د. سلطان أحمد الجابر يكتب: الانتخابات الرئاسية المصرية.. موعد جديد مع انتصار الإرادة الوطنية

الأحد، 25 مايو 2014 10:43 ص
د. سلطان أحمد الجابر يكتب: الانتخابات الرئاسية المصرية.. موعد جديد مع انتصار الإرادة الوطنية سلطان أحمد الجابر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمثل الانتخابات الرئاسية المصرية التى تجرى فى اليومين المقبلين حدثًا مهمًا يترقبه الكثيرون، نظرًا لمكانة مصر المؤثرة فى المنطقة والعالم، حيث تستقطب مجريات ووقائع وتطورات المشهد المصرى اهتمامًا ومتابعة إقليمية ودولية دقيقة. ويتجلى هذا الاهتمام من خلال التغطية الإعلامية الكثيفة فى مختلف أنحاء العالم لكل ما يتصل بسير العملية الانتخابية، حيث من الواضح أن هذا الاهتمام مشترك، ويشمل العديد من المستويات، بدءًا من دوائر صنع السياسات واتخاذ القرارات، وصولاً إلى القراء الذين يتابعون ما يحدث عن كثب، ويدركون تفاصيله ودقائقه.

إن مصر على موعد مع اختبار تاريخى، وكلنا ثقة بأنها ستخرج منه كعادتها أكثر قوة وتماسكًا، وستثبت قدرتها على عبور اللحظات الصعبة مثلما فعلت من قبل، وعلى عهدها، ستبقى الإمارات العربية المتحدة داعمة ومؤيدة لخيارات الشعب المصرى، وكل المؤشرات على الساحة السياسية المصرية تدعم النظرة المتفائلة إلى المستقبل. وفى هذه الأيام، تشهد مصر منافسة عادلة بين مرشحين يقفان على أرضية من الانتماء الوطنى لمصر، والإيمان بحق أبنائها فى حياة حرة كريمة، وبأن تكون مصر فى المكان الذى يتلاءم مع قدراتها وإمكاناتها الكبيرة لتستعيد بناء عناصر قوتها التى تتيح لها مواصلة وتفعيل دورها المهم والمؤثر عربيًا وعالميًا.

لقد شهدت المرحلة الأولى من الانتخابات، والمتمثلة فى اقتراع المصريين المقيمين فى الخارج، مشاركة كثيفة، وهذا مؤشر إيجابى ومهم جدًا، لأنه يعكس رغبة المواطن المصرى بالمشاركة الفاعلة فى رسم مستقبل بلده من خلال الإدلاء بصوته، والتعبير عن خياره.

ومن خبرتى الشخصية خلال الزيارات العديدة التى قمت بها فى الأشهر الأخيرة لمتابعة العمل فى المشاريع الإنمائية التى تنفذها الإمارات العربية المتحدة للشعب المصرى الشقيق، أتيحت لى فرصة الحوار والنقاش مع المسؤولين فى الاجتماعات الرسمية، ومع الأهالى البسطاء خلال الزيارات الميدانية إلى الصعيد والمناطق الريفية، ولمست أنهم جميعًا يشعرون بالولاء والفخر لانتمائهم إلى وطن يحمل تاريخًا عريقًا مثل مصر، ولديهم رغبة صادقة بتقديم مساهمة عملية، وتحقيق نقلة نوعية تنعكس إيجابًا على الدولة والمجتمع، كما لاحظت أنهم يدركون جدية وحجم التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التى تواجههم، ويعرفون أنها تحتاج إلى جهود كبيرة للتغلب عليها، ويدركون أن الخطوة الأهم فى المرحلة الحالية هى اختيار الرئيس الذى سيتحمل مسؤولية قيادة هذه الجهود وتنسيقها، وتوظيف كل الطاقات والإمكانات وتوجيهها فى الاتجاه الصحيح. وتبقى السمة السائدة التى لمستها فى الشارع المصرى هى شعور إيجابى عام بأن الغد سيحمل معه الأفضل.

وتسجل مؤسسات عالمية مرموقة، تُعرف عنها النزاهة والدقة، حرص الأجهزة المسؤولة عن الانتخابات على تقديم فرص متساوية للمتنافسين دون انحياز أو تفضيل لأحدهما على الآخر، ويؤكد المصريون من خلال اهتمامهم البالغ بالعملية الانتخابية وحماستهم لها، أنهم فى طريقهم إلى الانتصار على أولئك الذين حاولوا تعطيل مسيرتهم بالإرهاب والتخويف، وقتل الأبرياء وترويع الآمنين، فقد أظهر المصريون للعالم أن مثيرى الفتن، والراغبين فى إفشال جهود بناء المستقبل ليس لهم وزن حقيقى فى المجتمع، وأن كل الفقاعات التى صنعتها أحلاف الشر والإعلام المأجور قد انفجرت وتبددت.

واهتمام المصريين بالانتخابات الرئاسية نابع من وعى عميق وصائب بما تحتاج إليه مصر بالفعل فى هذه المرحلة الدقيقة، إذ هناك إجماع على ضرورة ضمان الاستقرار الذى يشكل حجر الأساس لبناء اقتصاد قوى يستجيب لمتطلبات التنمية، بما فى ذلك تطوير المناطق الريفية، والارتقاء بمستوى خدمات الرعاية الصحية، ونشر التعليم ومكافحة الأمية، وتطبيق برامج التدريب المهنى، وربطها مع خلق فرص عمل تضمن الحياة الكريمة، وتتيح المشاركة فى بناء الوطن.

إن الإمارات العربية المتحدة تشارك أشقاءها فى مصر تطلعهم إلى المستقبل، وترى فى الانتخابات الرئاسية نقطة انطلاق جديدة ستترتب عليها إن شاء الله خطوات إيجابية مهمة لصالح مصر وشعبها. وستستمر دولة الإمارات فى احترام رغبة وخيار الشعب المصرى فى اختيار رئيسه القادم، وستواصل تقديم الدعم السياسى والاقتصادى لمصر، مستندة فى ذلك إلى إرث تاريخى من التعاون الوثيق الذى أرسى ركائزه الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والذى يستمر بالنمو والتطور فى ظل قيادتنا الرشيدة، وعلى رأسها سيدى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى أن أصبح هذا النموذج مثالاً يُحتذى به فى العلاقات الأخوية بين البلدان العربية. وأنا على ثقة تامة بأن مستقبل مصر مشرق لأنه سيقوم على سواعد أبنائها الذين عقدوا العزم على تحصين الوطن، وتعزيز منعته واستقراره، والاستمرار فى العمل لتحقيق الرخاء والازدهار.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة