نشرت السفارة الأمريكية بالقاهرة نص بيان البيت الأبيض حول استخدام الحكومة السورية الأسلحة الكيماوية، والذى تضمن تقييم الحكومة الأمريكية بشأن استخدام الحكومة السورية للأسلحة الكيماوية فى 21 أغسطس الجارى.
وأكد البيان أن تقديرات حكومة الولايات المتحدة توصلت، وبثقة كبيرة، إلى أن الحكومة السورية قد نفذت هجوماً بالأسلحة الكيماوية فى ضواحى دمشق فى 21 أغسطس الجارى، كما أن تقديرات الحكومة الأمريكية توصلت كذلك إلى أن النظام السورى قد استخدم غاز الأعصاب فى الهجوم، ووفقاً للبيان تستند هذه الاستنتاجات المستمدة من كافة المصادر إلى مؤشرات، واستخبارات بشرية والجغرافيا المكانية، وكذلك إلى مجموعة كبيرة من التقارير من مصادر مفتوحة.
وقال البيت الأبيض، فى بيانه، إنه "تم تبادل استنتاجاتنا وتقييماتنا المصنفة تصنيفاً سرياً مع الكونجرس الأمريكى ومع الشركاء الرئيسيين الدوليين"، مضيفا أنه "ومن أجل حماية المصادر والأساليب المتبعة، فإن البيت الأبيض لا يستطيع نشر جميع المعلومات الاستخباراتية المتوفرة علناً، ولكن البيان أورد تحليلات العاملين بالاستخبارات الأمريكية لما جرى بشكل ملخص دون التطرق لما هو مصنف تصنيفاً سرياً".
وحول استخدام الحكومة السورية للأسلحة الكيميائية فى 21 أغسطس، ذكر البيان أن مجموعة كبيرة من المصادر المستقلة تشير إلى أن هجوماً بالأسلحة الكيماوية قد وقع فى ضواحى دمشق، وبالإضافة إلى معلومات الاستخبارات الأمريكية، فهناك روايات العاملين الدوليين والسوريين بالبعثات الطبية، وأشرطة الفيديو، وروايات شهود عيان، والآلاف من تقارير وسائل الإعلام الاجتماعية من 12 موقعاً مختلفاً على الأقل فى منطقة دمشق، وتقارير صحفية، وتقارير من منظمات غير حكومية ذات مصداقية عالية.
وأشار إلى أن التقييم الأولى الذى أجرته حكومة الولايات المتحدة قد توصل إلى أن 1429 شخصاً لقوا مصرعهم فى الهجوم بالأسلحة الكيميائية، بمن فيهم 426 طفلاً على الأقل، رغم أن هذا التقييم سوف يتطور بالتأكيد حين نحصل على مزيد من المعلومات.
وقال البيان، إننا "نستنتج بثقة عالية أن الحكومة السورية قد نفذت الهجوم بالأسلحة الكيميائية ضد عناصر المعارضة فى ضواحى دمشق فى 21 أغسطس، ونستنتج أن السيناريو الذى يفيد بأن المعارضة قد قامت بتنفيذ الهجوم فى 21 أغسطس هو سيناريو مستبعد للغاية".
وأشار إلى أن مجموعة المعلومات المستخدمة لإجراء هذا التقييم والتوصل إلى هذه الاستنتاجات تشمل الاستخبارات المتعلقة باستعدادات النظام السورى لهذا الهجوم ووسائل تنفيذه، وروافد متعددة من المعلومات الاستخباراتية حول الهجوم نفسه وتأثيره، وحول رد فعلنا لما بعد الهجوم، والاختلافات بين قدرات النظام والمعارضة، قائلاً، إن "تقييمنا واستنتاجنا بهذه الثقة العالية هو أقوى موقف يمكن أن تتخذه أجهزة الاستخبارات الأمريكية دون الجزم أو التأكيد القاطع، وسوف نستمر فى طلب معلومات إضافية لسد الثغرات فى فهمنا لما حدث".
وأضاف البيان، أن "النظام السورى يحتفظ بمخزون من العديد من أنواع المواد الكيميائية، بما فى ذلك غاز الخردل وغاز السارين وغاز الأعصاب من نوع فى إكس (VX) والآلاف من الذخائر التى يمكن استخدامها لإيصال عوامل الحرب الكيميائية.
والرئيس السورى بشار الأسد هو الذى يملك القرار النهائى الخاص ببرنامج الأسلحة الكيماوية، ويتم التدقيق والفحص فى الأعضاء العاملين فى البرنامج بعناية فائقة لضمان أمنهم وولائهم، والمركز السورى للدراسات والبحوث العلمية التابع لوزارة الدفاع السورية يدير برنامج الأسلحة الكيماوية فى سوريا".
وأكد بيان البيت الأبيض أننا "نستنتج، بثقة عالية، أن النظام السورى استخدم أسلحة كيماوية على نطاق صغير ضد المعارضة عدة مرات فى العام الماضى، بما فى ذلك فى ضواحى دمشق، وهذا الاستنتاج يستند إلى تيارات متعددة من المعلومات بما فى ذلك التقارير بأن مسئولين سوريين يخططون وينفذون هجمات بالأسلحة الكيميائية، والتحاليل المخابراتية للعينات الفسيولوجية التى تم الحصول عليها من عدد من الأفراد، والتى كشفت عن تعرضهم لغاز السارين، وإننا نستنتج أن المعارضة لم تستخدم الأسلحة الكيماوية".
وأوضح أن النظام السورى هو الذى يمتلك تلك الأنواع من الذخائر التى استنتجنا أنها استخدمت لتنفيذ الهجوم فى 21 أغسطس، ولديه القدرة على توجيه الضربات فى مواقع متعددة فى الوقت نفسه.. وأضاف أننا "لم يسبق أن شهدنا أية إشارة تدل على أن المعارضة قد شنت هجمات صاروخية منسقة على نطاق واسع وهجمات بالمدفعية، كالهجوم الذى وقع يوم 21 أغسطس".
وتابع البيان، إننا "نستنتج أن النظام السورى قد استخدم أسلحة كيمائية خلال العام الماضى بغية أن تكون له اليد العليا أو كسر الجمود السائد فى المناطق التى لها قيمة استراتيجية وكان يواجه صعوبة فى الاستيلاء عليها والاحتفاظ بها".
ولفت إلى أنه فى هذا الصدد، فإننا لا نزال نحكم بأن النظام السورى ينظر إلى الأسلحة الكيميائية باعتبارها واحدة من العديد من الأدوات المتاحة فى ترسانته، بما فى ذلك القوة الجوية والصواريخ الموجهة "الباليستية"، التى يستخدمها بشكل عشوائى ضد المعارضة.
وأوضح أن النظام السورى قد بدأ محاولة لتخليص ضواحى دمشق من قوات المعارضة التى تستخدم المنطقة كقاعدة لشن هجمات ضد أهداف النظام فى العاصمة، لقد فشل النظام فى إخلاء العشرات من أحياء دمشق من عناصر المعارضة، بما فى ذلك الأحياء التى تم استهدافها فى 21 أغسطس، على الرغم من توظيف كل منظومات الأسلحة التقليدية التى بحوزته تقريبا..كما نستنتج أن الشعور بالخيبة والإحباط من قبل النظام بسبب عجزه عن تأمين أجزاء كبيرة من دمشق ربما يكون قد أسهم فى قراره باستخدام الأسلحة الكيميائية يوم 21 أغسطس.
وفيما يخص الاستعدادات ذات الصلة، ذكر بيان البيت الأبيض أنه "بحوزتنا معلومات استخبارات تقودنا لتقدير أن السوريين الذين يعملون فى مجال الأسلحة الكيميائية، بمن فيهم من يعتقد أن لهم علاقة بمركز البحوث والدراسات العلمية فى دمشق، كانوا يعدون ذخائر أسلحة كيميائية قبل الهجوم".
وأضاف البيان، "وخلال الأيام الثلاثة التى سبقت الهجوم جمعنا سيلاً من المعلومات المستقاة من الاستخبارات حول الأشخاص والمؤشرات والأماكن الجغرافية، والتى كشفت عن نشاطات للنظام نعتبر أنها كانت متصلة بالتحضير لهجوم بالأسلحة الكيميائية".
وأشار إلى أن العاملين بالأسلحة الكيميائية كانوا يقومون بمهماتهم فى "عدرة" إحدى ضواحى دمشق، من يوم الأحد 18 أغسطس حتى وقت مبكر صباح يوم الأربعاء 21 أغسطس، بالقرب من موقع يستخدمه النظام لمزج الأسلحة الكيميائية ومن ضمنها غاز السارين.
ولفت إلى أنه "فى يوم 21 أغسطس أعد أحد عناصر النظام السورى العدة لهجوم كيميائى فى منطقة دمشق، بما فى ذلك استخدامه لأقنعة الغاز الواقية، ولم تكتشف مصادر استخباراتنا فى منطقة دمشق أية دلائل فى الأيام التى سبقت الهجوم أن فصائل المعارضة كانت تجهز لاستخدام أسلحة كيميائية".
وبالنسبة للهجوم نفسه، أوضح البيان أن عدة مصادر للاستخبارات تشير إلى أن النظام نفذ هجوما بالصواريخ والمدفعية مستهدفا ضواحى دمشق فى الساعات الأولى من صباح ٢١ أغسطس.
ونوه بأنه ما كشفت عنه الأقمار الصناعية يدعم حقيقة أن الهجمات صدرت من منطقة واقعة تحت سيطرة النظام استهدفت أحياء ذكر أنها تعرضت لهجمات بالأسلحة الكيميائية، ومن بينها كفر بطنة، وجوبر، وعين ترمة، وداريا، ومعضمية الشام، ويشمل ذلك اكتشاف إطلاق صواريخ من أراض يسيطر عليها النظام فى وقت مبكر من الصباح، وقرابة 90 دقيقة قبل نشر أول تقرير عن هجمات كيميائية فى وسائل التواصل الاجتماعى، كما أن انعدام حركة الطيران أو إطلاق قذائف يقودنا إلى استنتاج أن النظام استخدم صواريخ فى الهجوم المذكور.
وتحدثت تقارير وسائل التواصل الاجتماعى عن وقوع هجوم بالأسلحة الكيميائية فى ضواحى دمشق فى الساعة 2:30 صباحا بالتوقيت المحلى يوم 21 أغسطس، وخلال الساعات الأربع التالية وردت آلاف التقارير فى وسائل التواصل الاجتماعى عن ذلك الهجوم الذى نفذ مما لا يقل عن 12 موقعاً مختلفاً فى منطقة العاصمة. كما ورد فى تقارير متعددة أن صواريخ محملة بالعناصر الكيميائية ضربت مناطق تسيطر عليها المعارضة.
واستقبلت ثلاث مستشفيات فى دمشق زهاء 3600 مريض بدت عليهم أعراض تتفق مع أعراض التعرض لغاز الأعصاب فى غضون أقل من 3 ساعات صباح يوم 21 الجارى - طبقا لمنظمة إنسانية دولية تتمتع بثقة عالية، والأعراض التى أفيد عن حصولها ونمط حوادث انتشار الإصابات بين السكان - والذى اتصف بتدفق هائل للمرضى خلال فترة زمنية قصيرة، وإصابة العاملين فى الإسعاف والرعاية الطبية بتلوث - كل تلك المعطيات كانت تستقيم مع ظاهرة التعرض لغاز الأعصاب على نطاق واسع، وقد تلقينا كذلك تقارير من العاملين فى الرعاية الطبية الميدانيين السوريين والدوليين.
وقال البيت الأبيض، فى بيانه، "لقد تحققنا من وجود مائة فيديو منسوبة لهذا الهجوم، يبين عدد منها أعدادا كبيرة من الجثث التى تظهر عليها علامات مادية على تعرضها لغاز الأعصاب".
ومن بين الأعراض التى ذكر أنها بدت على الضحايا الإغماء وفقدان الإدراك ورغوة من الأنف والفم، وانقباض بؤبؤ العين، وخفقان سريع للقلب، وصعوبة فى التنفس.. ويبين عدد من التسجيلات الفيديو ما يبدو أنها وفيات كثيرة بغير جراح أو إصابات ظاهرة، مما يتفق مع ظاهرة الموت من جراء الأسلحة الكيماوية، ولا يتماشى مع الوفاة من جراء الأسلحة الخفيفة أو ذخيرة المتفجرات القوية أو العناصر المسببة للبثور والتقرحات، وظهر فى تسجيلات الفيديو المتوفرة للرأى العام على ما لا يقل عن 12 موقعا، كما أن عينة من هذه الفيديوهات تؤكد أن بعضها قد صور فى الأوقات والمواقع العامة المشروحة فى النص أسفل الفيديو.
وأضاف البيت الأبيض، أن "تقديراتنا تذكر أن المعارضة السورية ليس لديها القدرة على تلفيق كل هذه الفيديوهات والأعراض العضوية التى تحقق منها العاملون فى الرعاية الطبية ومنظمات غير حكومية، فضلاً عن معلومات أخرى متصلة بهذا الهجوم الكيماوى".
وأشار إلى أن فى حوزتنا مجموعة ضخمة من المعلومات، بما فى ذلك الممارسات السورية السابقة، التى تدعنا نستنتج أن مسئولى النظام كانوا على بينة، وقد وجهوا الهجوم يوم 21 أغسطس، وقد ضبطنا اتصالات شملت مسئولا رفيع المستوى وعلى معرفة وثيقة بالهجوم، أكد أن النظام استخدم أسلحة كيماوية يوم 21 أغسطس، وكان قلقا من حصول مفتشى الأمم المتحدة على الأدلة والقرائن.
وقال البيت الأبيض، فى بيانه، إننا "وفى عصر ذلك اليوم، تلقينا معلومات استخباراتية تفيد بأن العاملين السوريين فى مجال الأسلحة الكيماوية أمروا بإيقاف العمليات. وفى الوقت ذاته، كثف النظام إطلاق وابل من قذائف مدفعيته على عدد كبير من الأحياء حيث وقعت الهجمات الكيماوية. وخلال فترة الساعات الأربع والعشرين التى أعقبت الهجوم، لمسنا دلائل على إطلاق الصواريخ وقذائف المدفعية بواقع أربعة أضعاف تقريبا مما شهدته الأيام العشرة السابقة، وواصلنا تلمس دلائل على القصف المتواصل فى تلك الأحياء حتى صبيحة 26 أغسطس".
وأضاف "خلاصة القول هى أن هناك مجموعة ضخمة ومهمة من المعلومات التى تورط الحكومة السورية ومسئوليتها فى الهجوم بالأسلحة الكيماوية الذى وقع يوم 21 أغسطس".
واختتم البيت الأبيض بيانه مؤكداً أن هناك معلومات استخباراتية إضافية تظل طى الكتمان، بسبب دواعى قلق على المصادر والأساليب، وأن هذه المعلومات سترفع إلى الكونجرس والشركاء الدوليين.
السفارة الأمريكية بالقاهرة تنشر بياناً مطولاً للبيت الأبيض "يستنتج" فيه تورط سوريا فى الهجوم بالأسلحة الكيماوية.. واشنطن تجمع معلومات من روايات العاملين الدوليين بالبعثات الطبية وأشرطة الفيديو
السبت، 31 أغسطس 2013 01:43 م
القتلى السوريون بالأسلحة الكيماوية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة