لوموند : أردوغان يهدم ما بناه بمحاولته التستر على الفساد والرشوة

ذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن رئيس الوزراء التركى "رجب طيب أردوغان" يهدم ما بناه على مدار السنوات العشر الماضية، بمحاولته تغطية ملف الفساد والرشوة الذى كُشف عنه قبل شهر.

وأفردت الصحيفة مساحة على صدر صفحات عددها الصادر السبت، لتناول الأزمة السياسية التى تعيشها تركيا حالياً، عقب الكشف عن فضيحة الفساد والرشوة ؛ إذ لفتت إلى أن حكومة أردوغان يُنسب إليها، على مدار العقد الماضى، العديد من الإنجازات، منها جعل تركيا واحدةً من البلدان التى يُضرب بها المثل فى مجال النهضة الاقتصادية، إضافة إلى إنهاء تدخل الجيش فى السلطة، ومحاولة حل مشكلة الأكراد، والتقارب مع الاتحاد الأوروبى للحصول على العضوية الكاملة به.

وأضافت الصحيفة، فى مقالها الذى حمل عنوان "مباراة أردوغان الطويلة فى تركيا"، أن دولة القانون كانت هى الضحية الأولى للصراع الدائر فى الوقت الراهن فى تركيا، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء التركى بدأ يسير فى منعطف خطير من الاستحواذ على السلطة فى قبضته منذ عام 2011.

وألمحت الصحيفة إلى أن أردوغان يخاطر الآن بكافة نجاحاته السياسية، بسبب ما وصفته بـ"حالة السُكر" التى سيطرت عليه لبقائه فى السلطة لمدة طويلة، مدعية أن أردوغان يبذل قصارى جهده من أجل التستر على فضيحة الفساد والرشوة التى تتولى النيابة العامة فى إسطنبول التحقيق فيها.


وأفادت الصحيفة بأن أردوغان بدأ يلجأ، خاصة فى السنوات الأخيرة، إلى "فزّاعة" المؤامرات الداخلية والخارجية للخروج من الأزمات التى تواجهه حتى ولو كانت تلك الأزمات محدودة، منوهة إلى أنه لم يعد يحتمل أى صوت يعارضه داخل تركيا، كما تابع الجميع فى أحداث متنزه "جيزى بارك" فى إسطنبول صيف العام الماضي، بحسب وصفها.

واختتمت الصحيفة مقالها بقولها " إن أردوغان عليه أن يعلم – بصفته لاعب كرة قدم سابق - أن أفضل مسيرة للقائد فى حياته هى المسيرة التى لا تستمر إلى ما لا نهاية".