عبر عدد من المثقفين المصريين عن عشقهم للشاعر اليونانى قسطنطين كفافيس، أحد الشعراء اليونانين العظام، الذى ولد بفلسطين 29 إبريل، عام 1863م، وتوفى ودفن فى الإسكندرية حسب رغبته، عام 1933م، وتمر اليوم ذكرى ميلاده ووفاته، وقالوا إنه أهم مؤسسى الحداثة الشعرية فى اليونان، وأحد أهم مؤسسيها فى العالم، وأن إنسانيته الشعرية هى التى كتبت له الخلود.
الشاعر والمترجم رفعت سلام والذى ترجم أعمال كفافيس كاملة إلى اللغة العربية قال، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن أشعار قسطنطين كفافيس مترجمة إلى لغات العالم، ومن أهم ملامح شعره أنه نقل الشعر من البلاغة الإنشائية القديمة، إلى الحالة الرومانتيكية، وإلى اكتشاف لحظات مهمة،لم يكن يهتم بها أحد فى الحياة الإنسانية عمومًا.
وأضاف "سلام"، أن قسطنطين لم يكن يهتم بالأسماء المشهورة، وإنما كان يبحث دائمًا فى كُتب التاريخ عما أهمله المؤرخون من شخصيات، أو لحظات الهزيمة والانتصار، فالبطل عنده مهزوم مكسور يعانى إحباط آماله.
وأشار "سلام" إلى أن هذه إحدى الملامح المهمة فى شعر قسطنطين، مضيفًا أنه بعد وفاته بعامين جمع أصدقاؤه جميع أشعاره ونشروها فى كتاب واحد.
وقال الروائى طارق إمام صاحب رواية "الحياة الثانية لقسطنطين كفافيس"، إن كفافيس برغم غزارة إنتاجه الأدبى، إلا أنه لم يكن يبحث عن الشهرة، فكان يبحث عن الشعر بشكل لا يخلو من تصوف وتجرد، وكان أكثر ميلا للعزلة والانطواء.
وأضاف "إمام"، أن كفافيس أحد الأسماء القادرة على الإلهام، إذ له قصائد إنسانية قادرة دائماً على الإلهام، منها "المدينة، إليها، وإيثاكا، والشموع، وفى انتظار البرابرة"، وكلها قصائد كونية يمكن إعادة كتابتها وتأويلها، ويضاف أيضًا لكفافيس علاقته العميقة بالإسكندرية، إنه الأيقونة المتجسدة لتناقضات هذه المدينة وحيرتها وأسئلتها الموجعة.
وقال الشاعر والكاتب وسام الدويك، صاحب كتاب "كافافى الشاعر والمدينة" والصادر عام 2006م، إن شعرية كفافيس حداثية، وتستلهم التراث والأساطير اليونانية، وله قصائد فى منتهى الأهمية والروعة مثل "فى انتظار البرابرة"، و"إيثاكا"، مؤكدًا أن انسانية شعر كفافيس هى كتبت له الخلود.
وأضاف "الدويك"، أن قصائد كفافيس ترجمت إلى لغات العالم، وترجمها للمصرية عدد من الشعراء والمترجمين المصريين المهمين مثل "نعيم طعيمة، ورفعت سلام، وأحمد مرسى"، فأصبح واحدًا من أهم الشعراء العالميين، وكان مؤثرًا فى الأجيال التالية فى مصر.
وأشار "الدويك" إلى أن كفافيس كان يعانى من الوحدة، إذ عاش بمفرده فترات طويلة من عمره، وقد أوصى أحد أصدقاؤه بأن يحرق أشعاره الأولى بعد وفاته، إلا أن صديقه لم ينفذ وصيته، بل قام بنشرها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة