شهدت الفعاليات الثقافية المقامة على هامش انعقاد فعاليات مهرجان الشارقة القرائى السادس للطفل ندوتين عن ترجمة الثقافات بمشاركة هبة فهمى، وفاليرى لى بلوناك، ولورا واتكنسون، ومشرف فاروقى، وأدارها زكريا أحمد، وندوة الطفل فى زمن الميديا التى شارك فيها ندى مهرى، والدكتورة رضوى فرغلى، وبيتر براون، وميغان ماك كارثى، وأدارتها ريا عبد العال، وحضر الندوتين جمهور من المتخصصين والمهتمين بأدب وثقافة الطفل وضيوف المهرجان العرب وغيرهم.
سلطت ندوة ترجمة الثقافات الضوء على الصعوبات التى يجدها المترجم فى نقل النصوص بين لغة أخرى، وابتدأت فاليرى لى بلوناك حديثها بالقول: "مع أن الترجمة أصبحت جيدة فى هذا العصر بحكم الوسائل المساعدة الكثيرة الموجودة على شبكة الانترنت، إلا أننا لا نستطيع تلبية جميع المستلزمات والصور فى ضوء اختلاف الثقافات من حيث التفاصيل والاهتمام، ومستوى قبول التكرار أو الإفاضة فى ترجمة النصوص لاختلاف الثقافات فى قبولها من الأساس، فهناك شعوب تحب أن تقرأ أدق التفاصيل، بينما تقابلها شعوب أخرى تحب الاختصار، وتشجع على الدخول فى المختصر المفيد".
وأبدت لورا واتكنسون تأييدها لمقولة أن النصوص تقبل الترجمة مهما كانت صعبة، وأنه لا يوجد نص لا يمكن ترجمته، لكن ليس كل مترجم يصلح لهذا، ولا يوجد مترجم قادر على ترجمة كل شىء فهناك تخصص لكل مجال، علمى، ثقافى، فلكلورى، فنى، وهكذا، وللحصول على ترجمة ناجحة لابد من تدخل فريق لذلك ينسجم مع طبيعة المهمة، ومستوى الجمهور المخاطب، وأدوات المترجم نفسه.
وقدمت هبة فهمى عرضا بسيطًا عن معنى الثقافات، وأهمية معرفتها لتقريب صورة النص المترجم من اهتمامات المنقول والمنقول إليه، وهذه العوامل مهمة لبناء جسور حقيقية للتواصل، وبينت فهمى أن الصعوبة فى الترجمة تكمن فى اللغة، والثانى فى الثقافات التى تشمل العادات والقيم والتعاليم، وتساءلت بالقول: خذوا مثلًا كيف يمكن لمترجم أن يترجم كلمات مثل: العدة، المفتى، المحلل، أو من يقول: على الطلاق؟".
ورأى مشرف فاروقى وهم يترجم من الإنجليزية إلى الأردو أن هناك بعض التحديات فى هذا الجانب تتمثل فى نقل النصوص الشعرية، وتقطيعها، ومعرفة البحور والأوزان الشعرية، والتفريق بين النصوص الحديثة والكلاسيكية، قائلا: "لكى أترجم نصوصًا تعود إلى القرن 17، فمن غير الممكن أو المقبول أن أترجمها بمعزل عن تأريخها، لذلك – والحديث له- لابد أن تكون هناك معايشة للنص المنقول بحذافيره تكفل فى النهاية تقديم نص جيد للمتلقى".
وفى ندوة الطفل وزمن الميديا، رأى بيتر براون ضرورة توسيع تجربة التواصل مع الأطفال عبر الشكبة العنكوبتية لغرض معرفة آرائهم حول كتبهم التى نؤلفها لهم، ورأى أهمية تحويل النص الكتابى إلى عمل مصور من القصة نفسها وضمها فى شريط مرافق للكتاب بقصة محكية ليربط الطفل بين المحكى والمقروء فى تجربة جديدة ستعينه على التواصل مع الكتاب داعيًا الإعلام أن يأخذ دوره لتفعيل هذا التواصل وربط الطفل بالجديد فى عالم الكتاب والقصة.
وتحدثت ميغان ماك مكارثى عن تجربتها فى الرسم، وبينت أهميتها فى تعزيز نقل الفكرة، وإيصال الرسالة بأقرب الطرق إلى الطفل، وأكدت أن ضعف التركيز الذى يعانى منه الكثير من الطلاب حول العالم، قد خف تأثيره السلبى بالتعامل معهم من خلال الرسوم والصور المتحركة، وغيرت من توجهاتهم نحو الدرس والإقبال على التعلم، داعية إلى تعميم تجربته على النسبة الكبيرة من الأطفال الذين يعانون منه فى الوقت الحاضر.
من جانبها، قالت ندى مهرى، إن الطفل هو المبدع الأول لأنه يلهم الجميع بالكتابة إليه، وبينت أن غياب اللعبة والحكاية الشعبية لا يقتصر على بلد دون آخر، وأن علينا الدخول إلى هواياتهم ومخاطبتهم عبرها لأنها وسائل جذب تحتاج إلى حكمة فى الاستعمال بدلًا من وسائل تقليدية لم تعد نافعة، واختتمت الدكتورة رضوى فرغلى الندوة بالإشارة إلى أهمية تشريع القوانين، وبناء مؤسسات مدنية، والعناية بالجانب الأسرى، وبناء الثقة بالنفس أهم الوسائل التى تعين على إنقاذ الطفل من المحتالين على شبكة الإنترنت.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة