عندما بنى "جوهر الصقلى" قاهرة المعز بما لم يتوقع وقتها أن أحد أحيائها سيسكنه مشاهير القاهرة فى العصر الحديث كما سيقبع فى وسطها أهم أثر تاريخى "دار كسوة الكعبة"، التى مازالت موجودة حتى الآن كأحد أهم معالم "حى الخرنفش".
عم إبراهيم السعيد 60 عاما يملك دكانًا لطلى الحلى، قضى بين جنبات الحى عمره كله يسمع عن طرائف وحكاوى من سكنوه من المشاهير يقول "كنت أجلس بجوار جدى يحكى لى عن فرحته هو والأولاد فى الحى بيوم نقل "كسوة الكعبة" من دار الكسوة إلى مكة، حيث كانت تسير بحراسة من الحجاج على (المحمل) وكان يقام حفل كبير فى الخرنفش يحضره كل الأعيان".
"ولم يكن جدى هو آخر من حكى لى أيضا والدى كان يؤكد لى أننا الآن نسكن مكان عظماء المشاهير، فقد درس "سعد زغلول ومصطفى كامل" فى مدرسة "القديس يوسف"، وغيرهم مشاهير كتير درسوا وعاشوا هنا، أسمهان، وفريد الأطرش، ورشدى أباظة، وعبد الفتاح القصرى، ونجيب الريحانى، ويمكن يكون فى ناس تانيه أنا لا أتذكرهم الآن أو سقطوا من ذاكرة والدى ولكن بيوت وجدران "الخرنفش" تضم الكثير من الحكاوى والذكريات الجميلة.
فلن أنسى وأنا صغير كلما مررت على باب الحى مع والدى يشير إلى مكتب "البريد" الذى مازال موجودا للآن ويخبرنى بأن والد "الزعيم عبد الناصر" عمل به، ولكنه لا يعرف فى أى البيوت القريبة منه سكن عندما انتقل من السويس إلى القاهرة، وقد عاش هنا حتى توفى.
بتنهيدة عميقة يقول عم "إبراهيم" كان حى الأكابر والزعماء، وفى سياح ممكن تيجى هنا بس علشان يقوموا بتصوير البيوت القديمة ووجوه الناس التى تحمل الكثير من الشجن على الزمن الجميل الذى نتذكره إلا بحكاوينا عنه.
حى الخرنفش طريق كسوة الكعبة ومسكن رشدى أباظة وأسمهان
الجمعة، 02 مايو 2014 10:32 م
إبراهيم السعيد
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة