روحانى يعيد الإصلاحيين للشاشة ويبدأ صفحة جديدة لطى خلافات نجاد والمحافظين

السبت، 14 سبتمبر 2013 10:51 ص
روحانى يعيد الإصلاحيين للشاشة ويبدأ صفحة جديدة لطى خلافات نجاد والمحافظين الرئيس الإيرانى حسن روحانى
تحليل إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"عندما أتحدث عن التكنولوجيا النووية فأنا أقصد بذلك التكنولوجيا السلمية التى تعتبر مقياسا لتقدم البشر فى العصر الحالى"، جملة أشار إليها الرئيس الإيرانى حسن روحانى فى مذكراته التى يوثق فيها لعامين من المحادثات النووية بشأن الملف النووى.

تولى الرئيس الإيرانى الجديد حسن روحانى منصبه فى يونيه الماضى عقب الفوز الذى حققه على منافسيه من التيار المحافظ (الأصولى)، وبحصوله على 50,7 % من إجمالى أصوات الناخبين فى انتخابات هادئة وديمقراطية بلغت فيها نسبة المشاركة فى الانتخابات 72,7 %، وهنا أتوقف عند نقطة تدول السلطة الذى حدث فى إيران بين التيار الأصولى المحافظ الذى يتمسك بالسير على خط الإمام الخمينى مؤسس الجمهورية الإسلامية، وأهداف الثورة الإسلامية والذى أحكم سيطرته على السلطة بعد الانتخابات الرئاسية عام 2005التى أوصلت ما سبقه أقصد أحمدى نجاد إلى سدة الحكم، والتيار الإصلاحى المعتدل.

يخدع البعض زى الشيخ روحانى رجل الدين الشيعى المعمم، فللوهلة الأولى يراه البعض متشدد ومتصلب فى رأيه، لكن الحقيقة عكس ذلك تماما، فحسن روحانى الذى يبلغ من العمر أربع وستون عاما هو رجل الدين الوحيد الذى خاض الانتخابات الرئاسية الإيرانية، أكد خلال الحملة الانتخابية رغبته فى أن تتبنى بلاده نهجا معتدلا، منتقدا حكومة نجاد، كذلك صب دعم الرئيس الإيرانى الأسبق محمد خاتمى ورئيس تشخيص مصلحة النظام على أكبر هاشمى رفسنجانى وهما محسوبان على التيار الإصلاحى، صب دعمهم له فى صالحه والتعريف به على الساحة الإيرانية فى الداخل والخارج، ما جذب إليه الأنظار فى الداخل خاصة الشباب ممن لم يعاصروا الثورة الإسلامية فى 1979م، وهم يشكلون ثلث عدد السكان فى إيران.

صاحب سياسة الاعتدال الإيرانية حسن روحانى هو واحد من الشخصيات السياسية الهامة فى إيران، يحمل شهادة الدكتوراه فى القانون وتلقى تعليمًا دينيًا فى حوزة قم ويجيد ستة لغات، الإنجليزية والألمانية والفرنسية والروسية والعربية ولغته الأم هى الفارسية، كما أنه حاصل على درجة الدكتوراه فى القانون من جامعة جلاسجو كاليدونيان باسكتلند، وشغل العديد من المناصب البرلمانية من بينها عضوية مجلس تشخيص مصلحة النظام، وممثل عن مجلس الخبراء فى طهران، ونائب فى مجلس الشورى الإسلامى عن خمس دورات برلمانية. وترأس منصب رئيس مركز الأبحاث الإستراتيجية التابع لمجمع تشخيص مصلحة النظام، وبقى روحانى أمينًا عامًا لمجلس الأمن القومى على مدى 16 سنة بقرار من هاشمى رفسنجانى ثم من خاتمى، وكان روحانى أحد كبار المفاوضين فى المحادثات النووية مع الاتحاد الأوروبى فى عهد خاتمى فى الفترة 2003 إلى 2005. وعبر بالملف النووى بر الأمان وسعى لعدم فرض عقوبات على بلاده بسبب سياسته المحنكة فى وكان الملف فى طريقه إلى الوصول لحلول تبدد المخاوف الغربية منه وفى نفس الوقت لا تتخلى إيران عن طموحها فى امتلاك الطاقة النووية السلمية.

سياسة الاعتدال وتصحيح المسار

فوز روحانى أعاد التيار الاصلاحى للمشهد السياسى الإيرانى بعد ثمانى سنوات من الإقصاء والتهميش والتضييق أحيانا أخرى، تبنى روحانى منذ بداية ظهوره على الساحة وترشحه للانتخابات خطابًا معتدلا فى تقديم برنامجه الانتخابى.

أسلوب الاعتدال التى يتمسك بها روحانى لم تكن فقط فى السياسة بل خرج إلى نطاق الإنترنت وشبكات التواصل الإجتماعى تلك الشبكة العنكبوتية التى كان يعاديها سلفه نجاد،، فقد تم حجب مواقع التواصل الاجتماعى بشكل كامل داخل إيران عقب موجة الاحتجاجات بعد الانتخابات الإيرانية عام 2009، وروحانى هو أول رئيس للجمهورية الإسلامية ينشئ حسابا على مواقع التواصل الاجتماعى تويتر وفيس بوك يعتبرها منبرا يخاطب من خلاله العالم، ورغم نفى نائبه الأول جهانجير بأن يكون الحساب رسمى لرئاسة الجمهورية، إلا أن مكتبه كتب فى تغريدة له الثلاثاء الماضى تفيد بأن الحساب سيتم الاعتراف به من إدارة تويتر كحساب رسمى للرئيس الإيرانى خلال أيام، ليس هو فحسب، بل العديد من وزراء حكومته بدءوا فى استخدام مواقع لتواصل الإجتماعى والتواصل لتكون نافذة لهم على العالم، حيث يتم الكتابة عليها باللغتين الفارسية والإنجليزية مثلما أكد وزير الخارجية محمد جواد ظريف على أنه سيغرد على تويتر باللغة الإنجليزية وعلى صفحته على فيس بوك باللغة الفارسية، ليس روحانى وحده الذى بدأ التعامل مع مواقع التواصل الإجتماعى، بل وزير خارجيته الذى تضم صفحته حوالى 130 ألف مشترك، والذى عبّر عن اهتمامه فى مذكراته بالتعامل بالحواسب الآلية، ويفتخر أنه أول من أتى بالحواسب الآلية فى وزارة الخارجية واشترى أول كمبيوتر شخصى عام 1982م. وهناك صفحات لعدد من معاونيه و وزراءه منهم إسحاق جهانجير نائبه الأول، ومرضية أفخم المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية.

من خلال صفحته على تويتر سعى روحانى إلى أن يطل بالوجه الإيرانى المعتدل والذى يعترف بكافة الأديان السماوية ، وأن يصحح الأفكار التى تبناها العالم عن إيران السنوات السابقة فى إطاره لتصحيح سياسة التى اتبعها سلفه نجاد، فقد هنأ روحانى على صفحته على تويتر يهود العالم وإيران بعيد رأس السنة العبرية، ففى إيران يقطن أقلية يهودية تقدر بـ نحو 10 آلاف يهودى مما يجعل منها أكبر الأقليات اليهودية، التى تعيش فى منطقة الشرق الأوسط، وتحتفظ حركة "ناطورى كارتا" اليهودية المناهضة لإسرائيل والصهيونية بتواجد كبير وسط يهود إيران. وهو ما تلقته بعض الدوائر فى إسرائيل والعامل بدهشة شديدة، لم يكن هذا وحسب بل رد وزير خارجيته ظريف على ابنة زعيم الديمقراطيين فى الكونجرس الأمريكى حين قالت له أن التهنئة بالعام الجديد ستكون أجمل إذا أنهيتم إنكار إيران للمحرقة اليهودية "الهولوكوست"، وهو ما استدعاه لتوضيح موقف إيران منها قائلا، إن إيران لم تنكرها ومن كان ينكرها قد رحل، جملته تحمل الكثير من الإشارات فقد سعى إلى التصريح بأن موقف نجاد موقف فردى وأن الجتتمع الإيرانى لا يفكر بطريقة واحدة، فكانت مناسبة ليعرض للعالم موقف إيران من اليهود خلال حوار صحفى له عقب ذلك، أشار لا يوجد بين إيران واليهود أى عداوة، ونحن نعارض الصهيونية. وهنا انقسمت وسائل الإعلام الإيرانية فحديثه عن المحرقة اليهودية جعله محل انتقادات لاذعة من قِبل الصحف الموالية للتيار المحافظ المتشدد، وأضفت شعورا السير نحو السياسة المعتدلة وتصحيح أخطاء السلف لدى الصحف الإصلاحية.

مايسترو المفاوضات النووية

روحانى هو مايسترو المفاوضات النووية فهو يجيد اللعب بالإلحان ليخرج منظمة موسيقية يرتاح لها الوجدان، فهو يشعر جيدا متى يرفع لحنة ومتى يخفضه ولديه لحن ثابت وآخر متغير، فى جلوسه مع الغرب على طاولة المفاوضات فالثابت لديه حسبما ذكر فى مذكراته النووية فى مذكراته هو تمسكه بالتكنولوجيا النووية التى ستضع بلاده فى الصفوف الأولى للتقدم البشرى.

فقد ذكر فى مقدمة كتابه، عندما أتحدث عن التكنولوجيا النووية فأنا أقصد بذلك التكنولوجيا السلمية التى تعتبر مقياسا لتقدم البشر فى العصر الحالى"، وهو ما أكد عليه فى خلال حواره أمس الثلاثاء قائلا "إن حكومتنا لن تتخلى قيد انملة عن حقوقها المطلقة" فى المجال النووي، لكنها ستحاول فى الوقت نفسه إحراز تقدم (فى المفاوضات) بالعقلانية والحجج".

فيما ينتقد فى مذكراته تعامل الغرب مع إيران بالتفوه بتصريحات دائما ما يكررها من قبيل أن إيران تسعى لسلاح نووى وسعى الدول العربية المطلة على الخليج الفارسى على تعزيز حساسية الدول الغربية تجاه البرنامج النووى، قائلا: أنها كلها نوعا من الحكم المسبق وعرض أسباب تخوف الغرب تجاه البرنامج النووى، لافتا إلى أن احد أسباب ذلك فوبيا إيران التى أصابت الغرب بعد عمليات 11 سبتمبر.








مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة