أكد أطباء السكر بمنطقة الدلتا، التى تضم ما يقرب من 40% من سكان مصر، خلال مؤتمر صحفى عقد مؤخرا بالقاهرة، أن انتشار مرض السكر فى مصر قد تجاوز 7,5 مليون مريض عام 2013، ومن المتوقع أن تزيد هذه النسبة عام 2035 إلى ما يقرب من 14 مليونًا.
وأكد الدكتور إبراهيم صبرى، استشارى أمراض الباطنة بمحافظة دمياط، أنه جاء الاهتمام بمرض السكر وتكوين جمعية جديدة تحت اسم جمعية الدلتا للسكر، لخدمة منطقة الدلتا التى تضم 40% من سكان مصر، وتم اختيار القاهرة لعمل أول مؤتمر للإعلان عن ميلاد هذه الجمعية والتعريف بأهدافها وأنشطتها، والمؤتمر العلمى الأول لجمعية الدلتا للسكر، والذى سيعقد يوم الأربعاء المقبل لمناقشة كل ما هو جديد فى مرض السكر، من حيث التشخيص والعلاج والوقاية، وسيتم على هامش المؤتمر عمل جلسة تثقيفية لمرضى السكر فى رمضان بعنوان "مريض السكر وصيام رمضان" يوم الخميس المقبل.
وأكد الدكتور محمد قمر، أستاذ السكر والغدد الصماء بطب الزقازيق، أن هناك أساليب حديثة فى علاج سكر النوع الأول مثل زرع الخلايا الجذعية وخلايا البنكرياس، والبنكرياس الصناعى، حيث إن مرض السكر النوع الأول ارتفع عدد المصابين به لأسباب قد تكون بيئية وغذائية، ومريض السكر النوع الأول يصعب ضبط السكر لديه، وبالتالى يتعرض لمضاعفات مرض السكر فى سن مبكرة، لذا يجب إيجاد حل من حيث إيجاد بديل لخلايا البنكرياس التى دمرت فى بداية المرض، كالخلايا الجذعية التى لم يتم الموافقة عليها كعلاج إلى الآن، ولكن تجرى الأبحاث على قدم وساق لإيجاد طريقة آمنة وفعالة لاستخدامها فى علاج هؤلاء المرضى.
وبالنسبة للبنكرياس الصناعى يعتبر مقياسا لمستوى السكر فى الدم على مدار 24 ساعة، بالإضافة إلى مضخة الأنسولين تقوم بحقن الأنسولين بناء على مستوى السكر فى الدم، حسب برنامج موجود بالكمبيوتر على نفس المضخة، وهذا البنكرياس الصناعى أصبح فى حيز التنفيذ على نطاق ضيق فى الولايات المتحدة وإنجلترا، ويتم وضعه خارج الجسم، ويحمله الإنسان كما يحمل الموبايل، ولا يحتاج المريض إلى تنظيم الطعام أو تعديل فى جرعات الأنسولين لان الجهاز يقوم بهذا العمل من نفسه.
ومن جانبه أوضح الدكتور مجاهد أبو المجد، أستاذ السكر والغدد الصماء جامعة المنصورة، أن جمعية الدلتا للسكر قامت بعمل 30 ندوة فى محافظات الدلتا من طنطا ودمياط وكفر الشيخ، وكل أساتذة السكر شاركوا فى جميع الندوات، ومنطقة الدلتا آهلة بالسكان فتمثل أكثر من 40% من تعداد السكان فى مصر، وبالتالى فعدد مرضى السكر كبير، وقال "إن مرض السكر سيزيد بشكل كبير فى هذه المناطق، ولابد من إيجاد إجراءات تتبع لخفض السكر، وبدأت بعض الدول فى عمل برامج لتقليل عدد مرضى السكر، وعمل توصيات فعلية، ولابد من عمل نقلة لمريض السكر، ونفكر أن نقوم بعمل أبحاث فى الدلتا عن مرض السكر، ففى مصر هناك 15% من المصريين مصابون بالسكر".
وقال "يسعى أطباء السكر إلى تقليل انتشار مرض السكر النوع الثانى فى منطقة الدلتا، ومؤتمر هذا العام سيعقد ندوة تثقيفية لمريض السكر، ولن تقتصر على مرضى السكر، بل هناك ندوة عن الأنسولين للأطباء، وسوف يصب فى صالح المريض المصرى.
ومن جانبه أكد الدكتور وائل فراج، أستاذ أمراض الباطنة والسكر والغدد الصماء بطب طنطا، أن مرض السكر منتشر بشكل كبير فى منطقة الدلتا، ولم يكن هناك اهتمام كاف به، والهدف الأساسى التوعية بمرض السكر وتجنب مضاعفاته التى يمكن أن تحدث لمريض السكر، فالمضاعفات تشكل عبئا اقتصاديا على المريض وعلى اقتصاد الدولة أيضا، فمريض الفشل الكلوى يكبد الدولة مبالغ كبيرة، كذلك مريض القدم السكرى ومريض العيون، وهدفنا هو التوعية بمضاعفات السكر لتجنب كل هذه الأمراض.
بينما أوضح الدكتور ياسر عبد الرءوف، مدرس السكر والغدد الصماء بطب طنطا، أن مشكلة السكر ليست منعزلة بمفردها، خاصة سكر النوع الثانى، حيث إن هناك علاقة وثيقة بين سكر النوع الثانى، وحالات الإصابة بالسمنة، وبالتالى فإن التعامل مع حالات السمنة بشكل جدى سوف يؤدى إلى الوقاية من مرض السكر النوع الثانى، وكذلك سهولة فى ضبط نسبة السكر بالدم فى حالة حدوث المرض، ولكن للأسف الشديد إن كثيرا من الأطباء لا يتعاملون مع السمنة بشكل جدى، على الرغم من التزايد المستمر فى أعداد المرضى الذين يعانون من حالات السمنة، وليست هذه المشكلة خاصة بالبالغين فقط، ولكن لوحظ فى الفترة الأخيرة تزايد أعداد الأطفال المصابين بالسمنة، مما أدى إلى تزايد الإصابة بمرض السكر من النوع الثانى لدى الأطفال.
وقال "إن هناك تزايدا مضطردا فى حالات السمنة ومشاكلها المرضية المختلفة، وكذلك تأثيرها على تزايد حالات الوفاة حتى نستطيع استخلاص أهمية وضرورة التعامل مع السمنة كمرض وليس كحالة، وذلك للتحكم فى الأمراض المصاحبة وتقليل حالات الوفاة الناتجة عن السمنة والأمراض المصاحبة لها".
وبشكل عام تعتبر نسبة حالات سكر النوع الأول حوالى من 5: 8% من إجمالى حالات السكر على مستوى العالم، ومعظم هذه الحالات هى من سكر النوع الأول الناتج عن أجسام مضادة، تؤدى إلى تدمير خلايا بيتا المفرزة للأنسولين ومعظم هذه الحالات يكون بداية السكر بها فى صورة شديدة بما يسمى الحموضة الكيتونية، ومرضى سكر النوع الأول يحتاجون إلى العلاج بالأنسولين مدى الحياة مع المتابعة المستمرة، لضبط السكر بشكل مكثف مع متابعة ظهور أى أمراض مصاحبة لهذا النوع من السكر، ومتابعة أجهزة الجسم المختلفة، التى قد تتأثر بمرض السكر، وذلك لاكتشاف أى تأثر بشكل مبكر حتى يمكن التعامل معه بصورة سليمة ومبكرة للحفاظ على سلامة أجهزة الجسم المختلفة.
وأشار إلى أنه على الرغم من كون سكر الأطفال هو من النوع الأول فى الغالب، إلا أن حالات سكر النوع الثانى فى الأطفال بدأت فى تزايد مستمر، بسبب مشكلة السمنة السابق الإشارة إليها، ولا نستطيع أن نعفى انتشار الوجبات السريعة وجلوس الأطفال أمام أجهزة الكمبيوتر لفترات طويلة من انتشار السمنة لديهم، وبالتالى تزايد حالات سكر النوع الثانى فى الأطفال، لذا من المهم تغيير نمط الحياة لدى الأطفال والبالغين للتحكم فى حالات السمنة، وذلك بالتوصية بتناول الطعام الصحى، وممارسة الرياضة الفعلية، وليست الرياضة على شاشات الكمبيوتر، وكذلك إيجاد حل سريع لمشكلة الوجبات السريعة، حيث إن هناك بعض الدول التى بدأت فى فرض ضرائب مرتفعة على هذه الوجبات، وكذلك تنظيم مبيعات المياه الغازية.
زيادة مرضى السكر لـ7مليون ونصف دعت لإنشاء جمعية لخدمتهم فى الدلتا باعتبار أن بها 40 % من السكان.. البنكرياس الصناعى ابتكار جديد فى علاج السكر.. وعلاقة وثيقة بين الإصابة بالسمنة والسكر وخاصة فى الأطفال
الأحد، 25 مايو 2014 05:29 م
إبراهيم صبرى استشارى أمراض الباطنة بمحافظة دمياط
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة