مانديلا.. الطريق الطويل للسلام

حنان شومان تكتب من على مقعد المشاهد: مانديلا.. الطريق الطويل للسلام

الخميس، 23 يناير 2014 04:42 ص
حنان شومان تكتب من على مقعد المشاهد: مانديلا.. الطريق الطويل للسلام نيلسون مانديلا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كثر الحديث فى مصر عن مانديلا منذ قيام ثورة يناير فالبعض راح يتحدث عن طريق مانديلا للمصالحة فى جنوب أفريقيا جهلا أو تزّْيدا فلا نحن جنوب أفريقيا ولا مصالحتهم تليق بالفساد، ومن الغريب أن سيرة مانديلا لم تنقطع فى مصر حتى بعد أن بَعُدَ الحديث عن المصالحة بل راح بعض من جماعة الإخوان يردد أن مرسيهم هو مانديلا مصر وفى ذلك جهالة أكبر وتزيد أعلى من الحديث عن المصالحة، فلا مرسى يصلح لدور مانديلا ولا أظن أن مانديلا كان يرضى بأن يحمل لقبه مرسى، وعلى كل حال فإن بعضا من هذا الحديث ربما كان هو المنغص الوحيد على وأنا أشاهد فيلم «الطريق الطويل للحرية» الذى يحكى بعضا من قصة مانديلا.

من مذكرات خاصة كتبها عام 1995 الراحل نيلسون مانديلا بنفس العنوان «الطريق الطويل إلى الحرية» تم صناعة فيلم إنجليزى ليحكى قصة أو بعض من قصة حياة الزعيم الذى ألهم العالم التسامح، أخرج الفيلم الإنجليزى جاستن شادويك وقام بالبطولة إدريس ألبا فى دور مانديلا وناعومى هاريس فى دور وينى مانديلا، يحكى الفيلم عن بدايات صراع مانديلا

ورفاقه فى شبابهم ضد التفرقة العنصرية بصورة سلمية آنذاك إلى أن تحول صراعهم للعنف حين لم يجدوا أذنا تسمع أو عين ترى ويدخل مانديلا السجن بعد اعترافه بالقيام بأعمال اعتبرها الحكام إرهابية وهناك يقبع فى سجن انفرادى منذ عام 1964 وتكمل زوجته وينى الحرب ضد العنصرية ومحاولة إطلاق سراح زوجها والسماح لها بزيارته ويتطور الصراع إلى أن يتم إطلاق سراح الرجل الذى تحول إلى زعيم فى عيون العالم وهو داخل أسوار سجنه

وذلك عام 1980 بعد 27 عاما من الغياب فى السجن ويتولى لأول مرة رئاسة البلاد رجل أسود ولكنه صار حكيما فقد نزع فتيل الحرب الأهلية عن بلاده حين طالب السود بأن يسامحوا البيض على جرائمهم حتى لا يكونوا مثلهم ويتعايشوا كشعب واحد.
قصة حياة ذلك الرجل كانت موحية للسينما فهذا هو الفيلم السادس الذى يتناول جانبا من حياته، ورغم هذا يظل ماديبا أو مانديلا كما هو معروف عالميا يحتمل أفلاما أخرى تُصنع عنه، ذلك لأن مانديلا لم يكن فردا ولكنه كان تجسيدا لصراع الإنسان وهو جوهر كل الأعمال الفنية.

نحن عادة كبشر نريد أن ننفض كل نقائص من نعتبرهم زعماء وتلك إحدى مشكلات تناول شخصية مانديلا فبقدر حكمة الرجل بقدر ما كان بشرا له خطاياه التى لم يتعرض لها الفيلم كثيرا فهو شخصيا كان عنيفا مع زوجاته وكان زير نساء، ورغم أنه كان أبا لكل جنوب أفريقيا إلا أن علاقته بأبنائه لم تكن على ما يرام حتى وفاته، حتى علاقته بزوجته وينى وشريكة كفاحه شابها اللغط واعتبر كثيرون أنها خانته بينما قد يكون للحقيقة وجه آخر.

الأجيال تتعلم من القادة ومن الحكايات التى يحكيها الآباء لأبنائهم عمن سبقوهم، ولكن هل إذا ذكرنا نقائصهم نكون أفسدنا الذكرى والحكمة، أم أن ذكر النقائص يعلم البشر أن لكل منا مائة وجه وليس هناك من بشر معصوم من الخطأ،

وأنه كما يجب أن نتعلم من الملهمين المحاسن نتعلم منهم الأخطاء فمانديلا نفسه حمل السلاح يوما فى وجه من ظنه عدوه ولكنه حين كبر وتعلم وعركته الحياة وقف فى مشهد فى الفيلم مواجها الشباب الأسود الغاضب يقول لهم إن العنف لن يصل بهم إلا لمزيد من القتل والتسامح هو الطريق الوحيد للسلام وهو ربما أهم ما فى حياة مانديلا وحياة البشرية.

ومن عجائب القدر أن تكون وفاة مانديلا فى ذات اللحظة التى كان يُعرض فيها الفيلم عرضه الأول فى لندن بحضور ملكى للأمير ويليام وزوجته كيت وكل فريق عمل الفيلم وكذلك ابنتيه اللتين تركا العرض عند سماعهما الخبر وتم إلغاء الحفل الذى كان مقررا بعد العرض.
يموت البشر وتذهب نقائصهم ومحاسنهم معهم للقبر ولكن تبقى الأفكار التى جاهدوا من أجلها لو كانوا أخيارًا ليحملها من يأتى بعدهم من أجيال

ومانديلا سيظل رمزا وحلما وأملا فى سلام ووئام وملهما لعشرات من أعمال فنية أخرى لم تُنتج بعد.

للمزيد من أخبار الفن..

جيسيكا ألبا رائعة بأزياء Blumarine

على إدريس: لم أرشح أحدا لـ "تفاحة آدم"

بالصور.. الجسمى يستضيف فنانى مصر بمنزله أثناء حضورهم مهرجان الجميرة





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة