دقت ساعة الدولة

بيان الرئاسة بإعلان فشل الجهود الدبلوماسية والوساطات وحل الأزمة السياسية مع جماعة الإخوان، جاء كاستجابة فورية لموجة الغضب فى الشارع السياسى المصرى بعد الإهانة التى شعر بها المصريون من تصريحات جون ماكين عضو الكونجرس الأمريكى والتى وصف فيها ثورة 30 يونيو بالانقلاب وتجاوز فيها كل التقاليد والأعراف الدبلوماسية، بعد أن سمحت له مصر بدخول أراضيها رغم مواقفه العدائية من الثورة وتزعمه تيار مناهض لمصر داخل الكونجرس ومطالبته الدائمة بوضع شروط مجحفة على المعونة الاقتصادية والعسكرية هو وزميله جراهام الذى كان ممنوعا من دخول مصر حتى قيام ثورة 25 يناير لموقفه العدائى أيضا من مصر داخل الكونجرس.
البيان جاء ليوقف هذا العبث وتلك المهزلة فى التعدى على سيادة مصر والتدخل فى شؤونها وأمورها الداخلية، وأظن أنه يجب أن تكون هناك وقفة لمن سمح بهذا العبث السياسى فى استدعاء أشتون وماكين وجراهام للعربدة السياسية وتحويل سجون مصر وميادينها إلى مزارات سياحية لمجرمى الإخوان. وعلى من سمح بذلك داخل مؤسسة الرئاسة وخارجها أن يعترف بخطئه فى حق هذا الوطن وإنجازه الثورى فى 30 يونيو وإبهاره للعالم بفعل الإعجاز الذى قام به فى هذا اليوم العظيم وما بعده. فاستدعاء تلك الرموز البغيضة اتضح، وباعتراف الرئاسة، الآن أنه كان فخا سياسيا للثورة المصرية ومحاولة فجة للالتفاف عليها واحتوائها لمآرب أخرى لتحقيق مصالح واشنطن والعواصم الغربية الموالية لها لإنقاذ جماعة الإخوان الإرهابية التى ترتبط بها بمصالح سياسية وتجارية، والإبقاء عليها فى المشهد السياسى المصرى رغما عن الشعب وثورته.
الآن وبعد اعتراف الرئاسة بما كان متوقعا من فشل الوساطات والزيارات السياحية المكوكية لكل من هب ودب من الوفود الأجنبية خصيصا، فقد دقت ساعة الدولة فى استعادة زمام الأمور مرة أخرى والتذكر أنها تحكم باسم الثورة وأن جهود ومحاولات الوصاية على إرادة الشعب قد توقفت الآن. ولم يعد أمام الإدارة المصرية الحاكمة الآن سوى طريق واحد هو استعادة هيبة الدولة فى الداخل بأيادى قوية صلبة غير مرتعشة لأن الأيدى المرتعشة والمرتجفة لا تبنى مستقبلا ولا حاضر،ا فقد ثبت وبالدليل القاطع أن جماعة الإخوان لا تسعى سوى للفوضى والتخريب والدمار ولا بد الأن أن تثبت لها الدولة أن «للديمقراطية أنياب» أيضا.