أكرم القصاص - علا الشافعي

جمال المتولى جمعة يكتب: تجربة فريدة يجب أن نتعلم منها

الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014 08:02 م
جمال المتولى جمعة يكتب: تجربة فريدة يجب أن نتعلم منها شعب الصين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عانت الصين من القهر والتخلف بسبب الاستعمار الغربى على مدى ثلاثة قرون وانتصرت ثورة الشعب الصينى عام 1949 بقيادة ماوتسى تونغ، وكانت نسبة الأمية فيها 80 % من عدد السكان وتعانى من تفشى الجهل والفقر والبطالة، ولكنها انطلقت فى عام 1978 م بفضل زعيمها دينج شياو بينج، واستمر على نهجه من جاء بعده نحو التقدم والتنمية واستطاعت بعد ربع قرن أن تصبح قوة اقتصادية عظمى تنافس أمريكا على قيادة العالم. إن تجربة الصين تجربة رائدة وفريدة من نوعها استطاعت تخليص ربع سكانها من دوامة الفقر والتخلف بتوظيف العنصر البشرى توظيفا صحيحا من خلال تنفيذ البرامج التدريبة للكوادر الشبابية، وإرسال بعثات تعليمية إلى الدول المتقدمة للاستفادة من تقدمها العلمى والتكنولوجى. وحققت الصين معجزة اقتصادية كبرى فى فترة وجيزة بالرغم من عدد سكانها الذى يتجاوز 1,4 مليار نسمة، واستطاعت من خلال المشروعات الصغيرة والقروض طويلة الأجل أن تحد من مشكلة البطالة فحولت منازل الصينيين إلى ورش صغيرة، مما ساعدها على تخفيض تكلفتها الإنتاجية، وبالتالى رفع القدرة التنافسية فى الأسواق العالمية فانخفض العجز وقلت نسبة البطالة مما أدى إلى تحسن محلوظ فى مستوى دخل الفرد وأصبحت الصين محط إعجاب العالم ولا تقل كفاءة عن الدول الغربية المتقدمة وطورت صناعة القطارات والسيارات وأحدثت طفره تكنولوجية علمية فى جميع المجالات فصارت عملاقا تجاريا يحتل المركز الخامس على مستوى العالم. وتدفقت إليها الاستثمارات الأجنبية المباشرة من كل حدب وصوب إلى أن وصل الاستثمار إلى أكثر من ألف مليار دولار وأصبحت أكبر مستقبل للاستثمارات فى العالم بعد أمريكا، وطورت القطاع العام وأنشأت المناطق الحرة وحولت القطاع الزراعى الضخم إلى قطاع منتج والتف الشعب حول المشروع القومى التقدمى لمواجهة البطالة والفقر. فشجعت الاستثمارات الأجنبية وطورت الصناعات الصغيرة واستطاعت الحكومة الصينية إدارة الموارد البشرية وأحسنت استغلالها أحسن استغلال بطريقة مبتكرة، مما أدى إلى زيادة الإنتاج فجعلت من الزيادة السكانية ميزة وليس عائقاً للتنمية فجعلت الهيكل الإنتاجى للصين أسرع وأعلى معدلات النمو فى العالم وحققت زيادة فى معدلات الإنتاج والتصدير والتطوير العلمى التكنولوجى وحققت طفرة صناعية وتنموية كبيرة فى فترة وجيزة. لم تتنازل عن الأرض للمستثمرين وأخذت بنظرية أرض الصين للصين والمستثمر الأجنبى له الحق أن يحقق أرباحا من نشاطه، وليس أن يقف على أرض صينى ويقول هذا أرضى، فالدولة الصين موحدة متعددة القوميات والديانات والعرقيات فبها 56 قومية، ولكنها بفضل وعى الشعب وتوجه نحو هدف واحد هو تقدم الصين. ومن أسرار تقدم الصين وتهيئة المناخ الملائم لأصحاب الخبرة والكفاءة العلمية واختيار الأكفأ فى إدارة الشركات بظرف النظر عن جنسيته، مما شجع الخبراء الصينين المهاجرين من العودة إلى بلادهم للإسهام فى تنمية الصين وتقدمها العلمى. ورفضت القيادة الصينية استيراد التكنولوجيا الجاهزة من الآخرين حتى لا يظل المجتمع متخلفا وتابعا للآخرين فقامت بزيادة مرتبات العاملين فى مجال البحث العلمى ومنحت كل صاحب اختراع نسبة من عائد التسويق. تميزت بالتركيز على دور التعليم والبحث العلمى وتعزيز ثقافة الابتكار والإبداع فى التنمية البشرية، واعتمدت على رؤية إستراتيجية شعارها إنعاش الصين من خلال العلوم والتكنولوجيا والمعرفة وتعزيز التعليم المهنى وتوسيع التعليم العالى واستئصال الأمية واعتبار التعليم والمعرفة استثمار منتج وتأهيل عدد كبير من الكوادر العليا لقيادة إدارة البحوث وتحديث وتطوير القدرات الابتكارية. إن النجاح والتقدم يأتى نتيجة للعمل الجاد والتخطيط الدقيق الذى بدونه لا يصبح الإنسان مبدعا وناجحا ومتميزا. إن تجربة الصين الرائدة لم تتحقق بالصدفة وولا بالشعارات ولا بالعود البراقة إنما بالعمل الجاد المخلص والقيادة الرشيدة التى حشدت الشعب وراءها لتحقيق التنمية والتقدم. ما أحوجنا إلى أن نتعلم من الصين درس الاصطفاف حول مشروع التقدم القومى حتى نخرج من عنق الزجاحة إلى رحاب التنمية والتقدم التكنولوجى.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

على زيدان

تجربة فريده

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد عزيز

الصين دولة كثيفة السكان

عدد الردود 0

بواسطة:

عبدالهادى شحمة

الصين دولة عملاقة

عدد الردود 0

بواسطة:

كمال المالح

دولة المليار نسمة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة