صحيفة أمريكية: واشنطن فى حاجة إلى انتهاج مذهب جديد فى سياستها الخارجية

الخميس، 19 سبتمبر 2013 11:16 م
صحيفة أمريكية: واشنطن فى حاجة إلى انتهاج مذهب جديد فى سياستها الخارجية الرئيس باراك أوباما
واشنطن (أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رأت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية أن واشنطن فى حاجة إلى انتهاج مذهب جديد فى سياستها الخارجية.

ورصدت المجلة - فى تعليق على موقعها الإلكترونى اليوم الخميس- ما وصفته بأنه شلل تعانيه الإدارة الأمريكية إزاء ما يحدث فى سوريا، قائلة: "إن قرارات الرئيس باراك أوباما تتراوح من سىء إلى أسوأ بكل المقاييس".

ورأت "بوليتيكو" أن سوريا تمثل فى الحقيقة عرضاً لتوعك فكرى عميق بمؤسسة السياسة الخارجية الأمريكية التى تعانى حالة "اضطرابات فى الأحكام"، بحسب المجلة.

كما رصدت المجلة بعض أوجه تخبط السياسة الخارجية الأمريكية، مشيرة إلى أن القائمين على هذه السياسة بعدما أحجموا عن انتهاج مذهب "المحافظين الجدد"- الذى سار عليه من قبل الرئيس السابق جورج بوش الابن فى طريقه للحرب على العراق وأفغانستان- اتجهوا إلى اعتناق "مذهب أوباما" القائل بأن أمريكا لا يجب أن تقحم جيشها فى صراعات عالمية - لا سيما فى منطقة الشرق الأوسط.

ورأت المجلة الأمريكية أن القائمين على السياسة الخارجية بذلك قد اختاروا ألا يكون ثمة سياسة خارجية، وآثروا بدلا من ذلك الانكفاء على الملفات الداخلية فى ظل حالة الكساد المحبطة.

ولكن إستراتيجية الانكفاء على الذات هذه لا تخلو من المخاطر، بحسب المجلة التى أشارت إلى أن المذبحة السورية التى اختارت الولايات المتحدة غض الطرف عنها قد سجلت حتى الآن سقوط نحو 125 ألفاً من المدنيين، وقالت "بوليتيكو" إنه كلما ظلت واشنطن على موقفها المتخاذل، زاد نفوذ تنظيم القاعدة على نحو لا يقف تهديده ضمن الحدود السورية، وإنما يتجاوزها إلى دول الجوار.

ورأت المجلة الأمريكية أن الدرس المستفاد هنا هو أن الإحجام عن عمل أى شىء يمكن أن ينجم عنه المخاطر نفسها التى قد تنجم عن عمل الشىء الكثير.

وحتى أوباما، الذى خذل الكثيرين فى أمريكا بتردده إزاء استخدام الكيماوى فى سوريا، يبدو أنه بدأ يدرك قصور "مذهب أوباما"، بحسب المجلة التى لفتت إلى أنه قضى السنوات الخمس الأخيرة ينافح عن موقفه الداعى إلى عدم التدخل العسكرى فى منطقة الشرق الأوسط "إنما جئت لأضع نهاية للحروب لا لأوقد نارها" وضرورة التواصل مع شركائنا الدوليين.

ورأت "بوليتيكو" أن أوباما أبلى بلاء حسنا فى سعيه لنزع الشرعية عن الهجوم على سوريا الذى اعترض طريقه مؤخرا، مشيرة إلى مغالاة الرئيس الأمريكى فى رسم وتنقيح الخطط لهذه الهجوم فى ظل تناقض التوجيهات السياسية الصادرة عن كبار مستشاريه على نحو ترك الشعب الأمريكى فى حالة انقسام حول الخطط الرامية إلى الحيلولة دون وقوع مذبحة جماعية.

ورصدت المجلة الأمريكية كيف تشبث أوباما بالفرصة التى طرحها نظيره الروسى فلاديمير بوتين، رغم هشاشتها، لتنقذه من ورطته مع كونجرس لم يكن واردا أن يمنحه التفويض الذى يطالب به.

وقالت المجلة إنه أياً كان ما يحدث الآن فى سوريا، يتعين على أوباما أن يدرك أنه لا يسعه تجاهل بعض الحقائق البسيطة التى كانت من قبل مثار سخرية المحافظين الجدد؛ ومنها على سبيل المثال أن تنظيم القاعدة والجماعات المنبثقة عنه وأيديولوجيات العنف التى تحركه لم تنته بعد ولم تنحسر موجتها؛ وأن غياب الديمقراطية فى منطقة الشرق الأوسط سيستمر حتى يتمخض عن موجة من الاضطراب؛ وأن المستبدين والمستقويين بأسلحة الدمار الشامل لا يزالون يمثلون تهديداً خطيراً؛ وأن إيران، الحليف الراسخ للنظام السورى، لا تزال ماضية فى مسارها رغم محاولات إثنائها.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة