جلس على كرسيه الخشبى البسيط، متكئًا على حائط أحد المحلات الموجودة بشارع نوبار بمنطقة وسط البلد، ينظر إلى المارة بانتباه أملا فى أن ينحرف أحدهم عن طريقه ليتوقف أمام لوحه المعروضة على الأرض، طامعا فى أن تعجبه ليشتريها.
سيد بدوى أو سيد صورة كما يفضل أن يطلق عليه، الرجل الخمسينى الذى جلس بجوار صوره وبوستراته وبورتريهاته يتناول كوب شاى ساخن، يقضى به على الصداع الذى أحدثته ضوضاء السيارات التى تعبر فى الشارع بجواره، منتظرا رزقه فى أن يبيع أحد هذه البورتريهات أو البوسترات، يقول سيد صورة لـ"اليوم السابع": "أنا برسم لوح من زمان من أكتر من 25 سنة، وبقالى هنا فى فرشتى دى أكتر من 20 سنة، بس زمان كنت برسم لوح زيت وببيعها لأن زمان الدنيا كانت رخيصة وهادية والناس كانت بتحب الفن وبتهتم بيه، لكن اليومين دول الحال واقف علشان الأحداث والناس مش لاقية تاكل، فمحدش هيفكر أصلا يهتم بالفن علشان محدش معاه فلوس واللى معاه مش هيجى طبعا يشترى من على الرصيف هيشترى أكيد من محل، دا غير أن الأحداث اللى حاصلة ضربت السياحة، والسياح بطلوا يجو مصر بعد ما كانا بنسترزق من وراها لقمة عيش زى الفل، بس الحمد لله ربنا بيرزقنا بقوتنا وقوت عيالنا".
سيد لجأ إلى طريقة جديدة للقضاء على ركود الفن الذى تشهد مصر هذه الأيام، خاصة بسبب ارتفاع أسعار الخامات يقول "كنت زمان بعمل لوح زيت بس لقيتها غالية، فقررت أرسم اللوح وبعد كده بطبعها بنر لأن طباعة البنر أرخص بكتير من اللوح الزيت، ده غير أنه بيساعدنى أنى أطبع أكتر من لوحة بنفس الشكل وبتكون بأسعار رخيصة، فقررت أعمل الفكرة دى وأطبع الصور اللى برسمها وببيعها بسعر أقل، بس بردو الحال مريح، فجبت شوية مناظر طبيعية وصور أطفال، وأهو أى حاجة تجيب رزق".
وتترواح أسعار الصور بين 70 جنيها للبورتريه الذى يرسمه سيد كلوحة زيتية، أما البورتريهات التى تكون مطبوعة على بنر فيبدأ سعرها من 10 جنيهات حتى 30 جنيها حسب الصورة وحسب المساحة، ويضيف سيد" فى بوسترات أنا بطبعها وبعد كده بزودها بمسحة ألوان يعنى بزودها ألوان على ألوانها فدى بتديها شكل جديد، ويضيف أنا كان نفسى أعمل معرض لصورى بس الحال على القد، بس ربنا يقدرنى وإن شاء الله أعمله".
"سيد صورة" من فنان لبائع على الرصيف.. "لأن أكل العيش مر"
الجمعة، 06 سبتمبر 2013 02:16 م
سيد صورة بجوار بورتريهاته
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
اسلام
فنان