فؤاد قنديل: عميد الأدب العربى رائد التنوير الأول

قال الكاتب الكبير فؤاد قنديل، إن طه حسين معلمى المباشر وأحسبه معلم كل الأجيال على مدى مائة عام، وله التأثير الأكبر فى كل المثقفين والثوار والأحرار، ودوره فى دفع حركة التنوير يفوق كثيرا دور لطفى السيد.

وأوضح قنديل، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع" أن فى عام 1954 اكتشفت روعة الأدب على يديه ومن نافذ قلمه، فقد حاولت قراءة الصحف لمتابعة ما يجرى فى الساحة السياسية بعد إطلاق النار على عبد الناصر فوقعت عينى على مقالة له فاجتذبنى أسلوبه، وواصلت القراءة له فإذا بى لا أستطيع فراقه وانتقلت إلى كتبه وأولها الأيام، ثم دعاء الكروان وشجرة البؤس والمعذبون فى الأرض وأديب، وكلها فى باب الرواية والقصة إلى أن قرأت له كتاب "قادة الفكر" وهو عن رواد الفلسفة اليونانية.

تابع، قنديل، إن ما عرضه طه حسين عن سقراط وأفلاطون وأرسطو هو ما دفعنى للولع بالفلسفة التى كان لها التأثير الأكبر فى تشكيل رؤيتى للعالم.

وأكد قنديل، أن دور طه حسين مثل راع للحركة التعليمية خاصة الجامعية وكذلك المؤسسات الثقافية وحرصه على تأسيس المراكز الثقافية كشفت عن رؤيته التنويرية العريضة وآفاق فكره الفسيح، وقد تجلى ذلك فى انتهاجه لفلسفة الشك الديكارتى الذى كان أداته الأولى فى زلزلة الأفكار المتخلفة والمعتقدات الجامدة التى أثارت الجميع ضده، ولكنه كان ثابت الأركان قوى الحجة يواجه كل رأى هش مزعزع البنيان بمنطق علمى صلب.

وأضاف قنديل، أن عميد الأدب العربى ضحى من أجل أفكاره الموضوعية ومنها رفضه وهو رئيس جامعة لمنح الدكتوراه الفخرية لرجال السياسة حتى فصل، ودعوته أن يكون التعليم للمصريين كالماء والهواء، وله فى دفع الشباب الجدد للبحث مواقف عظيمة منها موقفه ضد وزير التعليم الذى رفض الموافقة على ابتعاث محمد مندور إلى أوروبا لأنه ذو نظر ضعيف وأصر على سفره ليعود مندور الذى أصبح أهم نقاد العربية.

وأشار قنديل إلى أن الحديث عن المعلم الأول لا ينتهى ولا يتوقف، ولذلك ألححت منذ نحو عشرين عاما أن يكون يوم الأديب هو يوم مولد العميد فى 14 نوفمبر من كل عام ولا زلت أدعو لذلك، وأرجو أن يتبنى الفكرة تلميذ من تلاميذه النجباء وهو جابر عصفور وأن يسعى لدى الرئيس السيسى كى يستجيب لدعوتى بتخصيص يوم الأديب فى يوم ميلاد طه فمن له قامة تعلو فوق قامة المعلم الأول.