قالت مصادر بالحكومة المصرية لـ"الشرق الأوسط" اليوم، إن القاهرة لا تفضل التعليق على «القلق الأمريكى الأوروبى» تجاه الأوضاع الداخلية فى البلاد، لأن «مصر أدرى بمصالحها وأدرى بما ينبغى عليها القيام به»، وأضافت أن الوفود الأجنبية التى زارت العاصمة المصرية طيلة الأيام الأخيرة لم يكن مطلوبا منها تقديم وساطة، ولكنها هى التى طلبت الحضور لمصر لمعرفة ما يدور، فقلنا لهم أهلا وسهلا لأنه ليس لدينا ما نخفيه.
وكان أعلن كل من وزير الخارجية الأمريكى، جون كيرى، ومسئولة السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى، كاثرين آشتون، فى بيان مشترك الليلة قبل الماضية أنه «رغم تجنب المزيد من المواجهات الدموية حتى الآن (بمصر).. فما زلنا نشعر بالقلق والانزعاج لعدم توصل زعماء الحكومة والمعارضة حتى الآن إلى سبيل لحل الأزمة الخطيرة والاتفاق على تنفيذ إجراءات ملموسة لبناء الثقة».
وزار مبعوثون من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى وقطر والإمارات القاهرة لعدة أيام فى محاولة لحل الأزمة، لكن الحكومة والرئاسة قالتا إن هذه المساعى فشلت. وردت واشنطن بالقول على لسان المتحدثة باسم الخارجية، جين ساكى، إنها قلقة من وصف جهود الوفود الأجنبية بالفشل، وأن الوقت الراهن يتطلب البدء فى حوار يمكن أن يساعد فى إعادة الهدوء فى الأجل الطويل. بينما أجاب الوزير الهولندى، تيمرمانز، عن سؤال لوكالة «رويترز» أمس عن سبب فشل الدبلوماسية، بقوله: «بعد أن تحدثت إلى الرئيس المؤقت ورئيس الوزراء ووزير الخارجية، انطباعى أنهم ببساطة لا يرون أى فائدة فى هذه المرحلة من الحوار مع جماعة الإخوان».
وعزل الجيش الرئيس السابق محمد مرسى المنتمى لـ«الإخوان»، فى الثالث من يوليو الماضى. وألقى القبض عليه وعلى مساعدين له وكذلك على قيادات فى جماعة الإخوان، لكن ألوفا من مؤيدى الجماعة ما زالوا يعتصمون فى ساحتى رابعة العدوية ونهضة مصر، بالقاهرة والجيزة، للمطالبة بإعادة مرسى إلى منصبه. وتصف جماعة الإخوان ما جرى من عزل للرئيس بأنه «انقلاب عسكرى»، وتقول إنها «لن تتوقف عن التمسك بالشرعية وبعودة الرئيس المنتخب (مرسى)»، وهو أمر يبدو وفقا لمجريات الواقع الجديد ضربا من الخيال، وفقا لمصادر حكومية مصرية.
وقتل ما يقرب من 300 شخص فى أعمال عنف سياسى منذ الإطاحة بمرسى، بينهم 80 يعتقد أنهم سقطوا برصاص قوات الأمن فى حادث واحد يوم 27 من يوليو رغم وجود روايات ومقاطع فيديو تتحدث عن وقوع القتلى خلال فوضى عارمة أثناء مهاجمة أنصار مرسى لدار الحرس الجمهورى شرق القاهرة.
وقال مصدر دبلوماسى غربى إن «الولايات المتحدة وأوروبا وأطراف دولية أخرى تعول على توصل الأطراف المصرية المتنازعة إلى حل يجنب البلاد الواقعة على الممر الملاحى الدولى فى قناة السويس الانزلاق فى موجة من العنف والعنف المضاد، خصوصا فى القاهرة وسيناء المجاورة لإسرائيل ومنطقة الصعيد التى تشهد تحريضا من أنصار مرسى ضد المسيحيين المصريين، بالإضافة إلى أن البلاد تواجه غموضا فى مستقبلها الاقتصادى رغم المساعدات العربية الضخمة التى أسهمت فى إنعاش الاحتياطى النقدى لأول مرة منذ شهور».
ودخلت الأزمة السياسية فى مصر مرحلة جديدة متوترة منذ يوم الأربعاء الماضى بعد انهيار جهود الوساطة الدولية وتهديد الحكومة مجددا بالتحرك ضد اعتصامات «الإخوان». وقال البيان الأميركى الأوروبى الصادر الليلة قبل الماضية إن «الوضع لا يزال هشا للغاية ولا يهدد بمزيد من إراقة الدماء والاستقطاب فحسب وبل ويعوق الانتعاش الاقتصادى الضرورى لنجاح العملية الانتقالية فى مصر».
وغادر عدد من المسئولين الغربيين القاهرة يومى أمس وأول من أمس دون الوصول إلى نتائج تذكر. وأعقبتها الرئاسة المصرية بالقول إن جهود التوصل إلى حل قد فشلت، وحملت جماعة الإخوان مسئولية هذا الفشل، بينما شدد الرئيس المؤقت عدلى منصور على أن بلاده ماضية قدما وبكل إصرار نحو تحقيق النتائج المرجوة من خارطة المستقبل. وهى الخارطة التى جرى على أساسها عزل مرسى مطلع الشهر الماضى، وتضمنت وضع دستور للبلاد وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية خلال تسعة أشهر. وقال منصور فى كلمة للمصريين بمناسبة عيد الفطر الليلة قبل الماضية إن مصر تمر بمرحلة حرجة، وإن «قطار المستقبل انطلق وعلى الجميع إدراك اللحظة واللحاق به وعلى من يتخلف عن إدراك تلك اللحظة أن يتحمل مسئولية قراره».
وغادر القاهرة أول من أمس المبعوث الأمريكى، ويليام بيرنز، عائدا إلى بلاده بعدما حاول على مدى أيام الوصول إلى حل وسط بين الحكومة و«الإخوان»، وبينما بقى مبعوث الاتحاد الأوروبى برناردينو ليون فى العاصمة المصرية حتى أمس للغرض نفسه، أعربت بروكسل عن قلقها البالغ إزاء انهيار المحادثات بين الفرقاء المصريين.
واستقل وزير الخارجية الهولندى الطائرة من القاهرة متوجها إلى بلاده بعد زيارة استمرت يومين التقى خلالهما مع الرئيس منصور ورئيس الوزراء حازم الببلاوى ووزير الخارجية نبيل فهمى وعددا من المسئولين وممثلى القوى السياسية. وأكد فى تصريح وزعته السفارة الهولندية، أن مستقبل مصر يهم الأوروبيين بصفتهم جيرانا لها، موضحا أن الهدف من زيارته هو دعم الجهود الكبيرة التى بذلها الاتحاد الأوروبى وجهات دولية أخرى فاعلة لإيجاد سبيل لبدء حوار بين كل الأطراف.
وأضاف أنه تحدث بكل إخلاص مع المسئولين المصريين وغيرهم ممن التقاهم فى القاهرة بشأن ضرورة أن يضع الجميع مستقبل مصر أولا نصب أعينهم، بما يتضمنه من دستور يشعر المصريون بأنهم ممثلون فيه، وإجراء انتخابات حرة ذات مصداقية، مشيرا إلى أن مصر تواجه وضعا سياسيا متوترا.. ومع ذلك فإن العنف ليس هو الحل للأزمة الراهنة.، مطالبا اللاعبين الرئيسيين فى مصر الآن بضرورة العمل لإيجاد حل سلمى.
وقالت مصادر الحكومة المصرية إن زيارات الوفود الأجنبية للقاهرة فى ظل الأزمة الراهنة «مسموح بها لأنه ليس لديها ما تخفيه»، لكن «القرار النهائى بشأن معالجة الأزمة قرار مصرى». ومن جانبه أعلن السفير بدر عبد العاطى، المتحدث باسم وزارة الخارجية، أمس أن الوزارة تركز على شرح ونقل صورة الثورة الحقيقية للعالم الخارجى وحشد التأييد السياسى والاقتصادى، وأن وزير الخارجية نبيل فهمى قام بإجراء اتصالات تليفونية مع أكثر من 53 وزير خارجية من دول العالم المختلفة.
قالت إن الوفود هى التى طلبت الحضور للقاهرة..
مصادر حكومية لـ«الشرق الأوسط»: القاهرة لم تطلب وساطة من أحد
الجمعة، 09 أغسطس 2013 07:27 ص
كاترين آشتون
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
taher.hmdy
اهل مكه ادرى بشعابها
عدد الردود 0
بواسطة:
sameh
أقر بعض من تاريخ الاخوان المتاسلمين الارهابية
عدد الردود 0
بواسطة:
flawer
أنت عبقرى
إلى رقم (2) عرفت دا كله والله برافو عليك
عدد الردود 0
بواسطة:
m.o.h
ولاء ..جماعة الاخوان المسلمين