قال عدد من الفنانين التشكيليين إن فقدان الثقة بين الفنان والنقابة كان السبب الرئيسى لعزوف الأعضاء عن حضور اجتماع الجمعية العمومية بالأمس، مشيرين إلى أن هذا الكيان لا يقوم بدوره الحقيقى ومن ثم لم يكترث به أعضائه، من ناحية أخرى انتقد بعض الحضور غياب الفنانين وطالبوهم بالوقوف بجانب النقابة ودعمها ومعالجة أوجه القصور.
الدكتورة عايدة عبد الكريم قالت فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، لقد حرصت على الحضور لاجتماع الجمعية العمومية رغم كبر السن وظروفى الصحية؛ لأن هذا واجب الفنان اتجاه الكيان الذى ينتمى إليه، ولكنى شعرت بحزن شديد بعدما رأيت الحضور الضئيل للأعضاء مع تغيب شباب الفنانين. ولا أدرى إذا كنت سأتمكن من الحضور فى الاجتماع القادم أم لا.
وناشد الدكتور سيد القماش الأستاذ بكلية التربية الفنية التشكيليين بأن يكونوا أكثر إيجابية فى التعامل مع النقابة، لأن عدم اكتمال النصاب القانونى يمثل تكلفة مالية زيادة فى منظومة النقابة فى حين أننا بحاجة لأنفاقها على أنشطة النقابة وزيادة مواردها.
ورأى "القماش" أن هذا الاجتماع مهم جداً لوقوف الفنان على أنشطة النقابة، لكى يكون عضواً فاعلاً داخل المجتمع التشكيلى والذى لا ينفصل عن المجتمع الإنسانى ككل، مشيراً إلى أن الحالة السياسية والظروف الأمنية صنعت حالة من الإحباط لدى البعض، ولكن هذا ليس مبرراً حقيقياً.
وقال "القماش" أن الظروف الراهنة كانت مناسبة أكثر للتكاتف لحل مشكلات النقابة، والتى أرى أنها بحاجة لعمل بحث اجتماعى لدراسة أسباب عزوف أعضائها عن الحضور والتفاعل معها، حيث أن حضور 300 عضو فقط لا يشكل نسبة يمكن الحديث عنها.
وأشار "القماش" إلى أنه عضو بالنقابة منذ بداية الثمانيات وقد اعتاد رؤية أعداد كبيرة من الفنانين يوم اجتماع الجمعية العمومية رغم أنها لم تعُقد مطلقاً من المرة الأولى لعدم اكتمال النصاب كالعادة، فيما اختلف الأمر مؤخراً حيث تقلص الحضور.
ورأت الدكتورة سناء فهيم أستاذ بالتربية الفنية أن هناك حالة من فقدان الثقة بين الفنان والنقابة وهذا من شأنه أن يجعل التشكيلى غير مكترث بهذا الكيان، مشيرة إلى أنهم لا يشعرون بأى مصداقية ولكنها مجرد وعود فقط تفتقد لآلية التنفيذ، ورغم ذلك حرصت على حضور الاجتماع لرؤية ما سيسفر عنه.
وفى نفس السياق تساءلت الدكتورة أحلام فكرى عن شباب ثورة 25 من أعضاء النقابة والذين تغيبوا عن حضور الجمعية، مشيرة إلى أن هؤلاء الشباب الذين سارعوا بالدعوة لعزل النقيب السابق الفنان مصطفى حسين عقب الثورة، مضيفة: كنت أعتقد أنهم سوف يقومون بإجراء تغييرات بالنقابة، ولكن أين هم الآن؟
قالت أحلام فكرى، يوجد جانب من الأعضاء يتعاملون مع نقابتهم على أنه لا وجود لها؛ لأنها بالفعل لا تعمل لصالحهم بل لصالح العاملين بها، ورأت أن غياب الدور الحقيقى لها هو السبب وراء عدم اكتمال النصاب القانونى، فلا يوجد علاقة وثيقة بين النقابة وفنانيها.
ورأى الفنان طه قرنى أن النصاب القانونى لن يكتمل للجمعية العمومية المرة القادمة، ومع هذا سيتم عقدها، مشيراً إلى أن ذلك يرجع إلى عدم اكتراث الفنانين بالنقابة لأنها لا تتفاعل معه أو المجتمع، بل تأخذ منهم لتعطى مجلس الإدارة، ورأى "قرنى" أن النقابة لا تقدم خدمات ملموسة لأعضائها مما يدفعهم للحضور إليها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة