سلطت صحيفة "الفينانشيال تايمز" البريطانية، اليوم الخميس، الضوء على الأزمة الأوكرانية المشتعلة فى البلاد، وكيف أن اليوم الذى كان من المفترض أن يكون نقطة بداية للوصول لحل سلمى لتسوية الأزمة تحول إلى بداية جديدة من التصعيد الأمنى ضد المتظاهرين.
وأوردت الصحيفة على موقعها الإلكترونى فى وصفها للمشهد الأوكرانى أن السلطات الأوكرانية بدأت فى اليوم، الذى كان من المفترض فيه أن تتم محادثات برلمانية بخصوص التعديلات الدستورية التى هى ملحة من أجل الوصول لتسوية سلمية للأزمة المشتعلة واستعادة النظام الطبيعى فى البلاد، مرحلة مأساوية جديدة من التصعيد الأمنى ضد المتظاهرين فى اشتباك وصف بالأعنف منذ اندلاع المظاهرات بالبلاد.
وأضافت الصحيفة، أنه يوجد إجماع كبير، سواء داخل أوكرانيا وخارجها، بضرورة البحث عن الحل الأمثل بالمفاوضات وليس بالقمع الأمنى، وأن الدستور، الذى يوجد به مواد تزيد من سلطات الرئيس، التى أقرتها المحكمة الدستورية عام 2010، والتى لا تلتزم بالمعايير الأوروبية، وأن هذا الدستور يجب أن يعدل بمشاركة الجميع، ليس لإنقاذ البلاد من الانزلاق للاستبداد فحسب، ولكن لكبح جماح أى رئيس قادم تسول له نفسه ممارسة أى نوع من الديكتاتورية.
وتابعت الصحيفة، أن المعارضة ترى أنه لا مفر من رحيل الرئيس الأوكرانى فيكتور يانكوفيتش لأنه أساء استخدام السلطة وبذل كل ما بوسعه من أدوات قمع وسجن لكل معارضيه، وأنه يجب بمجرد الانتهاء من تعديل الدستور، يجب على الفور الدعوة لانتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة فى انتقال سلمى وديمقراطى للسلطة، وهو الأمر الذى لا يريده يانكوفيتش لأن ذلك يعنى تمهيد الطريق لرحيله بشكل شرعى عن حكم البلاد.
ولفتت الصحيفة إلى أن الأيام القادمة ستضع يانكوفيتش أمام خيارين لا ثالث لها: إما التفاوض أو العمل على زيادة موجة القمع، اعتمادًا على الأرصدة السائلة من البلد المجاور روسيا، حيث تعهد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بتقديم كل الدعم للحكومة الأوكرانية واستعداده تقديم قرض يصل لـ15 مليار دولار، بشرط العمل بشكل ممنهج لسحق المعارضين فى الشوارع، وأن تصبح أوكرانيا بلدًا ديكتاتوريًا مطابقًا تمامًا للنموذج الروسى.
وفى وصفها للعلاقات بين أوكرانيا وروسيا، ذكرت الصحيفة، أنه ليست اللغة أو التاريخ أو الثقافة هى أهم العوامل المشترك التى تجمع الدولتين كما يدعى بعض المحللين، بالقدر الذى يمثله التبادل التجارى من الدولتين مع الاتحاد الأوروبى، ولكن بوتين لديه رؤية إمبريالية كبرى للاتحاد الأوراسى أن يكون منافسا للاتحاد الأوروبى، مستغلا بعض القضايا للمجتمع المحافظ مثل معارضة حقوق مثليى الجنس.
فينانشيال تايمز: أوكرانيا تحول بداية حل الأزمة ليوم جحيم
الخميس، 20 فبراير 2014 05:33 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة