معهد إنتربرايز الأمريكى: الغرب سيواجه نتائج عكسية لو سعى لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء.. مرسى رحل والسيسى يحكم ومصر مهمة لدرجة لا يمكن تجاهلها.. السيسى سيواجه صعوبة فى حل الأزمات الاقتصادية

قال معهد إنتربرايز الأمريكى، إن الانتخابات الرئاسية التى شهدتها مصر وأسفرت عن تولى عبد الفتاح السيسى مهمة قيادة البلاد كانت شرعية.

وأضاف المعهد، فى مقال كتبه مايكل روبين، وهو أكاديمى متخصص فى السياسات العربية والشرق الأوسط ومسئول سابق بالبنتاجون، أن العديد من المحللين والدبلوماسيين الغربيين لا يزالون متناقضين، فى أحسن الأحوال، إزاء عزل الرئيس السابق محمد مرسى، ويقول روبين، إنه شخصيا سعيد للإطاحة بمرسى، الذى ربما كان منتخبا ديمقراطيا إلا أنه أبدى ازدراء للديمقراطية بمجرد توليه المنصب، لكن المحللين والدبلوماسيين الغربيين يرون أنه كان يجب السماح له بشنق نفسه بحبل من صنيعته، ثم الإطاحة به من خلال الانتخابات. وفى حين يبدو ذلك مقبولا من الناحية النظرية، كما يقول الكاتب، فإنه يسىء فهم صميم عقيدة الإخوان المسلمين. ألا وهى أن الشرعية عندما تأتى من الله وليس الشعب، فلن يتوانوا عن التضحية بالانتخابات المستقبلية من أجل السلطة.

ويمضى تقرير "إنتربرايز" فى القول، إنه بعدما أصبح السيسى رئيسا، فقد تكون هناك نتائج عكسية على المسئولين الغربيين بالسعى إلى إعادة عقارب الساعة إلى الوراء أو لإعادة الشرعية للماضى، فمرسى قد ذهب، والسيسى يتولى الحكم الآن، ومصر مهمة لدرجة لا يمكن تجاهلها.

غير أن التقرير الأمريكى يرى أن السيسى سيواجه صعوبة فى حل الأزمات الاقتصادية. فعزل مرسى وانتخابه رئيسا للبلاد، كان الجزء السهل، بينما إصلاح مصر هو الجزء الصعب. والمشكلة ليست فى السياسة بل فى الاقتصاد، فالرئيس الأسبق حسنى مبارك ترأس ديكتاتورية فاسدة، صحيح أن الاقتصاد كان يشهد نموا لافتا، لكن المستفيدين منه اقتصروا على المقربين جدا من مبارك، وأصبحت مصر عنوانا لرأسمالية المحسوبية.

ويمضى التقرير قائلا، إنه بإمكان المساعدات الخليجية أن تؤجل المحتوم فى مصر، لكن ما لم يتم إصلاح المشكلات الهيكلية، فإن هذه الأموال ستذهب هباء. ويقول "إنتربرايز" إن السيسى ذكى، ويعلم أن الدعم الذى يتوقعه المصريون لن يدوم.

وقد انتهى شهر العسل للسيسى، كما يقول التقرير، وتنصيبه ليس بداية النهاية للربيع العربى، بل هو نهاية البداية. وسيتحدد مدى قدرته على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة خلال أسابيع وربما أشهر، ولكن ليس سنوات.