أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات

يا جبهة الإنقاذ.. فضوها سيرة

الأحد، 02 فبراير 2014 07:04 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حين ولدت جبهة الإنقاذ ككيان معارض لحكم جماعة الإخوان والدكتور محمد مرسى كان وجودها ضرورياً، ولدت الجبهة بعد أيام قليلة من إصدار محمد مرسى إعلانه الدستورى الاستبدادى، تحملت الجبهة عبء مواجهة مرسى وحلفه الواسع من إخوان وسلفيين وأهل وعشيرة، نجحت فى أن تكون تعبيرا حقيقيا عن معارضة القوى المدنية، دعت إلى المظاهرات فكانت الاستجابة لها قوية ومؤثرة رغم استخدام حكم الأهل والعشيرة لكل أساليب التشويه لرموزها الكبار، نظرت إليها الجماهير بوصفها استجابة لمطلبهم الدائم بأن يكون هناك جبهة وطنية مدنية واسعة بديلا عن حالة التشرذم.

أسفر مسار «الجبهة» عن إسقاط حكم مرسى وجماعته، ليس من العدل أن نعطى طرفا على حساب آخر شهادة الإجادة فى معركة إسقاط مرسى، باستثناء واحد فقط هو الشعب المصرى الذى عبر عن إرادته فمشى الجميع خلفه.

كانت «الجبهة» استجابة لظرف سياسى محدد، وها هو الظرف قد تغير، فحكم الأهل والعشيرة لم يعد موجودا، الأمر الذى يطرح سؤالا كبيرا، هل من الأصوب أن تنهى «الإنقاذ» نفسها، وتفضها سيرة؟

فى أبجديات التحالفات السياسية، أنها تقوم على برنامج محدد يتم تنفيذه فى زمن محدد، ويتنازل كل طرف سياسى مشارك عن برنامجه السياسى الأصلى، أى يعيش كل طرف بإرادة ناقصة نسبيا طوال فترة تواجده فى هذا التحالف، ومن هنا نرى تحالفات فيها يمين ويسار ووسط، يتفقون على أجندة سياسية محددة وجامعة، برغم الخلافات الأيديولوجية بينهم، وعلى هذا الأساس كان ميلاد ووجود جبهة الإنقاذ، التى شارك فيها كل من اتفق على هدف واحد هو إسقاط محمد مرسى وجماعته، وما عدا ذلك فإن الكل بقى على عهده فى الرؤى السياسية والاقتصادية والديمقراطية.

فى تفاصيل قصة بقاء الجبهة أيام حكم محمد مرسى، كانت على وشك الانفجار كلما اقتربت من أى حديث سياسى بعيدا عن الهدف الكبير والأصلى التى قامت من أجله، وعلى سبيل المثال لا الحصر كانت انتخابات مجلس الشعب التى تم الإعلان عنها وقتئذ، محطة تفجير وشيك لها، ولما أبطلت المحكمة الدستورية قانون الانتخابات، كان حكم المحكمة بمثابة تأجيل لانهيارها.

سقط مرسىفذهب الهدف الكبير الذى تأسست من أجله «الإنقاذ»، ومنذ ذهابهم لم نر الجبهة فى اختبار سياسى حقيقى وجدى، لم نرها عنوانا جامعا لمعركة وطنية جديدة، رأيناها فقط مجرد اسم يذكرنا بما كان، وتصريحات صحفية لعدد من قياداتها لزوم التذكير والتنبيه بـ«نحن هنا»، وكل هذه التصريحات تتناقض مع بعضها، فمنها من يقف مساندا للمشير «السيسى» فى انتخابات الرئاسة لو ترشح، ومنهم من يؤيد «حمدين صباحى» المهندس الحقيقى لتأسيس الجبهة، وبين الفريقين لا توجد نقطة وسط للالتقاء فى هذا الأمر، ومثال آخر يتعلق بانتخابات مجلس الشعب، فبينما الجبهة ما زالت متواجدة «اسما»، هناك أطراف منها أبرمت التحالفات من أجل خوض الانتخابات، أى أن أطرف «الإنقاذ» يعدون العدة لمنافسة بعضهم البعض، فكيف يتحدث بعض قادتها عن ضرورة استمرارها بعد ذلك؟ المنطق يقول «فضوها سيرة بقى».








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة