الغضب يسود إسرائيل بعد "المصالحة الفلسطينية".. اجتماع طارئ لمجلس نتانياهو الأمنى للرد على "رام الله".. جيش الاحتلال يجرى مناورات مفاجئة بالضفة لمواجهة أى تصعيد.. وواشنطن تعرب عن خيبة أملها

الخميس، 24 أبريل 2014 11:37 ص
الغضب يسود إسرائيل بعد "المصالحة الفلسطينية".. اجتماع طارئ لمجلس نتانياهو الأمنى للرد على "رام الله".. جيش الاحتلال يجرى مناورات مفاجئة بالضفة لمواجهة أى تصعيد.. وواشنطن تعرب عن خيبة أملها وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى
كتب محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سادت حالة من الغضب الشديد داخل إسرائيل بعد ساعات من اتفاق المصالحة التاريخى بين حركتى "فتح" و"حماس"، وجاء رد فعل الغضب الإسرائيلى سريعا، حيث اتّصل مساء أمس الأربعاء، رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، بوزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، وأعرب له عن غضبه الشديد من توجه رام الله نحو المصالحة مع حماس.

وقال نتانياهو حسبما نقلت عنه صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إن الاتفاق يثبت أن القيادة الفلسطينية تتجنب اتّخاذ قرار صعب بشأن مستقبل المفاوضات مع إسرائيل، وأن اتفاق المصالحة يتناقض مع استمرار المحادثات السياسية، على حد زعمه.

وزعمت إسرائيل أن الولايات المتحدة أيضًا ليست راضية عن الاتفاق الذى تبلور أمس بين الفلسطينيين، حيث أوضح مسئولون بتل أبيب للأمريكيين، أن واشنطن كانت قد اشترطت استمرار دعم الفلسطينيين باعترافهم بشرعية إسرائيل ونبذهم لجميع أشكال العنف، وهو أمر يتناقض بشكل صريح مع ميثاق حماس التأسيسى.

وقرر مجلس الوزراء الإسرائيلى المصغر للشئون السياسية والأمنية، عقد اجتماع طارئ اليوم الخميس، لمناقشة الخطوات المحتملة بعد الاتّفاق.

فيما قالت مصادر سياسية إسرائيلية لموقع "مكور" الإخبارى الإسرائيلى، إنه على الرغم من التصريحات الإسرائيلية المعبرة عن الغضب والصدمة من الاتفاق، إلا أنه من السابق لأوانه الحديث بأن اتفاق المصالحة شكل نهاية الانقسام الداخلى الفلسطينى الذى فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية منذ عام 2007، حيث استولت حماس بشكل عنيف على السلطة فى القطاع.

وقال محللون إسرائيليون إن الطريق لإنهاء الانقسام بين فتح وحماس لا يزال طويلا، وإن حقيقة أنه لم يتم الإعلان بعد عن تبادل إطلاق سراح الأسرى من كلا الجانبين، وأنّه لم يتمّ بعد تحديد زيارة عباس لقطاع غزة، تثبت أنّ الاتفاق ليس نهائيّا تمامًا، على حد زعمهم.

وأشارت تقديرات المحللين الإسرائيليين إلى أن قادة "حماس"، الذين يشعرون بأنّهم يتعرضون للصدمات والكدمات فى أعقاب التطوّرات الإقليمية، كانوا أكثر حرصًا على توقيع الاتفاق، وأنه دليل على ذلك، فقد كانت ردود فعل رئيس وزراء حكومة حماس إسماعيل هنية، والقيادى البارز فى الحركة موسى أبو مرزوق على الاتفاق حماسيا وأكثر تفصيلا من قادة فتح.

وفى السياق نفسه، قالت الإذاعة العامة الإسرائيلية، خلال تقرير مطول لها نشرته اليوم الخميس، إن ردود الفعل فى الحلبة السياسية الإسرائيلية متواصلة على اتفاق المصالحة المعلن بين حركتى فتح وحماس، حيث قال رئيس الكنيست العضو البارز بحزب "الليكود" يولى إدلشتاين، إن اتفاق المصالحة يعنى عملياً تشكيل "حكومة إرهاب وطنى فلسطينى" لا تستهدف إلا السعى للقضاء على إسرائيل، وتنتهى بتصاعد المقاومة الفلسطينية لإسرائيل التى ستجلب المعاناة الكبيرة على الفلسطينيين أنفسهم.

وانتقد إدلشتاين بشدة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ناعتاً إياه بمنكر محرقة اليهود الذى يشيد بالقتلة، ويتحالف مع الإرهابى الحمساوى إسماعيل هنية، على حد تعبيره.

من جانبه قال النائب المتشدد بحزب "الليكود" تصاحى هنيجبى، المقرَب من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، إن عباس قرر عملياً إنقاذ حماس المتعارف عليها دولياً بصفة تنظيم إرهابى، ما يعنى تخلى عباس عن طريق الحوار والسلام لصالح العنف والإرهاب، على حد زعمه.

وأوضحت مصادر سياسية أن إسرائيل تدرس خطواتها الأولية رداً على المصالحة الفلسطينية لكنها استبعدت أى إجراءات استثنائية تنم عن حرق الجسور والانسحاب من المفاوضات.

وفى أعقاب التطورات الدراماتيكية فى المناطق الفلسطينية، وبعد توصل حركتى فتح وحماس للاتفاق وإنهاء حالة الانقسام، كشفت يديعوت أن جيش الاحتلال الإسرائيلى كان قد أجرى مناورة عسكرية مفاجئة فى قيادة المنطقة الوسطى، تحاكى سيناريوهات تصعيد محتمل فى الضفة الغربية.

وشملت المناورة التدريب على مواجهات شباب فلسطينيين، ومحاولات لعدد من الفلسطينيين القيام بتنفيذ عمليات فدائية ضد أهداف ونقاط عسكرية فى مناطق الضفة الغربية، وذلك من خلال استخدام وسائل تفريق المظاهرات.

ونقلت الصحيفة العبرية عن المتحدث باسم جيش الاحتلال قوله: "إن الحديث يدور عن تدريب الجنود الإسرائيليين ضمن سيناريوهات مفاجئة"، مشيراً إلى أن كلاً من رئيس هيئة الأركان فى جيش الاحتلال بينى جانتس، وقائد المنطقة الوسطى نيتسان ألون، وقائد تشكيلة الضفة الغربية تامير يدعى، وقائد اللواء الموسع فى جوش عتسيون، العقيد عميت يمين، وعدد من قيادات الجيش الإسرائيلى قد شاركوا فى المناورة.

وأوضحت يديعوت أن جانتس قد أصدر توجيهات خاصة للقوات المشاركة فى المناورة، فى حين تم تفعيل قوات ميدانية بمشاركة قوات برية وكتائب مشاة وقوات احتياط وقوات طبية وقوات من حرس الحدود.

ونقلت الصحيفة العبرية عن جانتس قوله: "نعيش فى أجواء مستقرة نوعاً ما على الرغم من وجود أعمال عنف هنا وهناك، وهو ما يلزمنا للعمل طوال الوقت من أجل منع تصعيد أوسع متوقع خلال الأيام المقبلة".

وأكد مسئولون فى جيش الاحتلال على أنه من المحتمل أن ينشب خلال الأيام القادمة تصعيد عفوى أو منظم فى مناطق الضفة الغربية، مطالبين بعدم تسميتها انتفاضة ثالثة، مشيرين إلى أن التقديرات الأمنية تشير إلى أنه فى حال نشوب موجة عنيفة فى الضفة الغربية، فإنها ستكون مختلفة عن سابقتها.

من جانبه، قال وزير الخارجية الإسرائيلى اليمينى المتطرف أفيجادور ليبرمان، عن رفضه للاتفاق، قائلاً: "لا يمكن صنع السلام مع إسرائيل وأيضا مع حماس"، مدعياً أن الأخيرة تعد تنظيماً إرهابياً يدعو للقضاء على إسرائيل، مؤكداً على أن توقيع الاتفاق بين حماس وفتح هو توقيع على نهاية المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

وفى السياق نفسه، نقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية عن وزير الاقتصاد الإسرائيلى نفتالى بينت، قوله "إن حماس ستواصل قتل اليهود، وأبو مازن سيواصل المطالبة بتحرير القتلة"، مضيفاً "من يعتقد أن أبو مازن شريك، فمن المفضل أن يعيد حساباته"، على حد زعمه.

وبدوره قال وزير المواصلات الإسرائيلى، يسرائيل كاتس، إن ما حدث أمس هو توحيد قوى بين أبو مازن وحماس"، مشيراً إلى أن العامل المشترك بينهما هو كراهية إسرائيل، موضحاً أن هذه صفعة فى وجه الولايات المتحدة ووزير خارجيتها، لافتاً إلى أن محمود عباس كان قد تحدث عن رفضه لعملية السلام واستمرار المفاوضات.

بينما علق وزير المالية ورئيس حزب "هناك مستقبل" يائير لبيد، على المصالحة بين الفلسطينيين بالقول "إن ما تم التوصل إليه بين الفلسطينيين هو أسوأ بكثير من قرار حل السلطة، متسائلاً: "هل الفلسطينيين يريدون فعلاً إقامة دولة فلسطينية بجانب دولة يهودية؟".

بدورها أشارت مسئولة ملف المفاوضات فى الجانب الإسرائيلى تسيبى ليفنى، إلى أن المصالحة بين حركتى حماس وفتح فى غزة ستضر بشكل مباشر بفرص العملية السلمية، زاعمة أن حركة حماس ترفض كافة شروط اللجنة الرباعية بما فى ذلك الاعتراف بإسرائيل ونبذ ما وصفته بالعنف وبالاتفاقيات الموقعة بين الجانبين.

أما رئيس المعارضة الإسرائيلية فى الكنيست ورئيس حزب "العمل" يتسحاق هيرتسوج، قد أكد أن اتفاق المصالحة بين حركتى فتح وحماس هو نتيجة لعدم وجود مبادرة سياسية من جانب رئيس الحكومة الإسرائيلية.

وعلى الجانب الأمريكى، أعربت الولايات المتحدة الأمريكية مساء أمس الأربعاء عن خيبة أمل كبيرة إزاء اتفاق المصالحة الفلسطينية الذى وقع أمس بين حركتى حماس وفتح فى قطاع غزة، مشيرة إلى أنه من الممكن أن يعقد جهود عملية السلام بشكل خطير.

ونقلت القناة الثانية الإسرائيلية عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين ساكى، قولها: "التوقيت مثير للمشاكل ونشعر بالتأكيد بخيبة أمل إزاء الإعلان"، مضيفة: "يمكن أن يعقد ذلك جهودنا بشكل خطير، ليس فقط جهودنا وإنما جهود كل الأطراف لمواصلة مفاوضاتها".

وطالبت ساكى خلال مؤتمر صحفى رئيس السلطة محمود عباس بإبداء توضيحات من شأنها تعمل على طمأنة الطرفين الأمريكى والإسرائيلى من أجل مواصلة المفاوضات، مشيرة إلى أن الكرة الآن فى الملعب الفلسطينى، ومن الصعب أن نتوقع كيف ستتصرف الحكومة الإسرائيلية مع حكومة لا تعترف بها.

وفى سياق ردود الفعل الإسرائيلية ضد رام الله، قال موقع "واللا" الإخبارى الإسرائيلى، إن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى قد أعلن بشكل رسمى إلغاء جلسة المفاوضات التى كانت مقررة عقدها اليوم الخميس، بين طاقمى المفاوضات الإسرائيلى والفلسطينى برعاية المبعوث الأمريكى "مارتين إنديك" فى مدينة القدس المحتلة.



وكان مسئولون إسرائيليون قد شنوا هجوماً عنيفاً على اتفاق المصالحة بين حركتى حماس وفتح، فى حين صرح نتانياهو تعقيباً على اتفاق المصالحة قائلاً: "يتعين على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أن يختار بين السلام مع إسرائيل أو المصالحة مع حماس"، مضيفاً "لا يمكن أن تجتمع المصالحة مع حماس والسلام مع إسرائيل"، معرباً عن تمنياته بأن يكون عباس قد اختار السلام.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى المصرى

المصالحة الفلسطينية"

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة