الاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية إنه المثل الشعبى الذى يحث على الديمقراطية، بمفهومها الحقيقى، بمعنى هيا نختلف كى نتفق وهو شجرة بذرتها الأساسية هى الاختلاف الموضوعى، وليس التزمت والتمسك بالرأى الواحد والناظر لأحوال المصريين الآن يلاحظ بوضوح أننا اتفقنا فى شىء واحد فقط، هو أن لا نتفق نهائيا. فأصبح الاختلاف فى الرأى يفسد كل القضايا، وهو المطلوب إثباته للمستفيدين من ذلك الاختلاف، لأن المشكلة الأساسية أن اختلافنا غير ناتج عن قناعتنا الذاتيةن بل هو اختلاف نتيجة عوامل خارجية لها علاقات راسخة بين الداخل والخارج، فهناك بعض من وسائل الإعلام التى تبث لنا السم فى العسل، لتظهر الهالة الإعلامية، سواء كانت مقروءة أو مرئية أو حتى مسموعة، بأنها تسلط الضوء على نماذج وأحداث بسيطة، لنراها كمشاهدين، وكأنها الصورة كاملة.
وأيضا المساعدات الأمريكية التى تقدم لنا كطعم سنارة لاصطياد الثمين لدينا، وهذه المعونات قد تكون مباشرةن وتقدم للدولة فى صورة دعم مادى أو غير مباشرة متمثلة فى تمويل رعاياهم أصحاب شعارات ومنظمات حقوقية وخلافه، أضف إلى ذلك التنسيق مع الشباب، وتكوين الحركات الداخلية وإغداقهم بالمال والتوجيه، وأحيانا التدريب إذا لزم الأمر، بل وحمايتهم أيضا من أنظمتهم تحت مسميات حقوقية، كحق الاعتراض وحق مواجهة الظلم، ناهيك عن جحافل أنصاف المتعلمين، والتى كانت وما زالت تختلف ألسنتهم عن ما تبطنه قلوبهم، فتختلف أقوالهم عن أفعالهم وسلوكياتهم.
واكتملت منظومة الاختلاف باستغلال لهفة الإخوان المسلمين للحكم، وتصارعهم على السلطة فى ظل وجود رفض داخلى وخارجى لهم، وكانت إدارتهم للبلاد سيئة، وفشلت سياستهم، ولم يكن مقصدهم هو الدين، بل استغلال اسم الدين كانت طريقتهم، ومن هنا حدث اختلاف بين التيارات الإسلامية، فاتجهت الأحداث ضدهم ليظهر الاختلاف واضحا جليا بين الجميع، ولم يبق منهم سوى الطلاب الغاضبين، وهم لا شك يعبرون عن جم غضبهم بطرق غير مشروعة، فهم يبكون على اللبن المسكوب، والذى يستحيل تجميعه مرة اخرى فى الإناء، وقبل أن يتم السيطرة عليهم، إلا ويأتيهم جزء بسيط من قبلة الحياة، فالحكم بالإعدام لهذا العدد الكبير أمر مؤسف، إنه أمر يتداخل فيه الصالح والطالح، والمصلح بالفاسد، وربما استخدم القاضى القانون بحذافيره ورقيا، والكل رافض مجرد فكرة المصالحة.
وتأكد لنا أنه لا توجد أى جهة تستحق أن تقود سفينة البلاد لبر الأمان، ففشلت الجبهة المدنية المزعومة ،وفشل تيار الإخوان ومن يؤيدهم، ولم يبق صامدا حتى الآن سوى المؤسسة العسكرية، فهيا نقف خلف الجيش، كى لا نخسر كل شىء، نثق فى الله ثم القوات المسلحة، ولابد أن نعتمد على درعنا الواقى لنقطع الطريق أمام كل من تسول له نفسه اللعب بمشاعر المصريين، لتحقيق أهداف لا فائدة منها سوى التعطيل والضرر بمصالح البلاد، ولكى لا نذهب لمستنقع عميق من الفتنة والاختلاف الذى أفسد كل شىء، وهنا الطامة الكبرى، فقد غاب الإيثار، وذهبت التضحية، واختفى التعاون، وراحت المشاركة الفعالة، وقل الولاء للوطن، وبقى الصراع والجدال والاختلاف بين الجميع.
رمضان زكى معتوق يكتب: الخلاف يفسد للود قضية أحيانا
الجمعة، 02 مايو 2014 02:11 ص
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة