أعلن فى إسطنبول اليوم، عن تأسيس اتحاد الديمقراطيين السوريين، من قبل أبرز شخصيات المعارضة السورية المستقلة، والتى تنضم إلى مختلف تنظيمات المعارضة السورية من مثل الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية، والمجلس الوطنى السورى، والتنسيقيات والأحزاب الديمقراطية، وبحضور أكثر من ٣٥٠ شخصية.
وقال المعارض السورى، ورئيس الكتلة الديمقراطية فى الائتلاف الوطنى، ميشيل كيلو، فى كلمته الافتتاحية "اليوم كلنا جميعا على اقتناع بأن هذا الجيل سيقدم لنا فكرة، واعتقد أن وجود العدد الكبير من المندوبين بينكم يدل على أن العقل الثورى الجديد للثورة، بدأ يعمل ويعبر عن نفسه بشكل ديمقراطي".
وأضاف "هناك عملية أكل واستنزاف وتحطيم للقوى التى نشأت فى الثورة، سواء كانت قوى سلمية أو مسلحة، وعلى رأسها الجيش الحر، الذى خرج ضباطها من سلك العبودية الأسدى، من قبل تنظيمات نشأت باسم الثورة، لتحل محلها تنظيمات تستغل شعار إسقاط النظام، لإقامة نظام لا يقل استبدادية عن النظام الحالى".
وأوضح قائلا إن "معركتنا ليست الآن، بل يجب أن تكون لاحقا، إلا أن هذه التيارات تفرض علينا هذه المعركة، وبدأت تتغلغل داخل الواقع السورى، وخلق تشكيلات لإلغاء كل ما فى المجتمع، وتدمير ما لم يدمره النظام".
وذهب كيلو إلى أن "تآكل القوى الحزبية التى نشأت مع الثورة، سيأخذ البلاد إلى تشكيل قوى ثلاثة، النظام، وهذه التنظيمات، والقوى الديمقراطية المبعثرة، فهل يجوز أن تبقى مبعثرة، ونحن هنا لنقول لا، ولا يجب على الكتلة الديمقراطية أن تبقى خارج المبادئ التى خرجت منها، خاصة أن سقوط النظام لصالح التنظيمات أمر سيدمر الحياة المدنية فى البلاد".
ولفت إلى أنه "اليوم فى ظل الاستقطاب يكون دور الديمقراطيين إنقاذيا، وعلينا أن نظر للأمور بهذا المستوى، والا فلا دور لنا، واذا لم نكن أبناء على قدر هذا التحدى من الوعى والتصميم على إنقاذ البلاد، فنحن فى الحقيقة لن ننجز شيئا، لأن كل شيء متوقف على إرادتكم ورغبتكم فى أن تكونوا حاضنة وطنية، لتنتقل سوريا إلى وضع أفضل، متوقعا النجاح فى ممارسة الديمقراطية".
من ناحيتها ألقت سهير الأتاسى، نائب رئيس الائتلاف الوطنى، كلمة الائتلاف، مؤكدة أنه "من الظلم تحميل الجيش الحر، والفصائل المسلحة، ما حدث بعد أشهر من التظاهرات السلمية، والمتظاهرون لم يأخذوا إذن لا من النظام ولا المعارضة، ولا من الدول العربية، ولا من الأجنبية، بل كان قرارا وطنيا بامتياز، ولن تنتصر الثورة الا باستقلال القرار".
وشددت على أنه "يجب التفريق بين السلاح الذى يوجه لنا من النظام، وبين السلاح الموجه من تنظيمات ترغب بإقامة دولة استبدادية، والديمقراطية التى نحلم بها يجب ألا تقتصر على صندوق الاقتراع والتداول وحكم الأكثرية، بل يجب أن تتوسع لحماية حقوق الأفراد، وحماية الأقليات من تسلط الأكثرية الحاكمة، ويجب آن تكون مكفولة فى الدستور، بسبب وجود طبقة اجتماعية وسطى مثقفة".
ولفتت إلى أنه "يتطلب النظام الديمقراطى وجود معارضة سياسية، لانها تكون ركنا أساسيا فى أى نظام ديمقراطى، فوجود نظام ديمقراطى لا يعنى بأنه مجتمع ديمقراطى، بل ينشأ فى المدرسة والمجتمع، لذا سوريا بحاجة لإطلاق المنظمات الاجتماعية، لتكون الانتماءات بشكل أفقى وليس عمودى بشكل مرتبط بمن سبق، ويجب أن تتحول الديمقراطية إلى ثقافة مترسخة فى وعى الشعب، لكى لا يعود النظام الاستبدادى".
أما رئيس الحكومة المؤقتة المكلف أحمد طعمة، فأكد من جانبه أن توجهات اتحاد الديمقراطيين، تتناسب مع توجهات الحكومة المؤقتة، التى يعتزم تشكيلها فى المناطق المحررة، والورقة التى أعدها الاتحاد هامة جدا، وتلتقى بكثير من نقاطها مع سياسية الحكومة المؤقتة.
وأضاف طعمة قائلا "إننى على قناعة تامة أن أغلب السوريين يفكرون بهذا المنطق كما تفكرون انتم، نحن اليوم لا نتحدث عن فئات وطبقات، بل تجميع كل الفئات والطبقات السورية، والحكومة المؤقتة هدفها بناء مؤسسات ديمقراطية من خلال عدد من الأهداف، منها "بناء الدولة الوطنية السورية القومية، التى تحقق الأمن لمواطنيها وتصون السلم الاجتماعى، وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين مما يحقق لهم العيش الكريم".
وتابع موضحا أن من أهداف الحكومة أيضا "تفعيل دور المجتمع المدنى، ودوره مع الحكومة فى التنمية، والتأسيس للمارسات المستقبلية فى الدولة، لتحقيق الأهداف المنشودة للسوريين"، مشددا على أن وثيقة الاتحاد "من أفضل ما كتب من أوراق ورؤى لمستقبل سوريا، وينظر إليها بأنها من أهم الأوراق وفيها كثير من النقاط المشتركة مع الحكومة المؤقتة".
أما كلمة الداخل فألقاها محمد الحاج بكرى من الساحل السورى، والذى أكد "على الحاجة إلى جيش وطني"، مشددا على أنه "لا إكراه فى الدين، وكل فرد له حرية الاختيار، ويجب أن لا يفرض عليه أى شىء"، مضيفا "على الجميع تقبل نتائج الانتخابات فى الممارسة الديمقراطية".
وأشار قائلا إلى أن التجاذبات فى الإعلام أبعدتنا عن التقارب، وأبعدتنا عن الداخل، وأصبح الصوت فى الخارج لا يعبر إلا عن الأفراد، ووجهات نظر معينة"، فى وقت أشاد فيه بمنطقة الساحل التى كان له "قصب السبق فى تلبية نداء درعا، وتكبيد النظام خسائر، وقدم كثيرا من الشهداء"، مطالبا الجميع بالاهتمام بمتطلبات الداخل فى المنطقة الساحلية.
ويستمر الاجتماع لمدة يومين، ويختتم مساء غد بمؤتمر صحفى، فى وقت يعتبر هذا المؤتمر الثانى للقوى الديمقراطية، بعد المؤتمر التأسيس الأول فى القاهرة بشهر مايو الماضى.
المعارضة السورية المستقلة تعلن من إسطنبول تأسيس "اتحاد الديمقراطيين"
السبت، 28 سبتمبر 2013 12:10 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة