أخيرا وبعد طول انتظار ومعاناة- ظلت لسنوات- أعلنت حركتا فتح وحماس التوصل إلى اتفاق مصالحة ينهى الانقسام الفلسطينى الذى وقع منذ عام 2007م فى الضفة الغربية وقطاع غزة، عقب فوز فى الانتخابات التشريعية عام 2006، وأدى لسيطرة حركة فتح على الضفة الغربية وسيطرة حركة حماس على قطاع غزة، وذلك بعد أن وقعت الحركتان من قبل على 6 اتفاقيات فشلت جميعها لأسباب مختلفة.. وكانت الأحداث التى وقعت فى 28 سبتمبر عام 2000م- وسميت بانتفاضة الأقصى- مرحلة فارقة فى حياة الشعب الفلسطينى توحد فيها ضد الاحتلال، وبدأت فيها حوارات متعددة بين الفصائل قادتها مصر وانتهت باتفاق القاهرة بين الفصائل فى مارس 2005م، لكن هذا الاتفاق فشل عام 2006.
ورغم خيبة الأمل الأمريكية بسبب هذا الاتفاق- والتى ربما تعد علامة على أن هذا الاتفاق كان وطنيا صرف- فإن هذا الاتفاق ربما تحوطه بعض المخاطر فالشيطان- كما يقولون- يكمن فى التفاصيل والمشوار لازال طويلا، وهناك ترتيبات سياسية يجب إقرارها فى المرحلة المقبلة كتشكيل الحكومة والمفاوضات، وهى ربما يعتريها الاختلاف، إضافة لمحاولات أمريكية أو إسرائيلية قد تبذل لإفشال الاتفاق.. ولذلك مطلوب من عدة جهات دفع الاتفاق للأمام ورعايته منها الدولة المصرية المعنية باستقرار الأوضاع فى غزة وفلسطين بصفة عامة، فضلا عن قضايا الإنفاق والمعبر وغيرها، ولذلك يجب على مصر كما رعت هذا الاتفاق أن تسانده وتحميه.. وأيضا الدول العربية الأخرى عليها دعم الاتفاق والمساندة فى إزالة العقبات من أمامه حتى يرى النور، ولا يكون مصيره كسابقيه.. وكذلك ينبغى على الجامعة العربية أن تهيئ الأجواء بالخارج سواء على المستوى الإقليمى أو الأممى لدعم الاتفاق ومساندته.
ورغم الظروف والملابسات التى أحاطت بالاتفاق والتنازل السريع لكلا الطرفين لإبرامه، فإنها فرصة يجب أن يغتنمها الجميع لمحاولة إنقاذ الشعب الفلسطينى الذى أنهكه الصراع والانقسام الداخلى، فضلا عن الاحتلال الإسرائيلى، وندعو الله العلى الأعلى أن تكون هذه الخطوة بداية التحرر الكامل من براثن الاحتلال الصهيونى الغاشم.
أبوبكر الديب يكتب: اتفاق فتح وحماس والشيطان الذى يكمن فى التفاصيل
الإثنين، 28 أبريل 2014 04:10 ص
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
elsaeedelhelaly
اتفاق فتح وحماس