالفاشلين.

غضب طلاب المدارس الخاصة، يأتى لأن إعادة توزيع الدرجات يفقدهم ميزة نسبية تكبد أهاليهم من أجلها عناء المصروفات المرتفعة، وهى تعلم اللغات، بينما فرح أبناء المدارس الحكومية بالقرار الذى ينجيهم من مقصلة مقدرى الدرجات فى مادة اعتادوا على النجاح فيها بصعوبة.

وزارة التربية والتعليم وقانونها رقم 139 المعروف باسم قانون التعليم خلق المشكلة، هو القانون الذى قسم أنواع التعليم لأنواع متعددة خاصة وحكومية وتجريبية ودولية، وصار التعليم الذى حرصت ثورة يوليو على مجانيته، عنوانا للتمايز الطبقى فى المجتمع المصرى.

فتمتع أبناء الأغنياء والشريحة العليا من الطبقة المتوسطة بالمدارس الدولية والمدارس الخاصة التى تعلم الإنجليزية وتكسب مهارات اللغة وتفتح أمام خريجيها سوق العمل، أما أبناء الطبقات المتوسطة والدنيا، فصار التحاقهم بالمدارس الحكومية بكثافتها العالية وتعليمها السئ فرض عين عليهم جميعا، يلحق بهم فرص أقل فى العمل إلى الأبد ويحرمهم التمتع بمعرفة اللغات الأجنبية.

وبعد كل هذا التاريخ من العبث بالتعليم المصرى، تأتى وزارة التربية والتعليم بحلول ومسكنات سنوية أمام امتحان اللغة الإنجليزية الذى يثير المشكلات غالبا، ويأمر الوزير، أى وزير بإعادة توزيع الدرجات فى الأسئلة الصعبة، ليرضى فقراء حلموا بدرجات أكثر، وكليات أفضل، ويكيد لأغنياء رأوا فى التعليم الخاص وتعلم اللغات مستقبل أحسن لأبنائهم.

الفقراء والأغنياء، كل منهما يحدثك عن العدالة من زاوية نظره القصيرة، الأول يرى أن المدرسة لا تقدم له شيئا ومن ثم لا يستطيع حل الامتحان، والثانى يرى إنه أنفق من ماله الكثير لكى يتميز عن غيره ممن لم يستطع حل الامتحان.

ويظل امتحان اللغة الانجليزية كاشفا لما آل إليه حال التعليم المصرى، بعدما كان ينقل الناس من طبقة اجتماعية لطبقة أعلى فى الستينات، فصار يحافظ للفقير على فقره والغنى على ثرائه.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد الصادق

طبقية المجتمع تتجلى في امتحانات اللغة الانجليزية!

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة