د. هانى أبو الفتوح يكتب: الإخوان بين الزحف والزيف !!!

بعد الانتهاء من صلاة الجمعة أسرع جارى للخروج على غير عادته دون لقاء معى فسألته إلى أين وتحرج الرجل من الرد فبادرت بسؤاله أذاهب إلى رابعة قال نعم ومعه أحد أبنائه لم يتعد الخامسة عشرة فقلت له يا أبو أحمد هتستفاد إيه الله يهديك مش تخلى بالك مش كفاية إللى حصل بوفاة جارنا أبو عمار أمام الحرس الجمهورى وترك ابناءه الصغار الأربعة كبيرهم فى ثانية ثانوى يعمل الآن باليومية ليعول إخوته وأمه المريضة بالكلى فأجاب معلش أصل النهاردة جمعة الزحف ,
هنا صمت لسانى وتوقف عقلى وكاد أن يطير , عن أى زحف يتحدث ومن الذى أمره بالخروج وبأى تعليمات يلتزم وأى هدف من وراء دعوات الزحف إلى محيط رابعة مرة أخرى وقد علمت أن الجيش قد أغلق كل المنافذ لها ,
الهدف بالطبع من الزحف هو إحداث حالة من الفوضى فى كل مكان حسب خطة الإخوان وأتباعهم سواء التعليمات الصادرة من قيادات مسجونة أو هاربة وعبر رسالات توجه لهم كما تفعل قناة الحقيرة التى تبث رسائل لمتهم كعصام العريان المطلوب أمنيا وجنائيا لتساعده وتعينه فى نشر الرسالة المطلوب توجيهها لشباب ورجال ونساء بات فى مخيلتهم أنهم فى صراع دائم مع باقى الدولة ,
صراع لا تراجع فيه ولا استسلام , صراع الجنة والنار هيأ لهم أنهم وحدهم فريق الجنة فعليهم السمع والطاعة فى الخروج والتلبية حتى لو كان الخروج هو الطريق إلى الموت. .. لا ضير ,
أى فكر عقيم صور لهؤلاء أن مصر بحاجة لعقولهم وأفكارهم وعنفهم , وأن مصر ملكهم وحدهم وتنتظر زحفهم ليستولوا عليها مرة أخرى كما استولوا عليها باسم الشرع والدين لخداع البسطاء والفقراء وادعاء النهضة والدين منهم براء ,
مصر لا تحتاج مظاهراتهم ولا زحفهم ولا استفزازهم للشرطة والجيش ليتاجروا بأى دماء تسيل هنا وهناك , وإن تركوا الجيش والشرطة تشاجروا مع الأهالى ممن سئموا دعوات الخروج الدائمة ورغبات الهدم المستمرة ,
مصر لا تحتاج الفوضى التى يريدونها فى كل مكان كما صنعوها فى سيناء , مصر بريئة من كل فتنة ومن كل دعوة إليها , مصر ليست ملكا لأحد ليدعى أنه الوصى عليها وصاحب الحق الأوحد فيها , مصر لم ولن تباع ولم يشتريها أحد ,
مصر أمة وسطا لا غلو فيها ولا إرهاب ,
مصر بحاجة إلى الأمن والأمان الغائب وبحاجة إلى العمل لتنهض من كبوتها , بحاجة إلى الاستقرار للبناء والتنمية ,
يا أيها الإخوان مصر لا تريد منكم زحفا ولا عبورا ولا جزاء ولا شكورا ,
مصر بريئة من هكذا عقول ومن دعواتهم ومن زحفهم ومن خلطهم بين دعوات ظاهرها السلم فى الزحف وباطنها الغدر بالسيف ,
دعوات الزيف باسم الله والدين ومن مكر مبين ويمكرون والله خير الماكرين.