أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد فودة

محمد فودة يكتب.. وزير الزراعة يرسم فلسفة الاكتفاء الذاتى خلال روشتة واقعية

الخميس، 17 أبريل 2014 06:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حالة من الدهشة والحزن والترقب، انتابتنى وأنا أتابع الخال الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى وهو يحدثنى عن أحوال الزراعة فى مصر، وما وصلت إليه من تردّ وتراجع مزعج.. قال الخال بالحرف الواحد: أخشى أن أستيقظ من نومى ذات يوم فأجد الريف المصرى بدون أرض زراعية، فقد زادت التعديات على الأرض الطيبة بصورة هيستيرية تشبه المؤمراة المنتظمة المدروسة، الصورة زادت على الحد، ووصلت إلى مرحلة الخطر وجعلتنا نعيد منظومة الزراعة فى مصر، لأن الزراعة هى العمود الفقرى للاقتصاد المصرى.. ولا بد أن تكون فى أولويات اهتمامات الدولة.. حتى يتم التوقف عن هذه التعديات الصارخة.. حقاً.. أقول إن كلام الخال الأبنودى أثار الشجن بداخلى وأعاد لى سلسلة من الأزمات تعيشها الزراعة المصرية فى الوقت الراهن.. إلى الحد الذى أقول فيه لو أن الأرض الطاهرة المصرية تنطق لصرخت بأعلى صوت: أنقذونى!!.. الأمر وصل إلى مرحلة الخطر.. ولابد مع هذا الخطر من وقفة جادة.

وأعترف أن وزير الزراعة الدكتور أيمن فريد أبوحديد، جاء فى موعده ليعيد ترتيب المنظومة الزراعية فى مصر وسط تركة مثقلة ربما تضم أغلب مشاكل وأزمات الزراعة المصرية.. الدكتور أبوحديد لا يكل ولا يهدأ عن العمل ويصر على متابعة كل جديد حتى إنه يشارك بنفسه على رأس حملات إزالة التعديات على الأراضى الزراعية برغم المخاطر التى تحيط هذا والذى يصل إلى إطلاق رصاص من المعتدين، وقد تعرض لهذه المخاطر بالفعل فى محافظتى القليوبية والبحيرة.. وهى بهذا أكبر حملة فى تاريخ وزارة الزراعة وتاريخ مصر على الإطلاق.. هذا الوزير الذى يخاطر بنفسه من أجل المصلحة العليا للوطن لا بد من مساندة الحكومة له وعلى رأسها المهندس إبراهيم محلب وأنا على ثقة من أنه سيقود حملة بنفسه لحماية الأراضى الزراعية، ولابد أيضا من مساندة شعبية وحملة قومية.

لا بد أن تقف خلفه الجمعيات الأهلية وجمعيات المجتمع المدنى والمثقفون والأدباء ضد مافيا تدمير الأراضى الزراعية.. هذا رجل يريد أن يصلح أحوال الزراعة فى مصر وما تراكمت من أزمات على مدى أكثر من ستين عاماً.. بدءاً بما تركه الإصلاح الزراعى من توابع وصولاً إلى أزمة التعديات على الأراضى الزراعية التى كان من أكثر آثارها تقليص الإنتاج الزراعى ووصولنا إلى مرحلة استيراد أهم المنتجات الزراعية مثل القمح.. بل وصل الأمر إلى أننا نستورد %50 من حاجاتنا الزراعية.. يأتى ذلك فى مصر أول بلد زراعى فى العالم.. الدكتور أيمن فريد أبوحديد وزير الزراعة واستصلاح الأراضى المصرية.. أحد علماء تطوير الزراعة والتخطيط للبحوث الزراعية، والرجل منذ توليه الوزارة وهو يعمل ليل نهار، بحيث صارت إنجازاته أكثر من أن تحصى.. لقد نجح أبوحديد مبكرا وبعد شهور بسيطة من توليه المسؤولية الوزارية فى استرداد آلاف الأفدنة المملوكة للدولة والتى تم بيعها قبل ثور 25 يناير 2011 بأسعار زهيدة مثل 75 ألف فدان التى ردها أحد كبار الأثرياء للحكومة المصرية.. وقام الدكتور أيمن أبوحديد بوضع ضوابط تحدد البناء على الأراضى الزراعية لحمايتها، وهى تمثل مصدر الغذاء الرئيسى للشعب المصرى، كما عقد أبوحديد العديد من الاتفاقيات مع السودان الشقيق لزراعة بعض المساحات هناك للمساعدة فى سد أى نقص فى المحاصيل الحيوية.. وهذه المعاهدة برغم أنها لم يسلط عليها الضوء الإعلامى، وهذا أسلوب الدكتور أبوحديد الذى يعمل فى صمت بعيداً عن البروباجندا، المعاهدة تعنى فتح طريق لتعاون زراعى بين مصر والسودان.. وكم نادى المثقفون منذ بدايات عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك.. بأن يكون هناك تكامل بين البلدين، فهذا التكامل وحده كفيل بحل أزمة الغذاء فى مصر من مختلف الأنواع.. وتحقيق الاكتفاء الذاتى الذى نسعى إليه، الدكتور أبوحديد لم يدخر جهدا فمند توليه الوزارة وهو يخطط لهذه المعاهدة التى خاضها بكل شجاعة.. ونجح فى تحقيق الكثير من متطلبات هذه الاتفاقية.. بل وصفها المراقبون الدوليون بأنها فاتحة تعاون عربى عربى، للخروج من أزمة الزراعة العربية.. حيث إن كل قطر عربى يحتاج إلى بعض من مزايا القطر الآخر،، وهى فلسفة لم تتحقق إلا فى عهد أبوحديد الذى لم يكتف بهذا بل يخطط لهذا المجال بطموحات كثيرة ويرى أنه مجال مهم لتجديد الثقة فى الزراعة المصرية السودانية المشتركة، والحقيقة أن الخوض فى هذا المشروع يمكننا أن نجنى منه خلال أربع سنوات فقط الكثير من الإنجازات التى ستحقق طفرة غير مسبوقة يمكن أن ندعمها بمزيد من الترابط الزراعى بين الدول العربية.. ووقتها يكون التعاون العربى على أكمل وجه.. وهو ما يخطط له الوزير الطموح الذى لا تنتهى أحلامه.. وأرى أن الخطوة القادمة ستكون بإنشاء مجلس تعاون عربى زراعى.. بذوره الأولى وجذوره الاتفاقيات التى بدأها الوزير مع السودان باعتبار أن السودان يمتلك ملايين الأفدنة البكر التى تحتاج إلى رعاية قليلة لتكون من أصلح وأجود الأراضى الزراعية على مستوى العالم.. إلى جانب الثروات الحيوانية فى السودان التى تتسم بتنوعها ونظافتها.. ويفكر أبو حديد أيضا فى تجديد معاملة المصريين مع الثروة السمكية التى لم نكتشفها حتى الآن.. وكيف يكمن أن نستثمر موقعنا الجغرافى الذى لا مثيل له فى العالم.. باعتبار أن مصر تطل على بحرين إلى جانب نهر النيل.. إلى جانب بحيرة ناصر وهى من أكبر بحيرات العالم العربى وهذا مجال آخر يمكن أن ندخل به فى تحد كبير، أما المعوقات التى تواجه الثروة السمكية فى مصر وتعرقل تطويرها، بل تحاول انكماشها من عام إلى آخر.. الدكتور أيمن فريد أبوحديد وضع خطة متكاملة منذ عامين للاكتفاء الذاتى من قمح الخبز وبدأ بالفعل فى تنفيذها بتوفير الصوامع اللازمة لتخزين القمح.. وقد عمل على تطوير هذه الصوامع شكلاً ومضموناً، حتى تكون آمنة من سلبيات الصوامع التقليدية.. ومن الطرق الطبيعية التى لم تصل بنا إلى حد الاكتفاء الذاتى المطلوب مع زيادة السكان المتواصلة، والحقيقة أن الدكتور أيمن فريد أبوحديد جاء فى وقت صعب جداً حيث تشابكت المسؤوليات ولم يعد القرار فى يد وزير الزراعة وحده بعد أن دخلت مؤسسات ووزارات أخرى.. وهذه الأزمة تشكل معادلة صعبة، حيث لابد من تضافر جهود المسؤولين لمساندة وزير الزراعة.

فى قضايا زراعية مباشرة مثل التعدى على الأراضى والتى أولاها أبوحديد الاهتمام الأكبر.. لأنه يريد أن يترك بصمة.. هو يؤسس لشكل وكيان قوى لوزارة الزراعة، بحيث إنه يريد أن يترك عمله لمن يخلفه وقد ترك له منظومة زراعية واستراتيجية عمل لا يمكن عرقلتها فيما بعد.. وبنظرة سريعة لتاريخ الدكتور أيمن أبوحديد يمكننا أن نتأكد من صحة ما وصلنا إليه، فقد كتب الرجل مئات الأبحاث الزراعية حول الزراعة المحمية فى حوض البحر المتوسط، وحول الاكتفاء الذاتى من القمح والذرة، وحول مشروع دعم زراعة الطماطم وهو مشروع مصرى نرويجى، الدكتور أيمن أبوحديد شارك فى مئات المؤتمرات الدولية، حيث قام بإعداد مشروعات مشتركة مع عدد من الباحثين فى دول السويد والنرويج وهولندا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وإنجلترا وأمريكا واليونان وسوريا والأردن ولبنان وتونس والمغرب.. وكما قلت من قبل إن الكتابة عن وزير الزراعة الدكتور أيمن فريد أبوحديد صعبة جداً.. لأنك تحس أنك تلهث وراء إنجازاته وخبراته ودراساته المستمرة التى تصب فى خدمة الوطن ومستقبل الأجيال وهو لا يعتبر الزراعة مجرد إنتاج محاصيل وغذاء للناس.. بل هى حضارة يمكنها أن ترسم فلسفة البلد الذى ينتمى إليه.. ولهذه الأسباب أقول بإصرار إن وزيرنا الدكتور أيمن أبوحديد هو وزير ثقافة الزراعة المصرية.. الذى يرسم لنا خريطة أمل للمستقبل وكيفية خروج الزراعة من المأزق، إنه يقدم لنا روشتة العلاج لكل أزمات الزراعة بفهم ووعى وإدراك، ورغم خوفى وقلقى من التعديات على الأراضى الزراعية وعمل مستقبل الزراعة والمحاصيل، فإننى متأكد أننا فى أيد أمينة، لابد معها من تضافر جهود الدولة معه، فالرجل لا يستطيع أن يعمل وحده.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

يمكنك التاكد من صحة كلامى والوقوف على الواقع الماساوى فى تلك المنطقه

بدون

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة