الكنائس والسفارات بين جحيم الإرهاب و«الفراغ الأمنى».. ثكنة عسكرية وإغلاق الطرق أمام سفارة الرياض.. ودبابة تحرس «أبوظبى».. و«الكويت» دون تأمين

الإثنين، 10 فبراير 2014 10:55 ص
الكنائس والسفارات بين جحيم الإرهاب و«الفراغ الأمنى».. ثكنة عسكرية وإغلاق الطرق أمام سفارة الرياض.. ودبابة تحرس «أبوظبى».. و«الكويت» دون تأمين جانب من تأمين السفارة السعودية بالقاهرة
كتبت - رانيا فزاع - أحمد جمال الدين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعد السفارات والكنائس والمتاحف واحدة من أكثر الأماكن المستهدفة من قبل الجماعات الإرهابية، لكن اللافت أن بعضاً من هذه المنشآت يبدو بعيدا إلى حد كبير، عن حسابات الدولة.. كيف؟ ولماذا؟

فبعد عزل الرئيس السابق محمد مرسى، ومع التهديدات التى أطلقها قياديو جماعات التأسلم السياسى، رجح خبراء أمنيون أن عمليات الإرهاب الأسود، ستستهدف المنشآت الأمنية والسفارات والكنائس، وأكد خبراء أمنيون أن القيادى الإخوانى محمود عزت أعطى تعليماته بتنفيذ بعض الانفجارات داخل البلاد، ومن بينها استهداف سفارات الدول العربية المؤيدة لخارطة الطريق مما يستلزم تكثيف التأمين حولها.

والمنطقى أنه بعد دق نواقيس الخطر، أن يكون التأمين مشدداً، فترى كيف هو الأمر على أرض الواقع؟

السفارة السعودية المتاخمة لمديرية أمن الجيزة، تحولت إلى ما يشبه الثكنة العسكرية، وتم إغلاق الطرق ووضع العديد من الحواجز الحديدية، على مسافات بعيدة من الباب الرئيسى للسفارة لمنع المرور نهائيا أمام مقر السفارة، وشمل منع المرور المشاة والمركبات حتى ولو كانت سيارة إسعاف، إلى درجة أن شهود عيان يقولون، إن أحد الضباط منع مرور سيارة للإسعاف، وهدد قائدها بإطلاق النار عليه، بعدما أشهر مسدسه فى وجهه، رغم توسل قائدها بأنه يحمل مريضا.

ليس هذا فحسب، ففى الشوارع الجانبية بالقرب من مقر السفارة، تتمركز مدرعات، كما ينتشر رجال شرطة مدعومون برجال القوات المسلحة، بالإضافة إلى الكلاب البوليسية المدربة على الكشف عن المتفجرات.

ورغم أن موقف الإمارات من دعم 30 يونيو، لا يختلف عن موقف السعودية، فإن مقر السفارة الواقع بالقرب من فندق «فورسيزون»، لم يشهد إجراءات تأمين استثنائية، إذ اقتصر الأمر على مدرعة عسكرية واحدة، تتمركز بالشارع الجانبى للسفارة.. هذا فيما اختفت سيارات التأمين كلياً، من أمام سفارة الكويت، الأمر الذى يدفع إلى التساؤل عما إذا كانت قد سقطت «سهواً» من حسابات الأجهزة الأمنية، وهو سؤال يثير سؤالا آخر ألا وهو: هل تحتمل المرحلة الراهنة «السهو والنسيان»؟

وحذر خبراء أمنيون من خطورة إقدام جماعة الإخوان على استخدام السيارات المفخخة، فى عمليات تفجير لمناطق حيوية، وقالوا، إن هذا الإجراء سيكون تطوراً نوعياً، فى فكر جماعة الإخوان، التى انتقلت إلى المرحلة الثالثة من تنفيذ مخطط إسقاط الدولة المصرية باستهداف الشخصيات العامة والمنشآت الحيوية.

اللواء حسين حمودة، الخبير الأمنى، قال: «يوجد مخطط لاستهداف سفارات الدول المؤيدة لخارطة الطريق، موضحا أن قرارات التنظيم الدولى للجماعة تؤكد نيتهم القيام بذلك» فيما أكد اللواء حسام سويلم، الخبير الأمنى، أنه تم تخصيص مليار دولار لإثارة الفتنة داخل مصر، واستهداف شخصيات وتخريب قناة السويس، وضرب أهداف داخل إسرائيل من الأراضى المصرية، قائلاً: «بعبارة أخرى نحن إزاء سيناريو هدم المعبد على رأس الجميع».

وأكد سويلم، أن استهداف السفارات جزء أصيل، فى ذلك المخطط الإرهابى، وخاصة السفارات التى ساندت، ودعمت مصر فى مواجهتها وحربها على الإرهاب، المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية.

وطالب سويلم الجهات الأمنية، بضرورة تشديد الحراسة والتأمين على السفارات فى هذا الوقت الحرج.

واتفق معه فى الرأى اللواء زكريا حسين، مدير أكاديمية ناصر العسكرية، قائلاً: بدأ تنظيم الإخوان تنفيذ المرحلة الثالثة من المخطط الذى يهدف إلى زعزعة الاستقرار والأمن الداخلى، باللجوء إلى عمليات تفجير ضد منشآت عامة وحيوية، وهناك رغبة مجنونة فى الانتقام من كل الدول التى تساند مصر فى حربها على الإرهاب.

وليست السفارات وحدها فى دائرة الاستهداف، فالخطاب الإخوانى دأب أيضاً على التحريض ضد الأقباط، عبر مزاعم خرقاء بأن الذين تظاهروا فى 30 يونيو للمطالبة بإسقاط دولة الجماعة، واستعادة الدولة المصرية، هم من الأقباط الذين حرضتهم الكنيسة، ورغم أن الأمر يخلو كليا وجزئياً من الصحة، ويمثل استمرارا لمنهج الإخوان فى الكذب والتدليس، فإن المؤكد أن ثمة احتقاناً فى نفوس قطاع كبير من مؤيدى المعزول، إزاء الأقباط، مما يستلزم تشديد الإجراءات الأمنية حول الكنائس.. فما حجم إجراءات تأمين الكنائس وهل تتفاوت من كنيسة إلى أخرى؟

ففى «العمرانية» حيث تقع «كنيسة العذراء»، ثمة إجراءات تأمين مشددة، تشمل وضع حواجز حديدية، على مسافة بعيدة من الباب الرئيسى، مع السماح بمرور السيارات والمشاة أمامها، بالإضافة إلى تشديد إجراءات الدخول للمبنى، بالوقوف أمام الباب الرئيسى للتحقق من هوية الزائرين والاطلاع على البطاقة الشخصية، ولم يعد المترددون على الكنيسة يتبرمون بهذه الإجراءات، فهم يعتبرون أنها ضرورية لحماية المبنى من جماعات العنف.

على أنه خلافا للكنيسة، لم يحظ المعهد الكاثوليكى أو ما يعرف بـ«الدير» عند أهالى العمرانية ويبعد عن كنيسة العذراء بعدة شوارع، بالتأمين المناسب، وبوسع المارة أن يروا بأعينهم حجم العبارات المسيئة والمشوهة على جدرانه، مما خطت أيادى مؤيدى المعزول.

وشكا بعض العاملين لـ«اليوم السابع» من عدم وجود تأمين للمعهد، رغم مرور العديد من المسيرات والمظاهرات من جانب أنصار جماعة الإخوان حوله، وأوضحوا أن التأمين يقتصر على المناسبات والأعياد ويختفى طول شهور العام.

لم يختلف الحال كثيرا بالنسبة لكنيسة «مارمينا» التى تقع بالقرب من سنترال العمرانية، فلا وجود لقوات الأمن أمامها، وهو الأمر الذى يثير حفيظة الأهالى، الذين أكدوا ضرورة قيام وزارة الداخلية بتأمين الكنائس حتى تغلق الطريق أمام جماعة الإخوان نحو صناعة فتنة طائفية تزيد الطين بلة.

كما اختفت قوات التأمين من أمام الكنائس بمناطق عين شمس والمطرية، فأمام كنيسة الأنبا يوحنا بالمطرية، لا يوجد شرطى واحد، وإذا أردت أن تدخل للكنيسة فليس عليك إلا أن تطرق أبوابها، ليقابلك الأنبا يوحنا وإذا سألته عن الحالة الأمنية، وهل يرغب فى تشديد الإجراءات؟.. يرد قائلاً: «لا نحتاج لقوات التأمين فنحن فى حماية الله، بيوت ربنا هو اللى بيحميها».

كلمات الأنبا يوحنا أكدها بقية العاملين بالمنطقة قائلين: نحن فى حماية الرب، ولا نحتاج تأمينا من أحد.

الأمر نفسه ينطبق على كنيسة الشهيد مار جرجس بعين شمس، التى اختفت كل سبل التأمين من أمامها، وعندما حاولنا الدخول وجدنا مجموعة من العاملين يتجمعون بوسطها دون أى وجود للشرطة.

وحذر العميد خالد عكاشة، الخبير الأمنى، من تحول منهج جماعة الإخوان الإرهابى إلى الهجوم المنظم على الكنائس، ذلك أن الجماعة ستستفيد فى حال تفجر العنف وعصفت بمصر رياح الطائفية السوداء، موضحا أن الاعتداء على كنيسة العذراء بأكتوبر مؤخرا يجب ألا يقرأ باعتباره حادثاً منفرداً. وطالب عكاشة الأجهزة الأمنية بوجوب تكثيف التواجد الشرطى أمام الكنائس ووجود آلية تكفل التحقق جيداً من هوية المترددين على الكنيسة.

لمعلوماتك..

كنيسة العذراء بعين شمس:
فى عام 1967 كانت الكنيسة عبارة عن مبنى صغير يطل على شارع أحمد عصمت وكان اسمها «الملاك ميخائيل» وتم تغييره بعد ما أشيع حول ظهور السيدة العذراء لزوجة صاحب الأرض، الذى رفض إتمام البيع وعدل عن موقفه بعد ظهورها. واعتدى الإخوان على الكنيسة أثناء مسيرة مؤخرا ونتج عنها سقوط أحد القتلى من الأقباط، كما تعرضت الكنيسة لاعتداء عام 1990 بإلقاء قنبلة عليها وتبنت الجماعة الإسلامية مسؤولية الجريمة آنذاك.

كنيسة مار جرجس:
تم إنشاؤها عام 1932 عن طريق جمعية «نشر كلمة الخلاص القبطية الأرثوذكسية» وأطلق عليها الكنيسة الأم لأنها أول كنيسة تقام فى منطقة عين شمس الشرقية أو الغربية.
وتعرضت الكنيسة لهجوم من جانب أعضاء جماعة الإخوان أثناء قيامهم بمسيرة عقب عزل الرئيس السابق، مما أسفر عن سقوط قتيل وإصابة 5 آخرين.

كنيسة السيدة العذراء والملاك ميخائيل:
يرجع الفضل فى بنائها بالوراق إلى إحدى السيدات المشهورات فى المنطقة باسم المقدسة شفيقة التى تبرعت بالأرض وافتتحها الراحل البابا شنودة فى 18 إبريل عام 2000، وعرفت الكنيسة بقيام الأهالى بإشعال الشموع فيها من أجل السيدة العذراء.
وشهدت الكنيسة مذبحة قامت بها جماعة الإخوان أواخر العام الماضى، عندما هاجم مسلحان يستقلان دراجة نارية حفل زفاف ما أسفر عن 4 وفيات بينهم طفلة و16 إصابة.














مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة