"رحل زوجى تاركاً 6 من الأبناء دون معاش والحمل تقيل على عاتقى".. بهذه الكلمات بدأت زينب سيد عطوة 30 عاما دبلوم، زوجة بدران عيد فتحى أبو السعود 38 عاما، الذى لقى مصرعه على يد مجموعة من البلطجية فى إحدى المدن الليبية، حديثها قائلة: رغم حصول زوجى على دبلوم إلا أنه لم يستطع الحصول على فرصة عمل وكان يعمل حدادا واعتاد السفر إلى ليبيا بصحبة شقيقه منذ سنوات، لكن عقب ما حدث هناك ومقتل القذافى طالبته بفتح دكان حدادة فى قريتنا عطف إفوه حتى يكون بجانبنا ونطمئن عليه، إلا أنه رفض حتى يتمكن من تدبير نفقات أسرتنا المكونة من 6 ابناء (3 صبية ومثلهم بنات) أصغرهم منار عامين وأكبرهم محمود 13 سنة، بالإضافة إلى مساهمته فى علاج والدته المسنة والتى تعانى من جلطة فى المخ أفقدتها النطق.
وتتابع الزوجة: بدران كان يمتاز بطيبة القلب وحب أصدقائه والجيران، فضلاً عن صلة الرحم وسؤاله الدائم على إخوته المقيمين معنا فى نفس المنزل، وكذلك شقيقاته المتزوجات سواء فى التليفون أو خلال إجازته.
ووسط دموعها التى لم تتوقف قالت الزوجة: عندما أخبرونى بموته لم أشعر بما حولى وأصبت بإغماء فقد رحل تاركا مسئولية رعاية الأبناء على كاهلى
التقط أطراف الحديث ياسر شقيق الضحية، قائلاً سافرت مع أخى عقب الأحداث، حيث نعمل معا فى الحدادة فى ظل ظروف صعبة، نظرا للغياب الأمنى وانتشار قطاع الطرق والبلطجية، وقررنا البقاء أملا فى الحصول على الرزق لضيقه فى مصر.
ويتابع، ليلة الواقعة كنت وأخى فى المنزل الذى نقيم فيه برفقة مجموعة من زملائنا، وعقب صلاة المغرب فوجئنا بثلاثة أشخاص يحملون مسدسا وبندقية خرطوش وخنجر، يدخلون علينا مطالبين بعدم التحرك ولم يطلبوا أموالا أو أجهزة محمول، وكان شقيقى جالساً على السرير فنزل ليكمل ارتداء ملابسه فوخزه أحد البلطجية بالخنجر، قائلا قف مكانك فحاول إبعاده وبدأنا جميعا نعترض على ما يحدث فأطلق آخر عيارا ناريا باتجاه بدران استقر بالجانب الأيسر من جسمه فلم أشعر بنفسى سوى وأنا أجرى على البلطجى وأمسك به وساعدنى باقى الموجودين من زملائنا وتمكن اثنان من الهرب خارج المسكن، فقمنا بتسليم البلطجى إلى الشرطة، إلا أن أهله تمكنوا من إخراجه من القسم تحت تهديد السلاح وفروا هاربين وقمنا بنقل أخى إلى مستشفى (سبراته) ودخل غرفة العمليات فى محاولة لإنقاذه، إلا أن الطبيب خرج علينا، قائلا البقاء لله كما اعتدى أهالى القاتل على المصريين من زملائنا المنتظرين بالمستشفى.
ويضيف، بدأنا رحلة عذاب لإعادة الجثمان إلى القاهرة، بدأناها برفض المستشفى منحنا خطابا أو تقريرا بالحالة فاتصلنا بأحد الدبلوماسيين بالسفارة المصرية، فرد قائلا (السفارة مغلقة وقابلونى فى الشارع أنا ما ليش مكان رغم إنه قال فى مكالمة سابقة أنا فى طرابلس العاصمة)، وفى مستشفى سبراته أنهى طبيب سودانى تقرير وأسباب الوفاة بعد إجراء الكشف وفحص الجثة، رغم أنه رفض مطالبا أن نأتى غدا بسبب انتهاء دوام وأوقات العمل الرسمية، إلا أننا حاولنا معه كثيراً كما انتقلنا بالجثة إلى مستشفى طرابلس وتمكنا من إنهاء إجراءات الحجر الصحى مقابل سداد مبلغ مائتى دينار للمستشفى، ثم حررنا محضر شرطة وفى صباح اليوم التالى غادرنا المطار عائدين بالجثمان إلى قريتنا ليدفن فى مقابر الأسرة.
وطالب شقيق المتوفى الحكومة ومحافظ بنى سويف العناية بزوجة وأبناء أخيه، نظرا لعدم وجود مصدر دخل لهم، حيث إنه لم يكن موظفا بأى مؤسسة حكومية.
أما محمود عبد العزيز مدرس، ابن عم الفقيد، فأشار إلى أن الضحية له 3 أشقاء ومثلهم شقيقات وكان يتمتع بالخلق الرفيع وصلة الرحم، كما كان حريصاً على زيارة شقيقاته الثلاثة، لافتاً إلى أنه كان يطمئن علينا جميعا بشكل دائم.
وأضاف أكثر من مرة طالبناه بعدم السفر إلى ليبيا، نظراً للحالة الأمنية هناك، إلا أنه رفض، نظرا لأنه يقوم بعلاج والدته ومساعدة شقيقه الثالث، حيث يقيمون جميعاً فى منزل واحد.
وأضاف هناك شخصان من أبناء القرية كانا يعملان فى ليبيا وأصيبا نتيجة اعتداء البلطجية وقطاع الطرق عليهم بالأسلحة البيضاء وتم إعادتهم بعد سداد آلاف الجنيهات ليعودوا إلى قريتهم.
بدران قتله بلطجية بمسكنه أمام أخيه وأصدقائه فى ليبيا.. وشقيقه ببنى سويف: قمنا بتسليم بلطجى للشرطة وأخرجه أهله بالسلاح.. وطبيب سودانى كشف على الجثة.. ودبلوماسى مصرى قال لنا قابلونى فى الشارع مليش مكان
الإثنين، 28 أبريل 2014 06:09 م
أسرة بدران يخيم عليها الحزن
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة