مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، وإعلان رئيس الجمهورية عن قانون الانتخابات الرئاسية، تثار العديد من التساؤلات عن مدى قوة التيار الإسلامى على المنافسة بها، وهل سيشكل كتلة تصويتية قوية يسعى المرشحون المحتملون للرئاسة للفوز بها، أم أن الشعب فقد الثقة فى الإسلاميين عقب الفترة التى حكم فيها الإخوان مصر.
ويهرب مرشحو الرئاسة من دعم جماعة الإخوان لهم، حيث ينفى كل مرشح لرئاسة الجمهورية أن جماعة الإخوان ستدعمه فى الانتخابات الرئاسية، فى ظل الغضب الشعبى الذى نال الجماعة، والسياسة التى تتبعها الإخوان فى الفترة الأخيرة، وهو ما جعل قدرتها على العودة للمشهد السياسى وفوز مرشحهم للرئاسة صعب المنال.
الظروف السياسية التى تشهدها مصر فى الفترة الأخيرة أثرت بشكل كبير فى شعبية الإسلاميين، وقدرتهم على الحشد وجذب الناس إليهم، فلم تعد بنفس القدرة التى كانت عقب ثورة 25 يناير، بعد أن نجحت تيارات الإسلام السياسى فى الاستحواذ على مجلسى الشعب والشورى والفوز بانتخابات الرئاسة عقب حشد مرشحيهم للتصويت للمرشح الإسلامى فى الجولة الثانية، وبدت قلة شعبيتهم تظهر بشكل جلى خلال المظاهرات والفعاليات التى تدعو لها.
التيار الإسلامى كان يمثل معادلة صعبة فى أى استحقاق انتخابى سابق، إلا أن التطورات الأخيرة التى شهدتها مصر، مع توالى الأعمال الإرهابية التى تشهدها البلاد، حيث يرى البعض أن تلك التطورات أثرت بشكل كبير على شعبية التيار الإسلامى وقدرتهم على التأثير والحشد وأيضا على جمع أصوات الناخبين.
من جانبه، يقول هشام النجار الباحث الإسلامى إن الانتخابات الرئاسية القادمة ربما تشهد مفاجآت، خاصة بعد إعلان المشير عبد الفتاح السيسى الأخير وإشارات الفريق سامى عنان وعزم حمدين حمدين على الترشح، فالسيسى حصر نشاط منافسيه وفرصهم داخل المشهد الإسلامى، بحيث صارت هناك مصالح متبادلة بين الإسلاميين وخصوم السيسى فى الرئاسة فهم يبحثون عن رئيس يفوز على السيسى - وهذه أولوية بالنسبة لهم - ويعيدهم للمشهد ويقلل من خسائرهم ويصحح أوضاعهم، ومنافسو السيسى يبحثون عن ظهير جماهيرى منظم لديه خبرة الحشد والأداء الانتخابى، بما يؤكد أنه ستكون هناك منافسة على استمالة الإخوان والاسلاميين بين حمدين وعنان سعياً لتمثيل انتخابى مشرف وحصد أعداد مرضية على الأقل وليس طموحاً فى إحراز الانتصار الذى يبدو مستحيلاً وربما يأتى ترشحهم لأسباب ثانوية ليس ضمنها إحراز الفوز.
وأضاف، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" أن مقاطعة الدستور وإعلان الخصومة والمفاصلة مع مسار 3 يوليو يؤثر على حضور الإسلاميين وفعاليتهم فى الاستحقاق القادم، حيث سيفرض عليهم هذا التوجه الحذر والسرية وعدم القدرة على الدعم المباشر بحرية حتى لا يظهروا كمشاركين وداعمين لمشروعية المسار الحالى.
وتابع: نظراً لهذا المشهد المتأزم والمعقد وتأثيره على مستقبل الإخوان فى حال التيقن بعدم جدوى المقاطعة وضعف فرص دعم مرشح من خارج الإخوان وعدم الوثوق بهم قد يضطر الإخوان فى اللحظات الأخيرة لتغيير إستراتيجيتهم بالكامل بقرار مفاجئ بخوض انتخابات الرئاسة بمرشح إخوانى قوى بصورة معلنة فى مواجهة المشير السيسى سعياً لهزيمته والثأر لإسقاط مرسى من خلال الانتخابات بعد فشلهم فى ذلك من خلال المواجهات الميدانية والاحتجاجات على مدى شهور، وتحويل المشهد الاحتجاجى رافض لمشهد تنافسى مناهض.
ويقول أيضا الدكتور كمال حبيب الخبير فى شئون الإسلام السياسى، إن شعبية التيار الإسلامى تراجعت بشكل ملحوظ عقب 30 يونيو عما كانت عليه عقب ثورة 25 يناير 2011، ولكن ما زالت تمثل معادلة سياسية لا يمكن تجاهلها فى أى استحقاق انتخابى مصر قادم.
وأضاف، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" أن الكتلة التصويتية التى تستطيع جماعة الإخوان جمعها لم تعد كما كانت فى السابق، وهناك الكثير الذى سيرفض السماع لدعواتهم، وهناك أحزاب إسلامية ترفض العملية السياسية أبرزها جماعة الإخوان.
وأشار حبيب إلى أن حزب النور ما زال قادرا على أن يمثل قوة كبيرة فى أى انتخابات قادمة، وسيمثل ثقلا لأى مرشح سيقرر هذا الحزب السلفى دعمه فى الانتخابات.
قال مختار نوح القيادى الإخوانى المنشق إن أى مرشح لرئاسة الجمهورية فى الانتخابات القادمة سيحاول الهروب من دعم الإخوان له لأن دعم الإخوان له سيمثل خسارة له فى الانتخابات.
وأضاف نوح فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" أن تمسك أى مرشح للدفاع عن الإخوان سيؤدى إلى خسارته، فيما تمسكه بالشرعية وليس الإخوان هو ما سيجعل الشعب ينتخبه.
الهروب الكبير من التيار الإسلامى شعار مرشحى الرئاسة فى الانتخابات القادمة.. خبراء إسلاميون: اندثار شعبية الجماعة سيجعلها تتجه للعنف.. والمرشحون سيبتعدون عنهم ولن يقبلوا دعمهم حتى لا تتأثر شعبيتهم
الإثنين، 10 مارس 2014 05:33 ص
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الجماعة
تنحاز للعنف