وسط أزقة حارة اليهود الضيقة، اتخذت عائلة "الشيشنجى" من خان أبو طاقية مركزاً لمهنتهم التى ورثوها لأجيال متعاقبة، هجروا خلالها "صنعتهم" الأصلية فى محلات "الصاغة"، بعد أن تعلموا أصول "الشيشنجية" من اليهود المصريين الذين عاشوا فى الخان لفترة طويلة.
حكايات كثيرة عن المهنة يرويها "إيهاب الشيشنجي"، 43 سنة، وريث العائلة والذى يعمل أيضاً فى هذه المهنة منذ نعومة أظافره، حيث لم يبرح ورشة أجداده إلا فى وقت العطلات الرسمية: "عيلتى أصلها جواهرجية دهب وفضة ولما الشغلانة بقت فيها ناس كتير عملوا ورش لوزن الدهب هنا فى خان أبو طاقية وبعدها بقوا هما أساس الصنعة اللى اتسمت باسمهم".
الفترة بين وصول سبيكة الذهب إلى الورشة تخضع لمرحلة تنقية من الشوائب حتى تكون صالحة للتشكيل، وهو دور "الشيشنجى" الذى يفصل الشوائب من قطعة الذهب، وهو ما يسمى بعملية "التطهير"، حيث يسلط نار شديدة على السبيكة ليتحول الذهب إلى سائل يسمى "ذهب حل" ثم يوضع فى سبائك: "بتيجى سبيكة الدهب من الورشة بحطها على ميزان حساس اسمه الكداب وبعدين بقسم الجرام على 100 ألف علشان يتحلل وبطلع منه نسب الفضة والمعادن التانية ليخرج صافى الدهب البندقى".
ورغم أن "الشيشنجى" حرفة امتهن بها كثيرون من أهالى خان أبو طاقية، حيث ورش ومسابك الدهب والفضة، لكن أضحت فى طريقها إلى الزوال بسبب الصعوبات التى يتعرض لها أصحاب ورش مسابك التراب فمعظمهم يفكر فعلياً فى هجرتها نتيجة موجة استيراد المشغولات الذهبية من الخارج، والظروف غير الصحية التى يعمل بها أصحاب المهنة، ما تسبب فى تراجع العمالة، وبحزن شديد يقول وريثها "إيهاب الشيشنجى": "يعنى لو المسابك قفلت أنا هعمل إيه هحاول أغير نشاطى طبعاً لحاجة تانية عشان أعرف أكل عيش أنا والناس اللى شغالة معايا من زمان".
لمزيد من أخبار المنوعات..
"الشبّة".. الحل الأمثل لإزالة رائحة العرق الكريهة بطريقة طبيعية
بالصور.. اصنع تقويمًا خاصًا لمكتبك من غلاف الـ "CD"
حمل أى أغنية من Sound Cloud بكل سهولة على متصفح "فاير فوكس"
آخر "الشيشنجية": استيراد المشغولات الذهبية يُهدد المهنة بالانقراض
الأحد، 19 يناير 2014 02:03 م
إيهاب الشيشنجى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة