توقع أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج تاون الأمريكية ناثان براون أن يحاول المشير عبد الفتاح السيسى حال انتخابه رئيسا استعادة علاقات ناجحة وأفضل مع الولايات المتحدة، وقال فى تصريحات لـ«اليوم السابع» إنه يعتقد أن السيسى كان حريصا للغاية إزاء الحفاظ على الاعتدال الشديد فى حديثه عن الولايات المتحدة.
وأضاف أن انطباعه أنه منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسى فى الثالث من يوليو الماضى، لم يكن لوزير الدفاع السابق المشير السيسى اتصال وثيق بالسفارة الأمريكية بالقاهرة، وأن الاتصالات المباشرة مع واشنطن كانت من خلال المكالمات الهاتفية مع وزير الدفاع الأمريكى، وتابع: عندما يصبح السيسى رئيسا، سيتعين عليه أن يتعامل بانتظام أكبر مع السفارة.
وفيما يتعلق بالإعلان عن تعيين سفير جديد للولايات المتحدة فى مصر، قال براون إن تعيين السفراء يكون فى بعض الأحيان بطيئا، وبالنسبة لمصر فقد تأخر الأمر بسبب الجهود المصرية لعرقلة تعيين روبرت فورد، معبرا عن اعتقاده بأن الإعلان عن ترشيح روبرت بيكروفت لتولى منصب السفير الأمريكى بالقاهرة لا يرتبط زمنيا بالسياسات الداخلية فى مصر، «ولكن ربما يكون له علاقة بزيارة وزير الخارجية نبيل فهمى الأخيرة لواشنطن»، مضيفا أنه لا يرى صلة بين اختيار بيكروفت لسفارة واشنطن بالقاهرة وبين عمله السابق فى العراق.
ويلفت براون إلى أن هناك دبلوماسيين أمريكيين كانوا يعارضون سياسة الرئيس السابق جورج بوش لكنهم كانوا ملتزمين بتنفيذ سياسة أقرها رئيس منتخب ديمقراطيا، لذلك ذهبوا إلى العراق أثناء وبعد الاحتلال، فيما يؤكد أن العلاقات المصرية الأمريكية متوترة للغاية فى الوقت الحالى، «ولذلك لم يكن مفاجئا أن تختار إدارة أوباما سفيرا له خبرة كبيرة بالمنطقة».
وبشأن رؤيته لمهمة السفير الجديد، قال براون إن القادة فى مصر والولايات المتحدة يرغبون على ما يبدو فى الحفاظ على علاقات طيبة وناجحة بينهم، لافتا إلى أنه وللمرة الأولى منذ السنوات الأولى لحكم السادات تكون هناك خلافات قوية حول القضايا الأمنية والاستراتيجية بين البلدين، مرجعا السبب فى تفاقم تلك الخلافات إلى أنها «أصبحت تمس السياسة الداخلية فى مصر».
ورأى براون أن بعض الدوائر الأمريكية الرفيعة، وعددا من قادة أوروبا والمنظمات الدولية لديهم قلق عميق من أن تمضى القيادة المصرية فى طريق سيجعل موقفها الأمنى أسوأ، وتكون له تداعيات سلبية ممتدة، مشيرا إلى أنه فى المقابل فإن القيادة المصرية تفكر بشكل مختلف، وتعتقد أنها تتخذ التدابير الضرورية لاستعادة الاستقرار، بعد الاضطراب على مدى السنوات الثلاث الماضية، كما تعتقد أنها تواجه تحديا إرهابيا داخليا، بينما هناك قلق دولى من أن القيادة المصرية تخلق هذا التحدى بالتعامل بقسوة شديدة مع المعارضة، وبما تفعله فى سيناء.
ويبين الخبير الأمريكى، وهو زميل بارز أيضا بمؤسسة كارنيجى للسلام الدولى، أن أى سفير أمريكى سيتعين عليه التعامل مع هذه الاختلافات، والتركيز على القضايا الثنائية بين القاهرة وواشنطن، ومن ثم عليه توصيل المخاوف الأمريكية للقيادة المصرية دون أن يبدو معبرا عن تدخل، وأن يوصل فى الوقت نفسه الرد المصرى لواشنطن دون أن يبدو وكأنه تعرض لـ«غسيل مخ» من الحكومة المصرية.
ناثان براون: «السيسى» سيحاول استعادة علاقات ناجحة مع واشنطن..الخبير الأمريكى لـ«اليوم السابع»: المرشح الرئاسى كان حريصاً على الاعتدال فى حديثه عن العلاقات بواشنطن
الإثنين، 12 مايو 2014 10:20 ص
ناثان براون
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة