وزع منظمو مؤتمر "لا للتكفير ولا للتفجير" الذى عقده حزب البناء والتنمية بقنا الذراع السياسية للجماعة الإسلامية بيانًا، وجاء فى البيان، إن الحرص على حاضر الوطن ومستقبله والحفاظ على الملحمة الوطنية، وأن ينعم كل مصرى بالأمن والحرية والكرامة فى وطن يسع جميع مكوناته، لا فرق بين أبنائه بسبب لون أو جنس أو دين أو عرق، وبدافع الحب لكل أبناء هذا الوطن، ومن منطلق تحمل المسئولية الدينية والوطنية والأخلاقية والإنسانية.
واستنادا إلى رؤية شرعية دينية وخبرات تراكمية، فإن حزب البناء والتنمية، بكل وضوح وصراحة لا لبس فيها ولا تأويل، يعبر بكل صيغ الرفض عن استنكاره كل الأفعال والأقوال والفتاوى، التى ترتب عليها وما زال إهدار دماء المصريين وحرياتهم وكرامتهم وجميع حقوقهم، فإن الدم المصرى المعصوم حرام سواء دم مسلم أو مسيحى، متظاهرًا كان أو شرطيًا، فإن الفتاوى التى أطلقها بعض علماء السلطة تحرض على قتل وإصابة واعتقال وتعذيب المتظاهرين السلميين، حتى بلغوا آلاف القتلى وعشرات الآلاف من المصابين والمعتقلين، وهؤلاء لا جرم لهم إلا ممارسة حقهم الشرعى والقانونى فى التعبير عن الرأى، بسلمية أبهرت العالم فبأى ذنب قتل هؤلاء الشباب والبنات والرجال والنساء والشيوخ والأطفال، وبأى قانون يعذبون داخل أقسام الشرطة والسجون والمعسكرات ولأى مصلحة وطنية يقسم الوطن وتستباح دماء جزء لا يتجزأ منه؟ هل ليتجذر الثأر وينتشر بين أبناء الوطن الواحد؟
كما أننا نرفض أيضًا ونستنكر كل أعمال القتل والتفجير أيا كان الذى يقوم بها أو تنسب إليه، وفى أى بقعة من أرض الوطن كانت، فإن هذه التفجيرات العشوائية التى تستهدف أبناء الوطن سواء من المدنيين أو الشرطة أو الجيش لايوجد فى الشرع دليل على استباحتها، فإنها تصيب دماء معصومة لا تحل.
لذلك نطالب بتقديم كل من ثبت تلوث يده بدماء المصريين سواء كان القتلى من المتظاهرين أو الشرطة أو الجيش إلى محاكمة عادلة، وإننا على يقين أن هؤلاء القتلة سيقدمون للمحاكمة العادلة فى الدنيا والآخرة، وسيكشف التاريخ هوية هؤلاء القتلة ومن حرضهم ولمصلحة من كانوا يقتلون ويفجرون، كما أننا نرفض هذه الموجة العشوائية من نيران التكفير المتبادلة، والتى تارة يطلقها علماء وأعوانهم على كل من عارضهم أو خالفهم فى الرأى أو خرج متظاهرا عليهم.
وتارة يطلقها أصحاب المشاعر الغاضبة ومن لا علم شرعى له على كل من يؤيد ويسانده دون النظر فى الضوابط الشرعية من استيفاء الشروط، وانتفاء الموانع وغيرها مما وضعه الشارع الحكيم، كما أننا نستنكر هذا الهوس الذى يصدر من البعض باسم الدين وغيره، فيقدسون بعض الأشخاص وينسبونهم إلى الرسالة أو النبوة.
كل هذه الأفعال المستنكرة وغيرها دفعت حزب البناء والتنمية، لأن يطلق حملة توعية تحت شعار "لا للقتل لا للتفجير لا للإرجاء لا للتكفير" لدعوة المجتمع وتحذيره بكل مكوناته مدنيين وشرطة وجيشا مؤيدين ومعارضين، لكى لا يتجاوبون مع هذه الفتاوى والصيحات الهدامة للوطن، ولكل القيم الدينية والأخلاقية والإنسانية.
فنقول لعلماء السوء وأعوانهم كفوا عن هذه الفتاوى فسوف تسألون فى الدنيا والآخرة، ونقول لضباط وجنود الشرطة والجيش لاتقتلوا أبناء وطنكم فهم إخوانكم وأبناؤكم فهذا لا يحل شرعا ولا قانونا، ونقول للمواطنين لا تستجيبوا للدعوات الهدامة التى تعرض البلاد والعباد للخطر والخراب، ونقول للثوار والمتظاهرين لقد أبهرتم العالم بثورتكم السلمية، فتمسكوا بالسلمية فهى بإذن الله الأداة الناجحة لانتصار ثورتكم.
إن حزب البناء والتنمية إذ يطلق هذه الحملة المباركة للحفاظ على الوطن وتجنيبه الأخطار، ليؤكد على الموقف الواضح والثابت للحزب، وهو الانحياز إلى المطالب المشروعة والوقوف فى المكان الواجب داخل صفوف الثورة والمعارضة السلمية لعدالة القضية، وأهميتها لتحقيق أهداف ثورة 25 يناير، مؤكدين أن للشعب المصرى فى حراكه الثورى أهدافا ومطالب واضحة يجب السعى لتحقيقها بالطرق السلمية سواء عن طريق الثورة الجماهيرية السلمية أو عن طريق الحل السياسى العادل الذى يعيد الحقوق ويحقق آمال الشعب المصرى بكل مكوناته سواء من المؤيدين أو المعارضين" حفظ الله مصر وشعبها من كل سوء".
بيان للبناء والتنمية بقنا للتأكيد على رفض الأفعال والفتاوى السافكة للدماء
الخميس، 15 مايو 2014 09:57 م
الدكتور نصر عبد السلام القائم بأعمال الحزب
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة