حين نشرت الصحف خبراً يقول إن أوباما دعا النجم جورج كلونى للبيت الأبيض، لمشاهدة فيلمه الأخير «رجال الآثار»، قلت فى عقل بالى شوف يا أخى مدى اهتمام الرئيس الأمريكى وإعلائه لقيمة السينما، ناس بتفهم بصحيح ناصحين، وصار ذلك الخبر دافعاً لى لأنتظر عرض الفيلم فى القاهرة، لأرى أهمية هذا الفيلم بالتحديد لكى يختصه الرئيس الأمريكى وسط كم العمل والعبء العالمى المُلقى على عاتقه والحروب التى يخوضها فى أنحاء العالم، وطبعا لا أنكر أن الجزء الأكبر من سعيى لمشاهدة الفيلم أنه لنجمى الأثير جورج كلونى بطولةً وكتابةً وإنتاجاً وإخراجاً، يعنى بعبارة أخرى فيلم من أوله لآخره كلونى، إذن فلا يمكن أن يفوتنى.
فيلم «رجال الآثار» مأخوذ عن كتاب لرجل الأعمال الأمريكى روبرت رادسل، وهو الذى اهتم طوال العقدين الأخيرين بتقصى ما حدث لكل المقتنيات الفنية التاريخية فى أوروبا، خاصة إيطاليا وفرنسا أثناء الحرب العالمية الثانية، وكتب عدة كتب فى هذا الشأن، من بينها، «رجال الآثار» الذى يحكى عن سبعة مديرين لأهم المتاحف الأمريكية يرسلهم الرئيس الأمريكى روزفلت مع نهايات الحرب عام 1944 إلى مهمة شبه مستحيلة، فى محاولة لإنقاذ التراث الفنى العالمى من يد هتلر وزبانية النازى الذين نهبوا كل المتاحف والأعمال الفنية لنقلها وإقامة متحف باسم هتلر، متصورين أنهم سينتصروا فى الحرب، وكانت الأوامر لهم بالسرقة، وإن هُزموا فعليهم أن يدمروا هذه الأعمال الفنية. يقود المجموعة جورج كلونى وحين لا يجدوا معاونة من قواد الوحدات العسكرية، يعتمدون على أنفسهم فى التنقل بين مختلف المدن الألمانية التى تنسحب منها قوات هتلر متقهقرة، كما يتجه أحدهم لباريس فى محاولة للتواصل مع أمينة أحد المتاحف لمعرفة مسار تهريب المقتنيات، وبالفعل تستطيع هذه المجموعة الصغيرة من الرجال أن تكتشف الأماكن التى خبأ فيها النازى الأعمال الفنية من لوحات وتماثيل لا تقدر بثمن لمايكل أنجلو وغيره من فنانى النهضة الأوروبية، غير أن قوات هتلر تدمر بعض أهم الأعمال الحديثة لفنانين مثل بيكاسو.
الفيلم يعد من أفلام الحرب والمغامرات، ورغم أنه يستند إلى أصل تاريخى، فإنه فيلم أمريكى بامتياز، بمعنى تمجيد البطل الأمريكى المنقذ للبشرية، فطوال مشاهدتى للفيلم كان هناك سؤال يلح علىَّ، هل كان روزفلت فعلاً يريد إنقاذ تاريخ الحضارة الأوروبية والإنسانية الفنى هو ورجاله لوجه الله؟ وكم من القطع التى أنقذتها أمريكا من يد النازى وجدت طريقها لمتاحف أمريكا؟ ثم هل أستطيع أن أشاهد أنا أو غيرى هذا الفيلم دون أن نرى بوضوح الصراع الأمريكى الروسى الذى يجسده مشهد أخير فى الفيلم، حيث يسبق الأمريكان الروس فى وضع أيديهم على الآثار ويتركوا للروس العلم الأمريكى مرفوعاً مكان الآثار وكأنه رسالة وداع!
ولكن عودة للفيلم ومخرجه وقصته وأبطاله، فإن خامس أفلام كلونى مخرجاً بالتأكيد ليس أفضلها، رغم أنه أتى بنجوم محببين إلى الجمهور مثل: مات ديمون و بل موراى والفرنسى جون ديجاردن، وممثلة عملاقة مثل كيت بلانشيت، ولكن للحق كان وجودهم باهتاً لأن السيناريو كان ضنيناً فى تصوير حياتهم كبشر، فنحن كمشاهدين عرفنا عنهم القليل ولذا لم نتفاعل معهم إلا فى مغامرة أمريكانى. صحيح أن الفيلم تكلف 70 مليون دولار وإيراداته حتى الآن 116 مليون دولار، لكن يظل الفيلم لم يحظ برضى الجمهور الكبير، وكذلك استقبله أغلب نقاد أمريكا بفتور أو هجوم، فمشاهدة أوباما له لم تغير رأيهم.
فى أحد مشاهد الفيلم يوجه كلونى القائد حديثه لفرقته فيقول نصاً: «الجيش يقول إن هناك بشرا تموت فلا يهم بعض قطع من الفن ولكنهم مخطئون، لأن هذا ما نحارب من أجله، نحن نحارب من أجل بقاء الثقافة وطريقة حياتنا فأنت تستطيع أن تقتل مجموعة من البشر وتهدم منازلهم، ولكن ستأتى أجيال جديدة خلفهم تعيد البناء، ولكن إذا دمرت تاريخهم، فذلك يعنى أنهم لم ولن يكونوا، فكأنهم رماد تناثر فى الهواء، وهذا ما يريده هتلر وهو ما سنمنعه».
صدق جورج كلونى فيما قال، فلو دُمر تاريخ أمة صارت رمادًا، فكان لسان حالى يسأل وأنا أشاهد الفيلم، هل تدرى يا كلونى أن دولتك فعلت مثل النازى فى العراق وتاريخها، وتساعد الآن من يفعل ذلك مع أهل سوريا؟ فمتى نكتب ونقدم فيلماً عربياً يحكى حكايتنا نحن، وإن كانت أمريكا أنقذت آثار أوروبا، فمن ينقذ آثارنا منا ومن أمريكا وغيرها؟!
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
وايه يعنى احنا عندنا بقى 100 ال كابونى
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
مش يمكن اوباما عايز يتعلم فنون السرقه من جورج كلونى
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
الحد لله عندنا لعنة الفراعنه بتحمى الاهرامات وابو الهول والكرنك وطريق الكباش وقناع توت
بدون