أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد فودة

محمد فودة يكتب.. برنامج محمود طاهر خارطة طريق للنهوض بـ«القلعة الحمراء»

الخميس، 27 مارس 2014 06:13 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تشهد الساعات القليلة المقبلة مرحلة فارقة فى عمر القلعة الحمراء، نعم إنها بضع ساعات فقط وتبدأ الانتخابات المرتقبة على رئاسة النادى الأهلى.. مجرد ساعات وتقول الجمعية العمومية للنادى العريق كلمتها التى ستحسم بها هذا الصراع الذى اشتد مؤخرا بين شخصين أحدهما هو المهندس محمود طاهر الذى يستند فى برنامجه الانتخابى إلى الرؤى والأفكار المستقبلية من أجل إعادة الاعتبار إلى نادٍ عريق فى حجم ومكانة النادى الأهلى، وبين مرشح آخر هو المهندس إبراهيم المعلم الذى يستند فى حملته الانتخابية إلى الدعم الكبير الذى منحه له مجلس الإدارى الحالى الذى أصبحت تحوم حوله الشبهات بعد قرار النيابة بحبس حسن حمدى رئيس مجلس إدارة النادى 15 يوما على ذمة التحقيق فى قضية إهدار المال العام بمؤسسة الأهرام.
اللافت للنظر أن علاقة المهندس إبراهيم المعلم بحسن حمدى كان لها التأثير السلبى عليه حيث قللت من فرص فوزه وأضعفت من شعبيته بشكل لافت للنظر، فمع الاحترام لحسن حمدى الذى قدم الكثير والكثير للنادى الأهلى وعلى الرغم من أن القضية التى يحاكم بسببها هى فى حقيقة الأمر قضية فساد تتعلق بمؤسسة الأهرام ولا تمت للنادى بأية صلة، إلا أن تلك النوعية من القضايا تثير المخاوف والشكوك.
وعلى الرغم من أننى لا أحب الخوض فى تلك القضية التى يحاكم فيها حسن حمدى لأننى لا أحب الهجوم على شخص يمر بتلك المحنة، إلا أننى فى نفس الوقت لم أكن أحب أن يرتبط اسم إبراهيم المعلم بعلاقة من أى نوع بشخص تتم محاكمته فى قضية فساد، فإبراهيم المعلم كناشر كبير أكن له كل التقدير والاحترام فهو شخص استطاع أن يصنع لنفسه تاريخا مشرفا فى عالم النشر وصناعة الكتاب ليس فى مصر فحسب بل فى المنطقة العربية بل والعالم، حيث كان وصل به التفوق إلى أن يشغل منصب نائب رئيس الاتحاد الدولى للناشرين وحصل على تكريمات عديدة من جميع أنحاء العالم فى مجال النشر.. ولكن أعتقد أن هذا ليس كافيا لأن يفوز برئاسة النادى الأهلى معتمدا على تلك الثقة الزائدة، وأتمنى ألا يغضب منى المهندس إبراهيم المعلم إن قلت إنه لم يكن موفقا فى حواره مع الإعلامية المتميزة لميس الحديدى فليس لائقا به أن يتحدث بتلك اللهجة التى تفوح منها رائحة الثقة الزائدة بالنفس التى تصل إلى حد «الغرور» وهو يؤكد أنه سيفوز بكل تأكيد دون الوضع فى الاعتبار أن هناك أعضاء جمعية عمومية هم فقط أصحاب الحق فى تحديد من سيفوز بهذا المنصب، ربما تصرف هكذا لأن الحوار جاء فى نفس التوقيت الذى تم الإعلان فيه عن حبس صديقه حسن حمدى ولكن ليس هذا مبررا لظهوره بهذا الارتباك والتوتر، حتى إن كانت العلاقة التى تربط بينه وبين حسن حمدى ليست جيدة أو مستحدثة، فهى فى حقيقة الأمر علاقة قديمة وتعود إلى عدة سنوات حيث نسجت خيوط بما يعرف بـ«المصالح المشتركة» وجاءت فى إطار «لعبة التوازنات» التى كانت هى اللعبة المفضلة لرموز نظام مبارك الذى أطاحت به ثورة 25 يناير.
وهو ما يفسر تلك التصرفات غير المسبوقة التى أقدم عليها حسن حمدى ومجلس إدارة الأهلى بإعلان مجلس إدارة النادى الذى يرأسه وبشكل مستفز، إنهم يدعمون المهندس إبراهيم المعلم فى الانتخابات على رئاسة النادى الأهلى ضاربين عرض الحائط بجميع المبادئ والأعراف والأخلاقيات التى تحكم العملية الانتخابية، فمن المتعارف عليه فى مثل هذه الحالات أن يلتزم المجلس الحالى الحياد وينأى بنفسه على التواطؤ مع المتنافسين وألا يقوم بمساندة طرف على حساب طرف آخر وأن يتخذ من الموضوعية شعارا له طوال فترة المعركة الانتخابية إلى أن ينتهى السباق ويتسلم الراية المجلس الجديد الذى تختاره الجمعية العمومية بكامل حرية دون توجيه من أى أحد.
وهنا أحب أن أبدى عتابا على الكابتن محمود الخطيب الذى أرى أنه قد أساء إلى تاريخه «المحترم» بظهوره المتكرر فى لقاء المهندس إبراهيم المعلم وعدم اكتفائه بمجرد الظهور فقط بل والتباهى أيضا بأنه يدعم ويساند المعلم، فهل نسى الكابتن محمود الخطيب أنه يشغل منصبا رفيع المستوى فى مجلس إدارة النادى الحالى وأنه يجب أن يبعد نفسه واسمه على هذا التنافس على كرسى رئاسة النادى، فللأسف الشديد وبما صدر منه من تصرفات ترفضها الغالبية العظمى من أعضاء الجمعية العمومية قد تسبب فى تشويه تلك الصورة الجميلة التى كنا نراه عليها.
إن هذا الدعم والانحياز الواضح الذى يقدمه مجلس حسن حمدى لإبراهيم المعلم أثار الكثير من التساؤلات بين أعضاء الجمعية العمومية، فقد سبق وكتبت محذرا من هذا التدخل السافر من جانب مجلس الإدارة فى العملية الانتخابية، كما كنت قد طالبت المجلس الحالى بضرورة أن يكون محايدا وأن يصبح بالفعل بمثابة مجلس للجميع وألا يكون منحازا لطرف دون الآخر.
وها هو ما كنت قد حذرت منه مرارا وتكرارا قد حدث مع المهندس إبراهيم المعلم حينما اعتمد وبشكل كبير على دعم حسن حمدى له ضاربا عرض الحائط بقدرة وقوة الجمعية العمومية للنادى، فإنه قد فقد الغالبية العظمى من شعبيته بسبب قرار حبس حسن حمدى فى قضايا الفساد، فأصبح المعلم يعيش الآن موقفا صعبا لا يحسد عليه ليس فقط بسبب «فضيحة» دعم مجلس حسن حمدى له فى الانتخابات فحسب بل لأنه ربما تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن وينفرط «عقد» المصالح وتتفتح الأبواب التى ظلت مغلقة، فكما يقول المثل الشعبى «من يقترب من الحداد يكتوى بناره».
لذا فإنه وبكل تأكيد ستشهد الساعات القليلة المقبلة مرحلة فاصلة وفارقة فى عمر النادى الأهلى حيث أصبحت الآن على يقين أن الصراع على كرسى رئاسة النادى قد حسمته الأقدار حيث أصبحت الجمعية العمومية للنادى فى أشد الحاجة إلى وجه نظيف يتسم بالشفافية ولا تحوم حوله الشبهات وهو ما يتمتع به بالفعل المهندس محمود طاهر الذى جاءت تصريحاته التى أدلى بها عبر وسائل الإعلام بمثابة خارطة طريق للمستقبل من شأنها إعادة الروح إلى القعلة الحمراء لتستعيد عافيتها وتعيد أمجادها ومكانتها وصورتها «المحترمة» التى اهتزت كثيرا على يد المجالس التى ابتعدت كثيرا عن أعضاء النادى وتركتهم بلا خدمات وركزت كل أنشطتها فى الشأن الرياضى وكأنهم قد اختزلوا النادى الأهلى فى لعبة كرة القدم فقط، فمع الاحترام الكامل لمكانة النادى الرياضية، أين هى بقية الخدمات التى يحتاجها أعضاء النادى؟، أين هى الأنشطة الاجتماعية والثقافية والفنية التى يلتف حولها أعضاء النادى والتى كانت من قبل تمثل أبرز ما يميز النادى بين بقية الأندية فى جميع أنحاء مصر؟.. أليست هذه المسألة من صميم عمل مجلس الإدارة الذى يجب أن يضع نصب عينيه أن أعضاء النادى لهم حقوق لا يمكن إغفالها مهما كانت الأسباب؟.
إنها ساعات قليلة ويحسم أعضاء النادى الأهلى هذا الصراع الانتخابى ويقوموا بتكليف المهندس محمود طاهر بالجلوس على كرسى رئاسة النادى، فهذا المنصب كما يطلق عليه محمود طاهر هو فى حقيقة الأمر تكليف من الجمعية العمومية ليتولى إدارة شؤون القلعة الحمراء التى تنتظر منه الكثير والكثير وليس نوعاً من الوجاهة الاجتماعية التى كان يحرص عليها المجلس الحالى.
والحق يقال فإننى لم أكن منحازا لأحد فى يوم من الأيام حيث إننى أدعو ومن كل قلبى أن يوفق الله من هو أصلح لقيادة النادى، إلا أن المهندس محمود طاهر استطاع أن يقنعنى على المستوى الشخصى بأحقيته فى قيادة النادى بما يمتلكه من الرؤى والأفكار المتميزة التى أعلن عنها فى برنامجه الانتخابى ومن خلال اختياراته الرائعة فى قائمته الانتخابية على العكس تماما من اختيارات المعلم وإن كنت أكن لبعضهم كل الاحترام، ولكن بأى منطق تتضمن قائمة المعلم شخصا يحمل الجنسية القطرية وهو محمد شوقى، أليست دولة قطر هى الآن الراعى الرسمى للإرهاب داخل مصر؟.
وعلى الرغم من أننى وإن كنت من أشد المعجبين ببرنامج المهندس محمود طاهر الانتخابى الذى جاء متزناً وموضوعياً ونابعاً من شخص يعشق النادى الأهلى ويسعى جاهداً إلى خدمة النادى بكل جوارحه، إلا أننى سوف أكون فى طليعة من يعارضونه ويقفون فى وجهه إذا تقاعس فى تحقيق ما وعد به أعضاء الجمعية العمومية للنادى، نعم إذا أخلف وعودة للجمعية العمومية التى أحبته بصدق والتفت حوله حينما وجدت فيه الرجل المناسب للموقع المناسب، فالأهلى كان وسيظل فى كل الاعتبارات ويجب أن يكون بالفعل فوق الجميع.
إن ما تعيشه مصر الآن من تحولات سريعة ومتلاحقة تتطلب من الجميع تحركاً واسعاً وبوتيرة أسرع مما كنا عليه من قبل، فنحن الآن مقدمون على مرحلة مهمة من عمر الوطن، أعتقد أنها ستعود على الجميع بالخير طالما صدقت النوايا وكانت خالصة لوجه الله دون النظر إلى أية مكتسبات شخصية.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

زفتاوى

لك الحق

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة