"خالف تعرف"، تعبر هذه الجملة عن لسان حال معظم المصريين، الذين يعيشون بشعار "ليه تعمل الصح لما ممكن تعمل الغلط"، على اعتبار أن ارتكاب المخالفات والخروج على القواعد العامة يندرج تحت مفهوم الفهلوة والشطارة.
ممنوع التدخين، ممنوع الانتظار، ممنوع الركن "صف ثان"، المقاعد لكبار السن، ممنوع الصعود من هذا الباب، العربة مخصصة للسيدات، كل هذه مجرد تعليمات على لوحات إرشادية خارج حسابات المصريين، فغالبا ما نسعى إلى فعل كل ما هو مخالف، ليصبح كل ما هو مفروض مرفوضا.
"ساعات الظروف بتجبرنى أخرج عن القواعد وأخالف التعليمات الموجودة باللوحات الإرشادية وبرجع أندم لأنى ببقى أول ضحاياها إذا اتعكس الموقف"، هكذا بدأ حديثه عادل عبد الموجود، سائق تاكسى، قائلا "ساعات بضطر إنى أركن صف تانى أو فى ممنوع الانتظار بسبب الاستعجال.
يتابع "لكن لما بيتعكس الموقف وأتضرر من حد راكن غلط صعب عليه المرور من شارع، ساعتها بس بعرف قيمة النظام.. بينما يقول "كريم الهوارى" المحاسب بأحد المستشفيات "على الرغم من منع التدخين فى المستشفيات بشكل نهائى، إلا أنى مدخن حتى النخاع، وبضطر أشرب سجاير وأخالف اللوحات اللى بتمنع شرب السجاير الموجودة فى المستشفى.
فى حين تقول ماجدة طلعت، إحدى المترددات على مترو الأنفاق "ساعات بحس إن اللوحات الإرشادية اللى بتتعلق فى المترو، سراب، ومحدش شايفها الرجالة بيركبوا عربات السيدات عادى جدا ومقاعد المترو اللى قاعد على معظمها شباب واللى بيتمتعوا بصحة جيدة، باب الصعود بننزل منه والعكس صحيح، والله من رأيى يشيلوا اللوحات لأنها مش هتنفع معانا إحنا شعب واخد على الفوضى ومتعايش معها.
وتعلق الدكتورة فدوى عبد المعطى، أخصائى علم الاجتماع، على ظاهرة خرق كل ما هو ممنوع، التى أصبحت عادة لدى المصريين قائلا "تعود المصريون على الإجبار والديكتاتورية، مما أنشأ عندهم رد فعل متمردا نوعا ما، مضادا لهذه القيود، خارقا لكل ما هو ممنوع ومختزل فى كلمة فهلوة وشطارة حتى يتنصلوا من أى مسئولية.
ولأنها- للأسف- طبيعة تربينا عليها جميعا، أصبح من الصعب تغييرها حتى بفرض غرامات مادية وعقوبات قانونية، فكلما منع الأمر كلما زاد الشغف على ممارسته، لذلك من الأفضل توعية الناس بدلا من منعهم.
بالصور.. الفوضى ومخالفة القوانين مشاهد أصبحت مألوفة فى مجتمعنا
الخميس، 03 أبريل 2014 11:35 ص
مظاهر مخالفة القوانين والإرشادات
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة