تحدثت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية فى افتتاحيتها عن النهج الإيرانى الجديد، وقالت إن ظهور الرئيسين الأمريكى باراك أوباما والإيرانى حسن روحانى فى الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء، زاد من التوقعات بأن واشنطن وطهران يمكن أن يصلا إلى اتفاق بعد عقود من العداء. فقد قال أوباما إن كلا الحكومتين ينبغى أن تكونا قادرتين على التوصل إلى اتفاق ذى مغزى، يحد من برنامج إيران النووى، فى حين دعا روحانى إلى محادثات محددة زمنية وموجهة نحو تحقيق النتائج.
ورأت الصحيفة أن أوباما محق فى قوله بضرورة اختبار المسار الدبلوماسى، لكنها تساءلت هل هناك مبرارت لتفاؤل الرئيس. فقد آثار روحانى مراقبى الشأن الإيرانى فى الغرب على مدار الأسابيع الماضية مع هجوم ساحر بتهنئة اليهود بعامهم الجديد عبر "تويتر"، وإطلاق سراح سجناء سياسيين ومقال رأى فى واشنطن بوست يعد بحوار بناء. لكن لم يكن هناك جوهرا، وهناك سبب كاف للتشكك فى أن إيران تتراجع عن تحقيق القدرة على إنتاج الأسلحة النووية.
فقد قامت طهران وبشكل ثابت بتطوير قدرتها على تخصيب اليورانيوم من خلال عقد من المفاوضات وتصعيد العقوبات. وروحان، الذى كان تابعا مواليا لآية الله على خامنئى، مرشد الصورة الإيرانية لم يقدم مؤشرا لأى تحولات ربما يستعد نظام طهران لإجرائها عن الرفض السابق للحد من هذا النشاط النووى، والقبول بمزيد من التفتيش الدولى أو الرد على أسئلة مفتشى الأمم المتحدة بشأن العمل المشكوك فيه على تصنيع رؤوس حربية وصواريخ.
بل على العكس، تتابع واشنن بوست، فخلال حملته الانتخابية، تفاخر روحانى بأنه استطاع أن يتجنب العقوبات بينما مضى البرنامج النووى قدما، عندما كان هو المفاوض الرئيسى للنظام فى هذا الشأن. وكانت رسالته للإيرانيين أن نهجا مختلفا مع الغرب يبتعد عن المواجهة وإنكار المحرقة اليهودية مثلما كان الحال بالنسبة لسلفه محمد أحمدى نجاد، ربما يحقق إعفاء من العقوبات مع الحفاظ على مصالح إيران.
وفى ضوء هذا، رأت الصحيفة أن تأكيد أوباما على أن روحانى حصل من الشعب الإيرانى على تفويض لسلك مسار أكثر اعتدالا مضلل.
وتشير إلى أن روحانى كان فى نيويورك ليس لأن الديمقراطية انتصرت فى إيران ولكن لأن زعيم إيران الحقيقى قرر أن يجرب إستراتيجية تخفيف الضغوط، تقصد خامنئى، ومن الممكن أن يقدم النظام تنازلات، مثل قيود جزئية على التخصيب أو تخفيض مخزونه المتزايد من اليورانيوم المخصب. فمثل هذه الخطوات اقترحها من قبل أحمدى نجاد. لكن التخلى الحقيقى عن القدرة على بناء سلاح وقبول الضوابط الدولية التى من شانها أن تفرض التزما، يبدو بعيد المنال.
وختمت الصحيفة افتتاحيتها قائلة إن الخطر يكمن فى أن تقوم الولايات المتحدة وحلفائها، فى ظل هذا الترحيب بالنهج الإيرانى الجديد، بتقديم تنازلات لا مبرر لها أو تنخدع بالاعتقاد بأن الوصول إلى صفقة كبرى مع إيران أمر ممكن. والأفضل هو مطالبة روحانى سريعا بتوضيح خلاصة القول له، ووخز الفقاعة التى يضخمها.
واشنطن بوست: سياسة إيران الجديدة لا تعكس تغيرا وهدفها تخفيف الضغوط
الأربعاء، 25 سبتمبر 2013 11:44 ص
الرئيس الإيرانى حسن روحانى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة