"اليوم السابع" يرصد معاناة عمال الجيزة للهندسة البحرية بعد منع رواتبهم لإضرابهم عن العمل.. العمال: عدد كبير منا أصيب بالغضروف لطبيعة عملنا.. ولا نطلب إلا حقنا.. ورئيس الشركة: القانون يمنحنى حق فصلهم

الأحد، 06 أبريل 2014 07:39 م
"اليوم السابع" يرصد معاناة عمال الجيزة للهندسة البحرية بعد منع رواتبهم لإضرابهم عن العمل.. العمال: عدد كبير منا أصيب بالغضروف لطبيعة عملنا.. ولا نطلب إلا حقنا.. ورئيس الشركة: القانون يمنحنى حق فصلهم وقفه عمال أرشيفية
كتبت سماح عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بجسد منهك لم يعد يقوى على الحركة، يقضى يومه متنقلا بين أماكن مختلفة، لعله يجد فرصة للعمل فى مكان جديد، بعد أن أصبح يعيش هو وأسرته عالة على والده، بسبب ما أصابه من مرض لا يمكنه من استكمال عمله بشكل طبيعى.

أحمال ثقيلة يتولى نقلها يوميًا فى عمل شاق ومجهد، قدر له أن يكون فيه لسنوات عديدة، لينتهى به الأمر إلى إصابة بمرض الغضروف فى عقده الرابع من العمر.

هذا هو حال جمال صابر الذى قدر له أن يكون أحد العاملين الذين أجبرهم البحث عن لقمة العيش، فى تحمل ما يصعب على بشر أن يتحمله من العمل فى شركة الجيزة للهندسة البحرية، والتى تختص بالعمل فى إنشاء السفن وإصلاح الكبارى وغيرها من الأعمال الثقيلة.

الأحمال الثقيلة التى يتولى صابر نقلها جراء عمله فى هذه الشركة، انتهت إلى إصابته بمرض الغضروف.

يقول صابر "أنا شغال فى الشركة من سنة 87، وفى سنة 91 كان شغلنا كله تقيل من الشيل حصلى انزلاق غضروفى فى الفقرة الرابعة والخامسة سنة 93، فضلت ماشى على علاج وعملت العملية سنة 2003 على حسابى والشركة لم تعطِ أى اهتمام لو عندى صحة يشغلونى لو تعبت يبقى ولا ليا قيمة".

أزمة عمال شركة الجيزة للهندسة البحرية لا تتوقف عند إصابتهم بالأمراض، نتيجة لطبيعة عملهم، وإنما امتدت إلى أن عددًا كبيرًا من الموظفين لم يحصلوا على مرتباتهم منذ شهر أكتوبر الماضى.

شريف هنداوى أحد العمال، قال لـ"اليوم السابع" إن مدير الشركة رفض دفع مرتبات 120 عاملا منذ شهر أكتوبر الماضى، وأشار إلى أنه حينما قرر العمال الانقطاع عن العمل هددهم صاحب الشركة بالفضل، وفعليًا أرسل إنذارات بالفصل لخمسين منهم، وبعضهم لم يحصل على مرتبه منذ شهر يوليو الماضى، موضحًا أنهم حرروا محضرًا وقدموا بلاغًا للنائب العام ضد مدير الشركة.

وأضاف أنهم قاموا بتنظيم وقفات للحصول على حقوقهم، إلى أن بدأ الاهتمام بها من قبل مركز هشام مبارك لحقوق الإنسان.

وأشار هنداوى إلى أن الشركة لا يوجد بها أمن صناعى ولا تراعى توفير الإجراءات التأمينية الكافية للعمال، برغم ما يتعرضون له من أخطار، لافتًا إلى أن هناك إصابات مستديمة بسبب طبيعة العمل فى الحدادة أو رفع كميات الحديد الثقيلة.

وأكد أن حوالى 60% من العمال أصيبوا بمرض الغضروف نتيجة الأحمال الثقيلة، خاصة وأن العمال ينقلون خامات تتجاوز 700 كيلو على أكتافهم، على حد قوله.

الإصابة نفسها تعرض لها محمد صبحى أيضًا والذى لم يتجاوز عمره بعد 36 عامًا، حيث يقول صبحى: "أصبت بانزلاق غضروفى منذ ثلاث سنوات وبعد إجراء عملية جراحية له رفض مدير الشركة منحه إجازة لمدة ستة أشهر"، مؤكدًا أن أقصى مدة مسموح بها للإجازة هى شهر واحد فقط.

وأكمل صبحى "فضلا عن رفض الشركة منحى الإجازة فقد قمت باستكمال العلاج الطبيعى على نفقتى الخاصة بعد رفضهم مساعدتى".

"لما كنا بنروح نعمل شغل برة كانوا بيسمونا الفراعنة من كتر اللى كنا بنشيله" قالها صبحى واصفًا المجهود الذى كان يقوم به عمال الشركة من رفع أحمال الحديد والخامات المختلفة، خلال عملهم فى الشركة، والتى تصل إلى أكثر من 120 كيلو حديد أحيانًا، على حد قوله.

وأضاف: "الخوف على لقمة العيش دفعتنا إلى تحمل كل هذه المخاطر والصعوبات، ورغم ذلك لم تقدم لنا الشركة سوى الذل والمرض، وبمجرد مطالبتنا بالحصول على راتبنا وهو أقل الحقوق قوبلنا بالرفض وكأننا من تسببنا فى هذه المشكلة".

"أنا استلفت من ناس ومضيت شيكات على بياض عشان أعمل العملية " بهذه الكلمات بدأ جمال أبو السعود حديثه لـ"اليوم السابع"، مؤكدًا أن عمله بالشركة تسبب له فى الإصابة بالانزلاق الغضروفى وإجراء عمليتين.

وقال أبو السعود ذو الـ54 عامًا، ويعمل فى الشركة منذ عام 1986 "أنا عملت عمليتين على حسابى بسبب طبيعة شغلى، الأولى فى عام 2009 والثانية فى 2013".

وأشار إلى أن 27 عامًا من العمل فى هذه الشركة لم تكن كفيلة لمساعدته فى مرضه، ورغم إصابته الأولى فى عام 2009، إلا أن صاحب العمل أصر على عدم إعطائه الإجازة لكاملة مثلما حدث مع غيره من زملائه، وهو ما تسبب فى تجدد إصابته مرة أخرى.

"انتو اللى اختارتو وبينى وبينكم القضاء" هذا هو الرد الذى جاء به مالك الشركة بمجرد قيام العمال برفع قضية ضده، مؤكدًا أنه لم يمنحهم مرتباتهم بحجة أن الشركة لا تحقق مكاسب.

وبالاتصال بصاحب الشركة رفض الاتهامات التى وجهها له العمال، وقال المهندس شادى البدراوى، إن العمال قرروا الامتناع عن العمل والإضراب بعد إلغاء بدل الوقت الإضافى، الذى كانوا يحصلون عليه.

وأوضح أن الوضع المالى للشركة تسبب فى وقف صرف هذا البدل، وعلى هذا الأساس رفض العمال استكمال عملهم، وقرروا الإضراب وهو ما دفعنا إلى وقف دفع المرتبات، خاصة وأنهم لا يعملون منذ شهر أكتوبر الماضى.

وفى السياق نفسه، أكد أن الشركة تكفلت بعلاج كل المصابين بالانزلاق الغضروفى، لافتًا إلى أن جميعهم مؤمن عليهم فى الـتـأمينات الاجتماعية.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة