قال سعد عبد الرحمن، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، إن الشعراء يتعاملون مع اللغة على أنها مقدسة باعتبارها لغة القرآن، وإنما العقاد يكتب بعيدا عن ذلك، ويحاول أن يكتشف ما تتميز به اللغة العربية عن اللغات الأخرى، وهذا لا يعنى أن اللغات الأخرى تخلو من المزايا.
جاء ذلك خلال ندوة بعنوان "تلقى العقاد"، ضمن فعاليات احتفالية الكاتب الكبير الراحل عباس محمود العقاد بعنوان "خمسون عاماً من الحضور المتجدد" بمحافظة أسوان، وشارك فيها سعد عبد الرحمن، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، ومحمد أبو المجد، رئيس الإدارة المركزية لشئون الثقافية، والكاتب أحمد الطماوى، والدكتور محمد أبو الفضل بدران، أستاذ الأدب العربى بجامعة جنوب الوادى، عبد الله الحيدرى، أستاذ الأدب والنقد المشارك بالرياض.
وأوضح "عبد الرحمن" أن موسيقى الشعر فى اللغة العربية تختلف عنها فى اللغات الأخرى، وأن اللغة العربية تتكون من حروف وكل حرف إذا أبدلته من الممكن أن تصنع وتجعل منها تسع صيغ إذا ثبت التشكيل فهذا ليس موجودا فى اللغات الأجنبية.
وأكد "سعد" أن اللغة العربية تدعم بالتوافيق والتباديل إذا ثبت التشكيل فيجعل منها عددا هائلا من الصيغ.
وأضاف "عبد الرحمن" أن موسيقى الشعر فى اللغات الأجنبية تختلف عن اللغة العربية فبداخلها توالى حركات وسكنات والكلمة تتكون من متحرك وساكن والصيغ الصرفية صيغ موزونة وهو ما يتكلم عنه العقاد.
وأشار عبد الرحمن إلى أن جهاز النطق لدى العرب هو تفاعل بين الإنسان والبيئة، لذلك نجد جهاز النطق يستخدم كل الإمكانات الموجودة وهذه الأمثلة استخدمها العقاد لكى يجعل من اللغة العربية لغة شاعرة.
وقال محمد أبو المجد، رئيس الإدارة المركزية لشئون الثقافية، إن حينما كتب العقاد هذا كتاب اللغة الشاعرة كان فكرة امتلاك الحرف والمفردات باللغة العربية بموسيقاه الخاصة والداخلية التى تحيل الكلمة من الشكل المسطح إلى فضاء شعرى ما، وهو حسب ما أعرف نسبى التلاقى وهى التى تخلق مستويات الشعر سوى المكتوب أو عندما أتلقى جملة.
وأوضح أبو المجد، أن العقاد ركز تركيزاً كبير فى تبنى حالة موسقى الحرف أو الصوت، وأراد أن يقول اللغة العربية هى لغة نطق الموسيقى فى ذاته وأن موسيقى الحرف فى نطق الحروف من داخل الجهاز الصوتى حتى الشفاه فهى اللغة الشاملة لهذا الجهاز وهو فى الحقيقة ما يتيح للغة العربية هذا الامتلاء الفنى بمفرده.
وأكد "أبو المجد" أن وصف العقاد للغة العربية بأنها لغة مجاز، وصناعة المجاز عرَّفها بأنها التى تخلق الشعر وأن صناعة المجاز تشير إلى أن اللغة لغة شعرية، وأن العقاد أراد أن يؤكد حقيقة قد تغيب عن البعض وهى أن اللغة العربية هى لغة شعر بالأساس.
وأكد "أبو المجد" إلى أن أى طالب يستطيع أن يهضم كتب العقاد بسهولة ويتذوق اللغة العربية من خلالها وليس كما يظن البعض أنه يصعب تناولها.
وقال الكاتب أحمد الطماوى، إن العقاد ظل لسنوات طويلة يناقش فى المجمع العلمى مفهوم ومعانى اللغة العربية ليوازن بعض الألفاظ وكان يقارن بين ألفاظ اللغة العربية واللغات الأخرى ويتحدث عن شاعرية اللغة.
وأوضح الطماوى، أن اللغة الشاعرة قادرة على توثيق الكلام فى إطار شعرى فاللغة العربية لغة مصورة والعقاد يقول بأن نطق اللغة يساعد على تكوين الشعر ويتحدث عن الأزمنة فى اللغة ودور اللغة فى التفعيلات.
وأكد الطماوى، أن العقاد كان يرى أن العربية هى لغة علمية تستوعب المصطلحات الأجنبية والترجمات من الحضارات الحديثة، وفى هذا الإطار كتب العقاد كتاب اللغة الشعرية.
ومن جانبه قال الدكتور محمد أبو الفضل بدران، أستاذ الأدب العربى بجامعة جنوب الوادى، إن هناك مقولة قديمة وهى أن الشعر مقصور على العرب وهذا خطأ، لأننا الآن لا نستطيع أن نقول الدول الأخرى ليس بها شعر.
وأوضح أبو الفضل أن اللغة العربية عبارة عن جوهرة، وهذا لا يجعلنا ننتقص من اللغات الأخرى، ولكن اللغة العربية تفتخر بأن القرآن جاء بالعربية.
وأضاف أبو الفضل، أن النقاد العرب لا يفرقون بين الشعر والنصب وعندما نعرف الشعر نقول كلام موزون مقفع وهناك الكثير من الكلام الموزون ولكنه لا يعتبر شعراً، والشاعر يسمى شاعرا لأنه يشعر بما لا يشعر به الآخرون.
ومن جانبه قال عبد الله الحيدرى، أستاذ الأدب والنقد المشارك بالرياض، إن العلاقة بين الأدب المصرى والسعودى علاقة قوية ويذكر الأدباء السعوديون إلى التأثير لقراءة أعمال طه حسين والعقاد وتعلقهم بهذه الأعمال المهمة وهناك باحثون ناقشوا أعمال هؤلاء الأدباء وتم عمل رسائل دكتوراه كثيرة عن العقاد وطه حسين.
ودعا الحيدرى، هيئة قصور الثقافة لعمل مسابقة للشباب لتحفيزهم على قراءة أعمال عباس محمود العقاد فى الدورة القادمة والعمل على توصيل المعرفة لهؤلاء الشباب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة