كان عام 2013 عاما ممتلئا بالمعارك الملتهبة شهدها الوسط الثقافى فترة حكم الإخوان المسلمين فهو العام الذى شهد إرادة الشعب المصرى فى الحفاظ على هويته الثقافية حتى يحسب عام 2013 عام المعارك الثقافية بامتياز بين شعب يأبى تهميش ثقافته وتشويهها وجماعة تأبى إلا أن تفرض سيطرتها على العقلية الثقافية المتنوعة ليتحقق الانتصار فى النهاية لإرادة الشعب بأوساطه البسيطة الثائرة ونخبه التى أصبحت على قدر كبير من المسئولية لتزيح هذا الستار المعتم الذى انسدل على 2013 من بدايتها حتى سقوط حكم الإخوان المسلمين فى يونيو.
شهد عام 2013 معارك عدة منها محاكمات بازدراء أديان كان أعلاها صيتا اتهام الروائى الكبير يوسف زيدان بازدراء الأديان عن كتابه "اللاهوت العربي" فى مطلع العام ففى شهر فبراير حققت نيابة أمن الدولة العليا مع الروائى الكبير فى جلسة تحقيق استمرت 6 ساعات فى جملة اتهامات وجهها له مجمع البحوث الإسلامية فى دعوى كانت أقيمت ضده منذ عامين وتم تحريكها من قبل مجمع البحوث الإسلامية خلال حكم الإخوان المسلمين وكان نص الاتهام " ترويج أفكار متطرفة من شأنها إثارة الفتنة بين الناس، وبلبلة أفكارهم وزعزعة معتقداتهم،استنادا إلى وقائع مادية، ونصوص واضحة جلية من كتاب اللاهوت العربي" وهى التهمة التى تقوده من أيسر الطرق للحبس بتهمة ازدراء الأديان.
من نفس ذات الطريق السهل لتجريم المبدعين تلقى الروائى كرم صابر تهمة ازدراء أديان شبيه وذلك عن روايته " أين الله " وهى القضية التى قضت فيها محكمة بنى سويف بالحبس خمس سنوات وما زالت القضية تحت قيد الاستئناف والطعن.
لم تتوقف الاتهامات بازدراء الأديان عند أرباب الكلمة ففنانى الكاريكاتير نالوا نفس القسط من الاتهام والتشهير، وهو ما أطل بظلاله على الفنانة دعاء العدل صاحبة الرسومات الكاريكاتيرية الجريئة التى انتقدت فيها الإسلاميين فترة حكمهم لمصر.
ومن المفكرين لشوارع مصر وميادينها، فقد تلقى شارع النبى دانيال بالإسكندرية هجوما غازيا من أنصار جماعة الإخوان المسلمين العاملين بمبنى البلدية، حينما تعرض الشارع لهدم أكشاك بيع الكتب والتعدى على البائعين فى هجوم وصفته مانشيتات الصحف بــ"مذبحة الكتب" بالإسكندرية وهو ما ذكر باستهداف المتطرفين والظلاميين فى بغداد باستهداف شارع المتنبى الذى يعتبر كبعض شوارعنا شريان للثقافة فى المدن العربية.
ومن استهداف الشوارع لاستهداف التماثيل، وتمثال طه حسين كان اشهر التماثيل التى ذبحت فى حكم الإخوان المسلمين، فقد قام بعض المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين بقطع رأس تمثال طه حسين بمسقط رأسه فى محافظة المنيا ونتساءل ماذا لو كان طه حسين حيا كيف كان سيتعامل معه أنصار جماعة الإخوان المسلمين الرافضة لأفكاره المستنيرة المتسعة شرقا وغربا وليست المتوقفة عند حدود الدولة والهوية الإسلامية.
ونكتة الشارع الثقافى عام 2013 تغطية صدور وأرداف بعض التماثيل الرومانية فى الإسكندرية والتى اعتبرها السلفيين المنتشرين بالمحافظة مثيرة للفتنة والغرائز.
وختام عام 2013 كان جريمة تخوين مباشرة لجماعة الإخوان المسلمين حين كشف الزميل الصحفى بلال رمضان تسريب وثائق تتعلق بالأمن القومى من مبنى دار الكتب والوثائق فى فترة حكم الإخوان المسلمين منها وثائق تتعلق باليهود وهو ما رجح له بعض الباحثين أن تكون الجماعة أعدت صفقة مع إسرائيل لتسريب الوثائق لها عن حب وطيب خاطر.
موضوعات متعلقة:
انفراد.. تسريب وثائق «أمن قومى» من دار الكتب القومية.. أصابع الاتهام تشير إلى رئيس دار الكتب الإخوانى السابق وخبراء يتخوفون من تبديد الوثائق أو وصولها إلى إسرائيل وتركيا
لمزيد من أخبار الثقافة..
"الأراجوز والآلات الشعبية" فى احتفالات العام الجديد بالسحيمى
العرض المسرحى "فراجيل" على مسرح مركز الإبداع الفنى
جلال السعيد يطالب وزير الآثار بتنظيف آثار القاهرة القديمة وإنشاء سور حولها
اقرأ أيضاً..
"بصيرة": "السيسى" أفضل شخصية سياسية مصرية لعام 2013.. ووزير الداخلية أفضل وزير بنسبة 11%.. واعتبار تفجيرات الدقهلية أسوأ حدث بنسبة 39%.. و"الوفد" أفضل حزب سياسى بنسبة ضئيلة 4%
كريم عبد السلام يكتب: الاستعمار هو الاستعمار
بالفيديو.. إغماء عامل بشركة سيمو للورق خلال وقفتهم أمام “الوزراء”
بالصور.. نشطاء يتداولون آخر طرق الدعاية للفرق المشاركة فى كأس العالم 2014
بالفيديو.. "ديلى ميل" تبرز مشوار صلاح مع المقاولون وتتجاهل بازل
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة